رفع الآذان فغادرت البيت ليتلقفني الشارع. انخرطت في حركية الموجة البشرية التي كانت تتدفق بخطى سريعة في اتجاه المسجد. حذوت حذوهم وأغذذت السير مثلهم. عرجت على أول زقاق على يميني. امتلأ عن آخره على غير العادة. أجبرت حرارة الصيف الكثيرات على تأدية صلاة (...)
صداع فظيع يعتصر رأسي منذ الصباح، وجهي شاحب وكأنني نهضت لثوي من فراش مرض. جربت تناول حبوب فوارة، واحتسيت براد شاي بأكمله دون أن أتخلص من انزعاجي. فكرت في أخذ حمَّام فجمعت أغراضي على عجل، وتوجهت صوب حمَّام الحي. قررتُ ونفذتُ بسرعة على عكس أمي التي (...)
صداع فظيع يعتصر رأسي منذ الصباح، وجهي شاحب وكأنني نهضت لثوي من فراش مرض. جربت تناول حبوب فوارة، واحتسيت براد شاي بأكمله دون أن أتخلص من انزعاجي. فكرت بأخذ حمَّام فجمعت أغراضي على عجل، وتوجهت صوب حمَّام الحي .قررتُ ونفذتُ بسرعة على عكس أمي التي كانت (...)
وقفت بباب المقصف. وجدته يعج بغير زملائي بالمعهد. كنا قلة ضمن حشد من طلبة المدارس والكليات المجاورة. استقبلتني سحابة من دخان السجائر. ارتفع صوت التلفاز دون أن يسترعي انتباه أي من الحاضرين. الكل منشغل إما بكتبه أو بخوض نقاش حماسي ومندفع. صخب لا يغري (...)
في السياق الحالي المرتبط بالأزمة الصحية لوباء كورونا، تسعفنا السوسيولوجيا في تحليل واقع الحجر والأسئلة الاجتماعية المرتبطة بالأزمات الصحية عموما وتدبيرها. وذلك من خلال محاولات فهم وتفكيك الممارسات الحالية في مواجهة الخطر والتفاوتات الاجتماعية في أفق (...)
لم يشكل المغرب استثناء لما يجتاح العالم تحت وطأة الفيروس المستجد كورونا (كوفيد 19)، وأصبح يراقب الأعداد المتصاعدة لانتشار الفيروس ويحصي موتاه.
قد تكون قراءة الوضع الراهن سابقة لأوانها بل وقد تكون رد فعل ساخن ناتج عن عمليات إشباع بل وفائض من الجرعات (...)
عبر تدوينة في تويتر، فاجئ الممثل الأمريكي توم هانكس جمهوره الواسع، بخبر إصابته وزوجته بڤيروس كورونا المستجد (كوڤيد-19)، أثناء وجوده في أستراليا لتصوير فيلمه الجديد ” إلفي بريسلي ” .
ووصف هانكس الأعراض التي أحس بها بالقول: “شعرت أنا وريتا بإصابتنا (...)
على مدى أسبوع، أُقيمت بإحدى المؤسسات التعليمية بإقليم شفشاون، حملة تحسيسية حول الوقاية من ڤيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) بمبادرة من بعض الأطر التعليمية لفائدة تلاميذ المؤسسة.
الحملة جاءت بعد تزايد انتشار الوباء “الخطير” في مختلف دول العالم، مما (...)
في أولى لقاءاتي بك، بعد أن هجرتني، كنتَ باسم الثغر، ضحوكاً كما عهدتُك، ولن أنسى ما حييت باقة الورد التي أهديتني. صدِّقني إن قلت لك إنني عاجزة عن وصف مدى سعادتي بلقياك ليلتها، وكم أفرحني اهتمامك وفيض حنانك رغم كثرة الحاضرين حولنا. لكنني لمتك عن ضيق (...)
ما إن فتحتُ الباب حتى وجدتُ نفسي أمام فوضى عارمة، كان قد أحدثَها الرجال الثلاثة الذين شاء قدري أن أُقاسمهم مسكني. هول الصدمة جعلني أتخيل أنني ولجتُ منزلا آخر غير ذلك الذي أخبرُ كل تفاصيله.
بدا لي وكأن لعنةً قد حلَّت به في غيابي، فما بين الملابس (...)
شمس حارقة تكاد أشعتها تذيب الأمخاخ في الجماجم. صفان طويلان من السيارات المرصوصة خلف بعضها البعض. شرطي بقامة طويلة وأكتاف عريضة وذو شارب كث، ينفخ في صفارته بملء رئتيه. مارة يمشون الهوينى على الخطوط البيضاء بعد فتح الطريق أمامهم. تلك أجواء إشارة (...)
لم أعر قطرات المطر الباردة أي اهتمام، واعتبرتها مداعبة سحب عابرة لرواد الشاطئ، في حضرة أشعة شمس خجولة. هبوب ريح خفيفة و تزايد كرم السماء، اضطرني لقطع جولتي الصباحية على شط البحر و أجبرني على دخول أقرب مقهى على الضفة الأخرى من الشارع.
جلست بطاولة (...)
