إن الحق لا ينقلب باطلا لاختلاف الناس فيه، ولا الباطل يصير حقا لاتفاق الناس عليه، وليس في وسع الحق قهر الأنفس على الإقرار به وتسخيرها للاعتراف بصدقه، ولكنه شيء محقق بنور العقل بعد الرؤية والبحث، فيظهر به المحق ويمتاز عن المبطل[1].
إذا تقرر هذا فإنه (...)
الإنسان حالة فريدة في هذا الوجود، تجده يشارك النبات والحيوان والجماد في كل أحوالهم، ويترقى عليهم بخاصية التفكير، فلا تجد إنسانا سالم العقل: لم يمارس التفكير أبدا، بل لك أن تقول: الأصل في الإنسان أن لا يخلو من التفكير، والذي تُلْمَسُ معالمه في وقت (...)
إن الحق مُتاح لمن أراده وأحب أن ينطق به، لكن للنفوس أوطارا، وفيها ميول تُؤثر في طلبها للحق، والفهم الصحيح لابد له من قادح ومحرك يدفعه للسير إليه، ولذلك احتاجت العقول للتذكرة من أجل الوصول للصواب… وعلى سيبل الحق أعلام ظاهرة وشواهد واضحة، ولن يذهب عن (...)
تقوم حقيقة وجود الإنسان في الكون: أنه كَائن يعرف وقابل أن يَعْرِفَ ويتعلم، وهذه حقيقة يؤمن به الكُل على جهة الإطلاق، فكون الإنسان قابل للتعلم من بدهيات الحياة ومُسَلَمَاتِها، فأنا كما أنت، لم نُولد عُلماء وإنما تدرجنا في العلم والتعلم بل ولا زلنا (...)
أعيش كما يعيش الكل من أبناء جنسي أَكُلُ أَشربُ أنام أقابل أصدقائي… غير أن سؤالا ما دائما يُهاجمني في خلوتي وعند التفكير في ذاتي، من أنا؟ وكُنت باستمرار أحاول مدافعته بجواب مقنع لي ولغيري: أنا إنسان كما الغير مثلي من بني الإنسان… لكن سرعان ما يعود (...)
الأزمة حدث لابد منه في حياة الإنسان، بل وجودها من سنن الدنيا، فمرة ترى نفسك في صحة وأخرى في مرض، ومرة في غنى وآخرى في فقر… ومرة في فرح وأخرى في حزن، ومن لم يفهم هذا لم يفهم الحياة… وعاش يَعَضُ نفسه على آلمامها وأحزنها دون أن يغير من الأمر شيئا.
وإن (...)
ينطلق الإسلام في وجوده العقدي والعملي من القرآن الكريم، ولولا هذا الكتاب لما رأيت في الدنيا دينا اسمه الإسلام، فعندما تنطق القرآن: فأنت تخبر عن دين اسمه الإسلام، وعندما تقول الإسلام فأنت تخبر عن دين كتابه القرآن العظيم… هكذا بدليل التلازم الكلي (...)
حدثني أبو يزيد القوقلي قال: بينما أنا بين النائم واليقظان، إذ أتاني هاتف الجان، أني قد عُينت لحراسة الامتحان، في ورقة: الأوقات فيها مجموعة، والأوامر واجبة مسموعة، لبست ثيابي ولمعت حذائي، وقربت جرابي، فقد أخبروني: أن الأكل فيها ممنوع، وأي فعل (...)
تبدأ القصة الجميلة من طالب أو طالبة في رحاب الجامعة، فتجد لهم اجتهادا كبيرا في تحصيل العلم، وتتبع مصادره، مطلعة وحفظا ومراجعة، جلسات علمية مع الأصدقاء، جلوس وخشوع في رحاب التلقي أمام الأساتذة، تأخذ المعلومةُ بمجامع قلبه وتملك عليه روحه وفكره (...)
إن من العادات المعلومة لدى كافة الناس: أن من دخل دورة تعليمية أو تكوينية معينة: أن يكون حاله بعد التخرج من الدورة أحسن حالا من قبلها، فإذا لم يتغير مستواه الفكري أو النفسي أو السلوكي… فهذا يعني أن لم يستفد من الدورة إطلاقا، وإنما كان يسجل حضوره (...)
إن الإنسان ليعيش في الدنيا غافلا، آكلا شاربا نائما، هائما على وجهه لا يعرف أين المسير، ولا الغاية من الوجود، لا يرسم لنفسه أهدافا، وليس له أي مشروع علمي أو فكري، يصلح حاله أوحال البشرية.
وإذا ما حدثته عن ضرورة الاستيقاظ من سبات الغفلة: واجهك بأسئلة (...)
المرأة ذلكم الكائن الوجودي، الذي يضفي على الحياة جمالا وبهاء، فلولاها -بعد فضل الله تعالى- ما كان للوجود البشري أي معنى، بل ما كان ليستمر الوجود الإنساني لو كانت الأرض بلا نساء.
المرأة كائن العظيم في هذا الوجود: ألهمت الأدباء، وحركت ألسنة الشعراء، (...)
في كل يوم تشرق فيه شمس الصباح، أشم منها رائحة المحبة، وتعطني روح الأمل، وتعلن لي أن الظلام لن يدوم، يتوسط النهار: فأرى أهدافي قريبة أمام عيني، وثماري قد حان قطافها. وعند لحظة العصر: استمتع بكل ما غرست وأحمد الله تعالى على إكمال ما أردت… وفجأة يلوح (...)
