إن من نعم الله عليك أن تكون مسلما، فإن وصلت إلى درجة اليقين والحجة والبرهان: فذلك القصد من إسلامك في علاقتك مع الله عز وجل، وفي علاقتك مع النبي صلى الله عليه وسلم، وكذا في علاقتك مع الإسلام عموما والقرآن خصوصا، لكن الأعظم والأجل بعد تحصيل ذلك أن تستطيع هداية الحيارى ورد التائهين من الشك إلى اليقين، فعن سَهْلِ بن سعد رضي اله عنه: أن النبي صلى الها عليه وسلم قَالَ لِعَلي رضي الله عنه: (فو اللَّهِ لأنْ يهْدِيَ اللَّه بِكَ رجُلًا واحِدًا خَيْرٌ لكَ من حُمْرِ النَّعم) [متفقٌ عليه] والدفاع عن هذا الدين أمام المجادلين والمشككين، وهو منهج الأنبياء والمرسلين، ورسالة الله للعالمين قال الله تعالى: (فَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُم بِهِ جِهَادًا كَبِيرا) [سورة الفرقان 52] علق العلامة السعدي على الآية: فقال: (فَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ) في ترك شيء مما أرسلت به بل ابذل جهدك في تبليغ ما أُرسلت به (وَجَاهِدْهُمْ به) بالقرآن (جِهَادًا كَبِيرًا) أي: لا تبق من مجهودك في نصر الحق وقمع الباطل إلا بذلته ولو رأيت منهم من التكذيب والجراءة ما رأيت فابذل جهدك واستفرغ وسعك، ولا تيأس من هدايتهم ولا تترك إبلاغهم لأهوائهم. إذا تقرر هذا واتضح، فإنه يكون لزاما على كل مسلم وخاصة طلبة العلم أن يكونوا على يقين تام بصحة أصول الإسلام، وعلى معرفة جيدة بالشبه والشكوك المثارة حول هذا الدين، وخاصة ونحن في الزمن: تصلك الشبهة فيه قبل الدليل وتبحث عنك دون أن تبحث عنها … غير أن الطريق قد يكون صعب المسالك إذا ولجه الإنسان لوحده فلا يعرف كيف يقرأ؟ ولا ماذا يقرأ؟ ولا بماذا يبدأ؟ وربما بدأ بدراسة الشبه والشكوك فانقلبت الشبهة عليه، وبدل الوصول إلى اليقين والقدرة على الدفاع عن الدين يصبح واحدا من الحيارى الضالين الطالبين للهدية من الغير. فلهذا كان لابد من المنهج الصحيح الموصل إلى برد اليقين، وبناء على قاعدة عدم خلو الزمان من أهل الحق والقائمين عليه، فإن الطريق سهل ويسير بإذن الله العلي القدير، وخاصة مع برنامج صناعة المحاور: وهو برنامج:" فكري تعليمي يهدف إلى تعزيز اليقين بصحة الإسلام، وتثبيت مُحكماته، ورد الشبهات عنه، ونشر دلائل صحة الإسلام وتأسيس المعرفة المنهجية، وتكوين العقل الناقد، واحتواء الواقعين في الشبهات والشكوك" مع اعتماد منهج الدراسة عن بعد، وهو برنامج يأخذ منك ثمانية أشهر تقريبا: ليُخَرِجَ منك مُسلما على يقين تام بصحة إسلامه، ومحاورا جيدا في نصرة الدين والدعوة إليه، والدراسة في هذا الرنامج تعتمد منهجا بنائيا تأسيسا من مرحلة إلى أخرى وهي على الشكل الأتي: المرحلة الأولى: دراسة دلائل الإسلام: وهي مرحلة تهدف إلى تعزيز اليقين بأدلة صحة الإسلام و تشمل الدراسة فيها أربعة جوانب كبرى: أدلة وجود الله وكماله، أدلة صحة النبوة، أدلة صحة القرآن الكريم، ضرورة الدين ومحاسن الإسلام، وإن دراسة هذه المرحلة الأولى فقط دون إتمام البرنامج كافية أن ترسخ قواعد الإيمان في قلبك دون أن يتعرض لأي شبه أو شك يكون مؤثرا على إيمانك، وسوف تجعل – هذه المرحلة – كل الشُبَه التي د تُعرض عليك في مهب الريح بإذن الله تعالى. المرحلة