«ابتسم أمام عدوك دائما»……… هو أحق بالسخرية من أي شيء آخر هكذا كان أبي يقول لها دائما…. وأن أقف معه في الشرفة كل ليلة قبل أن تدق الساعة ويتوسط القمر سماءنا برقة... ويتوسط القمر سماء برقة ……… طقوس خاصة تلك التي يفعلها عندما يتحدث إلي عن الحياة، فيخرج سيجارته، ويشعل المحرك بهدوء، ربما كان يظن أن تلك السيجارة تعطيه جاذبية ما……، وقد كانت تعطيه ذلك فعلا….. مع أول نفثة دخان يلقي حكمته متأملا رحلة الدخان إلى الأبدية بابتسامة ساخرة ونظرة متحسرة ! أحيانا كان يخبرني بقصص عن أناس وبينما هو يلقي علي حكمته، ويتلو علي أخبار السابقين كنت أتفرس ملامح وجهه كأني أراه أول مرة في كل يوم يخبرني فيه بشيء جديد كان هناك خط آخر يضاف إليه تجاعيد وجهه المتعفن شعر رأسه يزداد شيبة كل مرة ……..، وأنا بين هذا وذاك أتململ مترنحا بحديثه… كل هذا قبل أن يعتزل التدخين ويعتزل الحياة كلها. ................. أسرع إلى مذكرتي الصغيرة لأكتب فيها حكمة أبي الجديدة في يوم كنت أفعل هذا إلى أن أخذه القدر وتركني وحيدا بكثير من الحكم وقليل من الخبرة…….. أذكر أني جعلت ما في مذكرتي دستوري الصغير الذي تسير به بحياتي ابتسمت كثيرا أمام أناس كثيرين …….. ضحكت أحيانا بأشياء مضت بين الحياة هكذا تقذفني الأمواج بين الأمواج وأنا مازالت مبتسما………… كثيرون هم أعدائي… ................... الباقي من الحياة عشر دقائق….. أقف أمام ابنتي الصغيرة أحكي لها الكثير من الحكايات من سبقوا الكثير من الحكم تتفرسني في فضول هي أيضا أدركت أن وجهي يحمل خطا جديدا في كل يوم. أخبرها فيه بشيء من مذكرتي الصغيرة، بعد النفتة سيجارة الأولى ، ينتهي حديثنا فتودعي ابتسامتها البريئة قبل أن تغادر الشرفة إلى غرفتها لتعايش المزيد من الأحلام الوردية ….. مازلت أقف في الشرفة أفكر…… أراجع تاريخ حياتي الصغيرة لأجدني نسيت أن أبتسم لنفسي ….. ابتسامة ساخرة تراقص الدخان الخارج من فمي // أفتح مذكرتي الصغيرة وأخرج القلم لأكتب الجملة الأخيرة خاتما كتاب الحياة // ابتسم أمام نفسك /// هي أحق بالسخرية من أي شيء آخر /// أدخل غرفة الفتاة لأضع المذكرة تحت وسادتها الصغيرة // ثم أخرج. في الصباح تسمع صوت نواح متقطع وفي ركن الحجرة فتاة صغيرة تمسك بمذكرة سوداء وتبكي ! .