إن هذا الدين العظيم الذي شاء الله تعالى أن يجعلنا من أهله، ليس دينا فرديا نستروح به في نفوسا، ونطبق شعائره التعبدية في مساجدنا ودور عبداتنا، بل دين: جاء ليحكم الحياة، وينظم المجتمع، ويُصْلِحَ السياسة، ويقيم الدولة على العدل والخير والصلاح … دين جاء (...)
مع افتتاح الموسم الدراسي الجديد (2021-2022)؛ وقرب استقبال المؤسسات التعليمية لتلاميذها الجدد؛ والذي سوف يكون يوم العاشر من الشهر الجاري. سوف تستقبل ثانوية العقاد التأهيلية جماعة تابريكت بمدينة سلا تلاميذها لهذا العام بأكوام متناثرة هنا وهناك من (...)
تكمن قوة الفكرة في مصداقيتها عندما تُوجد عقولٌ مستقيمة تتبناها، كما تكمن قوة الفكرة في حجمها عندما تجد سلاحا ماديا يحميها، هكذا تنشر الأفكار مهما تنوعت بين حق عليه برهان ساطع، وباطل تزينه شُبه وافتراضات، والحرب بينهما سجال وإن كانت العاقبة معلومة (...)
إذا كان العقل قد طبع على النسيان، والذهول عما يعيشه في هذه الدنيا، حتى إنك تُذكره فلا يتذكر وتنبهه فلا يتنبه … لكن هناك أشياء لا يستطيع الإنسان نسيانها: وهي: ذلك الرجل أو تلك المرأة الذين فتقوا لسانك بالتهجي، وعلموك تنسيق الحروف، وتكوين الكلمات، (...)
أن تعيش في وطن من بداية حياتك: متنفسا نسائم هوائه؛ مستمتعا ببدائع جماله؛ راتعا في خصوبة أرضه؛ مسرورا بمطالعه ومغاربه، مستأنسا بلقاء وحديث أهله… ثم يأتيك الخبر بالنفي والابعاد!!! فتحل أرضا لا تعرف تربتها ولا نسيم هوائها؛ ولا تجد أنسا بأهلها… فتحاول (...)
إن انكشاف الحق لطالب الحق أمر سهل مُيسر، غير أن للنفوس أمراضا وأغراضا: قد تأبى الخضوع: أنفة وكِبْرا، أو جحودا وعُلوا، حتى إذا ما خلت بنفسها وجدت اضطرابا وقلقا عن عدم الركون للحق… ولولا: خوف وَصْمَةِ الهزيمة لرأيته مناديا في خلوته، ومُعلنا في جلوته: (...)
تعد وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، القلب النابض لمبدأ التعاون وخدمة الإنسان في المملكة المغربية، ولا أدل على ذلك كلمة الأوقاف المتضمنة فيها، والتي هي من معهود المغاربة: قديما وحديثا، في باب الصدقات: والتي تجاوزت العطاء النقدي: إلى توقيف الأراضي (...)
إن كل أمة من الناس في القديم والحديث: تسعى جاهدة من أجل الحفاظ على تاريخها وتدوين ما جرى فيه من أحداث في سالف أزمانها، كي ترويه للأبناء والأحفاد، بل توجب عليهم حفظه، وتشجعهم على روايته، والتحدث به بكل فخر واعتزاز، وذلك إدراكا منهم لأهميته ورمزيته (...)
إن من نعم الله عليك أن تكون مسلما، فإن وصلت إلى درجة اليقين والحجة والبرهان: فذلك القصد من إسلامك في علاقتك مع الله عز وجل، وفي علاقتك مع النبي صلى الله عليه وسلم، وكذا في علاقتك مع الإسلام عموما والقرآن خصوصا، لكن الأعظم والأجل بعد تحصيل ذلك أن (...)
في لحظة من الصفاء الروحي، والهدوء النفسي، تتعلق القلوب بحبيب علام الغيوب، فتتمنى النفس المؤمنة أن لو رأت جبيبها، فأمتعت العيون بالنظر إلى وجهه الكريم، وسماع صوته الحلو الرخيم، وقَبلت يديه الكريمتين، وغلست رجليه الطاهرتين، وكيف لا ترنو إلى ذلك وقد (...)
نقل الأشياء من عالم الأفكار إلى عالم الوقائع والسلوكات والأفعال، يحاج فقط إلى أرادة حرة، وإلى دفع يسير، سواء كان دفعا ذاتيا أو دفعا خارجيا بالتحريك الفعلي أو التنبيه إلى ضرورة التحرك، ولذلك تجدنا نعيش بين عالمين: عالم الأفكار والطموحات وما نريد أن (...)
قام أحد الجانحين من ذوي السوابق القضائية -ويقول بعض الشهود إنه لم يخرج من السجن إلا مؤخرا-؛ في صبيحة هذا اليوم (18 شتنبر 2019) وحوالي العاشرة والنصف؛ وبينما كان تلاميذ ثانوية العقاد بحي الرحمة سلا متوجهين إلى المؤسسة؛ باعتراض سبيلهم من قبل هذا الشخص (...)