الثانية: مناهج الاستدلال ومسالك الفهم: وتهدف هذه المرحلة العلمية الكبرى والتي تأخذ حصة الأسد في الدراسة، أن تطلعك على منابع الأفكار والمحركات التي تقف خلفها، وعلى منهج صياغة الدليل، وكيفية الأستدلال به، وعلى مصادر المعرفة في الفكر الفلسفي والعلمي التجربيي (العلموية) وعلى المعرفة ومصادرها الإسلامية، مع الكشف الدقيق عن سبل الانحراف في الصف العلماني والتغريبي، ومزالق أعداء السنة النبوية. المرحلة الثالثة: الاستدلال العقدي: ويسعى إلى ضبط مسالك الاستدلال العقدي بالاعتماد على العقل، ومنهج القرآن في ذلك: والذي يكشف لك بما لا يدع مجالا للشك: الحضور القوي للإستدلال العقلي في المجال العقدي في القرآن الكريم. المرحلة الرابعة: الرد والجدل على الشبهات: يدرس الطالب فيه قضيتين اثنتين: الأولى: مهارت الحوار والجدل وقواعد المناظرة مع الكشف عن أهم المغالطات المنطقية في الحوار والجدل والمناظرة، والثاني: عرض الشبهات المعاصرة وطرق التعامل معها: وهي تكشف للطالب أصول الشبهات المثارة حول الإيمان بالله رب العالمين، وعباده المرسلين، والقرآن الكريم، والتشريع الإسلامي العظيم. فإذا وصلت إلى هذه المرحلة فأنت: سيد المحاورين، وواحد من القادرين على نصرة الإسلام ومواجهة المشككين، ورد الحيارى إلى الله رب العالمين: وتختتم الدراسة بتقديم بحث للتخرج يكون نهاية محظة صناعة المحاور، هذا وليعلم أن الانتقال من مرحلة إلى اخرى يتطلب النجاح في المرحلة السابقة، بل إن الانضمام إلى الأكاديمية: يتطلب مرحلة مُسبقة وهو اختبار الالتحاق ويقترح له مرجعا معينا: يكون فيه الإختبار (مثل كتاب سابغات: أحمد يوسف السيد: في الدفعة الخامسة) وعند اجتياز كل المراحل يتسلم الطالب شهادة التخرج من أكاديمية صناعة المحاور. أما فيما يخص طريقة الدراسة فهي تعتمد منهج الدراسة عن بعد، ففي أي بلد كنت فأنت مستعد لتخوض هذه التجربة العلمية إلى تأخذك إلى رياض المعرفة الحقة وتحرك فيك نشوة الدراسة والتحصيل وتنقلك من إنسان يعيش على هامش التاريخ إلى أحد العاملين في وسط الميدان والمحركين لمجريات الأفكار. هذا أهم ما يخص التعريف بالبرنامج وطرق الدراسة فيه وقواعد الانتقال من مرحلة إلى أخرى، أما أثره الكبير فيكفي فيه أن أنقل لك شهادتين: الأولى: لأحد المفكرين العاملين في نشر الإسلام والدعوة إليه وهو الأستاذ الدكتور ذاكر نايك حفظه الله إذا يقول: "الإخوة في مركز صناعة المحاور يعملون على تدريب المسلمين المحاوَرَة وإزالة الشبهات المثارة حول الإسلام وكيفية الرد على الملحدين والمشككين في القرآن والإسلام وهم يبلون بلاءً حسناً، وأرجو من الله سبحانه وتعالى أن يعينهم على التَّوَسُّع والوصول إلى أكبر جمهور ممكن من الأمة الإسلامية". الثاني: لأحد طلبة الأكاديمية إذ يقول "لا أخفيكم أن من كرام الله عليّ في صناعة المحاور أني أقرأ وأقرأ وأتجاوز الساعة والساعة والنصف وأنا لم أبرح مكاني من غير ملل ولا سأمة، وقد كنت فيما سبق في القراءة الحرة لا أستطيع أن أتجاوز العشر صفحات والجلوس للقراءة لأكثر من ربع ساعة، فأنا أعدها من العجايب والإنجازات. ولمزيد من المعلومات أدعوكم لزيارة الموقع (https://almohawer.org/?redirect=0).