لم أعر قطرات المطر الباردة أي اهتمام، واعتبرتها مداعبة سحب عابرة لرواد الشاطئ، في حضرة أشعة شمس خجولة. هبوب ريح خفيفة و تزايد كرم السماء، اضطرني لقطع جولتي الصباحية على شط البحر و أجبرني على دخول أقرب مقهى على الضفة الأخرى من الشارع.
جلست بطاولة (...)
ما إن أستهل صباحي وتطأ قدماي أول أدراج منزلي حتى أجدني وجها لوجه مع جارنا الملقب بالعميري الذي يمتهن غسل السيارات. رجل قصير القامة، بدين الجسم، غريب الأطوار ويتكلم عادة بصوت مرتفع مع مساعديه الذين تعودوا على سبابه و شتائمه التي لا تنتهي.
حين رأيت (...)
سيارات تلتهم الشارع بسرعة فائقة، باعة متجولون اكتفوا من المزايدة برفع أصواتهم، أناس يسرعون الخطى للالتحاق بمنازلهم، وآخرون يمشون الهوينا في اتجاه المسجد مسلحين بقارورات ماء، شباب يقفون بناصية الشارع وأعينهم على مصباح المئذنة للبدء في تدخين سيجارة أو (...)
كان المهدي هو المرجع الذي يلجأ إليه كل من يريد التأكد من هوية التنظيم السياسي الجديد، وسواء في التجمعات العمومية أو في الندوات الصحفية، فإن ما يشفي الغليل، هو ما يصدر عنه من أجوبة أو تصريحات، خاصة عندما كان مولاي عبد لله ابراهيم وعبد الرحيم بوعبيد (...)
في عام 1963 عقدت اللجنة المركزية للاتحاد اجتماعا خصص للتداول بشأن الانتخابات التشريعية الأولى في المغرب. فكما هو معروف، فإن الاتحاد الوطني للقوات الشعبية قاطع الاستفتاء على أول مشروع للدستور الذي جرى في شهر دجنبر عام 1962 باعتباره دستورا ممنوحا، (...)
كانت للمهدي وقفات تنم عما يتميز به من ذكاء ونباهة وقدرة على الإقناع الاستقطاب، وهي مواصفات قلما اجتمعت في زعيم من زعماء العالم الثالث، والتي بدونها لم يكن ليتوفق في استقطاب عناصر من مختلف الأعمار والتوجهات والخلفيات والقطاعات للانضمام إلى انتفاضة 25 (...)
عرفت مواجهة المغرب للاستعمار عدة أشكال تراوحت بين رفضه بالكفاح المسلح، والمطالبة بتطبيق الإصلاحات المنصوص عليها فيما سمي ب «عقد الحماية» والاحتجاج ضد تصرفات الدولة الحامية الرامية لنهج سياسة تمييزية بين الأهالي والمستوطنين الأجانب، وانتزاع الأراضي (...)
دخيسي كان نموذجا للكفاءة المهنية والعقلانية في التدبير وعزة النفس
المرحوم جمال الدين الدخيسي من جملة الأشخاص الذين تعرفت إليهم خلال مزاولتي لمهنة التدريس، ولم تنقطع علاقتي بهم إلى أن تغمدهم الله برحمته.
كان لقائي الأول بجمال في الحصة الأولى يوم (...)
لكل امة حضارتها، و هي مجموع ما تختزله ذاكرتها من قيم مادية و فكرية وثقافية، و ما يسجل بها من محطات و مواقف مشهودة، هي من صنع شعوبها و أمجادها عبر مسلسل حلقات من التضحية و العطاء و من التشييد و البناء. و المغرب، بصرف النظر عن وضعيته الراهنة من حيث (...)
لكل امة حضارتها، و هي مجموع ما تختزله ذاكرتها من قيم مادية و فكرية وثقافية، و ما يسجل بها من محطات و مواقف مشهودة، هي من صنع شعوبها و أمجادها عبر مسلسل حلقات من التضحية و العطاء و من التشييد و البناء. و المغرب، بصرف النظر عن وضعيته الراهنة من حيث (...)
بحلول 25 يناير 2016 تكون قد مرت 57 سنة على الانتفاضة التي كان يحلول لنا نعتها ب»الانتفاضة المباركة»، فهي بالفعل مباركة لأنها قوت من صفوف الحركة الوطنية وأنقذتها مما كان يشوبها من عوامل الجمود والترهل، ومما ساد العمل الحزبي من عزوف ونفور. فبفضل هذه (...)
الحديث عن أمثال عمر بنجلون يقتضي استحضار عدة مقتربات، وكل مقترب يستلزم شتى الاعتبارات، وكل اعتبار ينحو مناحي دون الإلمام بتشعباتها خرط القتاد كما يقال- ثم إن الحديث عنه وعن أمثاله سهل وصعب في ذات الوقت، سهل لأن أمثاله قلة، وصعب لأنهم على قلتهم أفراد (...)
أيها الباحثون عن جثمان المهدي بنبركة، ألازلتم تظنون ولو مجرد ظن نسبته واحد بالمائة أنكم ستحصلون على نتيجة؟ فإن كنتم كذلك، فاعلموا أنكم «بسطاء فكريا» و»مغفلين سياسيا»، ألا تعلمون، بل ألستم متيقنين، أن ملف قضية اغتيال المهدي قد كونت، رغم تقادمها، (...)