بعث صاحب الجلالة الملك محمد السادس، برقية تعزية ومواساة، إلى أفراد أسرة المرحوم الكاتب والصحفي إدريس الخوري.
ومما جاء في البرقية " فقد تلقينا بكل تأثر وأسى، نعي الكاتب والصحفي القدير المرحوم إدريس الخوري أحسن الله قبوله إلى جواره، مشمولا بواسع رحمته (...)
أنا الآن في غرفتي
وحيد ولا أحد معي إلا الله و الأثاث المحيط بي من كل جانب، فمنذ أكثر من أسبوعين وأنا هنا محاصر بشبح غير مرئي يقال له شبح « كورونا «، وبسببه فأنا لا أتحرك إلا عند الضرورة، أو إلى ذلك المكان الذي يذهب إليه الجميع أو الوقوف تحت « الدوش (...)
يقال في المثل الشائع: ذاك الشبل من ذلك الأسد، وفعلا؛ فإن هذا المثل ينطبق على الراحل أنور الجندي الذي سكت قلبه فجأة عن الخفقان ليتركه جثة هامدة كأنه لم يكن من قبل، فهل كتب على هذه العائلة الجندية أن « تتوارث» الموت واحدا إثر آخر ومن دون استئذان؟ هو (...)
فعلا
إنها هي
بل هي ثريا جبران بالذات والصفات، وإذا أردت أيها الأخ المنشغل بذاته المريضة والمفتون بذوات الآخرين السليمة، فإن من لا يعرفها اليوم يكاد أن يجهل نفسه الموزعة بين الشك واليقين، بين الخبث والطيبوبة، ألا تعكس هذه السيدة النبيلة صورتنا جميعا (...)
فجأة، وبشكل لم يكن متوقعا قط، أعلن عن وفاة المرحوم عبد الحميد بنداود، وبمعنى آخر عن رحيل قصيدة النثر التازية، إذ ما إن بلغت نصف طريق الشعر المغربي الحديث حتى اختفت عن أنظار القراء مثل سراب لامع، والحقيقة أن الشعر نفسه مثل سراب خادع لا يقبض عليه (...)
مقدمة شخصية جدا
في رمضان من كل سنة، يتمطط الوقت وراء الوقت حتى ليصير عبئا ثقيلا على هذا الكائن الصائم بالرغم عنه، المتشنج، السريع الغضب، القابل للانفجار في أي وقت، بل إن هذا الوقت الفائض عن الحاجة، غير المرغوب فيه إلا عند الضرورة (وعند شي وحدين) (...)
1
نعيش في المدن الكبرى ونحن مجرد أقزام بشرية تجري مثل نمل زاحف لاندري إلى أين نتجه؟ هل إلى الدار أم إلى الغار؟ فكأنما خلقت معنا هذه المدن لتأسرنا وتمتص مسامنا الجلدية حتى العظام، فكل الطرق المؤدية إليها في النهاية، إنما تؤدي إلى متاهات لا نهائية.
هي (...)
كَعَادَتِها كُلَّ صباح، تستيْقظ الشّيْخوخة المَريضة بالوقت، وتدْخل في دهاليزه. هُنا يصبح قابَ قَوْسيْن أو أدنى من المَوْت. فليكنْ. سيختفي هذا الجسدُ المنهار عن الأنظار وترْتاح المدينة. ربّما في منتصف الليل، ربما في الصباح الباكر، في الزّوال أو في (...)
هل كان إبراهيم موجودا فعلا؟
لم يعد الآن.
فمن يعرفه؟ لا أحد إلا مجموعة قليلة تعد على رؤوس الأصابع وضعت نفسها خارج المواضعات الاجتماعية: الراحل الحي ... محمد زفزاف، أحمد الجوماري، أبو القاسم البنكي (نسبة إلى اشتغاله بالبنك)، الهيباوي، جمكار بشير، (...)
1
لا علاقةَ لهذا العنوانِ بفيلم المُخرج السينمائيّ المغربيّ حكيم نوري، الذي يعكس في مضْمونه اغتصابَ الخَادِمات القاصرات داخلَ بُيُوت بعض العائلات البورجوازية. ولكنه يتجاوزُ هذا الاغْتصابَ الجنْسيّ لينتقلَ إلى الاغتصابِ الفكريّ الذي تتعرّض له يوميّا (...)
قد يكون هو نفسه أو غيره، سيان. قد أكون أنا، أنت، هي، ولمَ لا؟ فالكل تنطبق عليه مقولة »»كاتب عرضي««، أو كما يقول المصريون عن بعضهم، بنوع من السخرية »»عرضا حالجي»« (أي عامل مياوم) فهل الأمر ضروري أن نقرأ له أو ننصت إلى هذيانه المحموم؟ لا يهم، مادامت (...)
ها قد بلغت من الكبر عتيا، فماذا تبقى لك من الوقت لكي تختفي عن الأنظار نهائيا؟ (هذا ما يتمناه بعضهم) تلتفت يمينا وشمالا فلا ترى أحدا بجانبك، الكل منشغل بذاته وبأسرته الصغيرة وأنت قابع في محنتك النفسية والجسدية تجتر آلامك في صمت .
من يزرع للفرح في (...)
ها قد بلغت من الكبر عتيا، فماذا تبقى لك من الوقت لكي تختفي عن الأنظار نهائيا؟ (هذا ما يتمناه بعضهم) تلتفت يمينا وشمالا فلا ترى أحدا بجانبك، الكل منشغل بذاته وبأسرته الصغيرة وأنت قابع في محنتك النفسية والجسدية تجتر آلامك في صمت .
من يزرع للفرح في (...)
في المغرب، هناك خرافات كثيرة لا داعي لذكر أسمائها، غير أنها ليست بذلك المفهوم الفانطاستيكي للكلمة كما عند فلاديمير بروب، حيث تتجلى الخرافة، في غرائبيتها، ولكنها بالمفهوم الاخر للكلمة كما تتراءى لي انها الفراغ الكلي لشخص ما قد نعنيه هنا او لا نعنيه، (...)
ها قد بلغت من الكبر عتيا، فماذا تبقى لك من الوقت لكي تختفي عن الأنظار نهائيا؟ (هذا ما يتمناه بعضهم) تلتفت يمينا وشمالا فلا ترى أحدا بجانبك، الكل منشغل بذاته وبأسرته الصغيرة وأنت قابع في محنتك النفسية والجسدية تجتر آلامك في صمت .
من يزرع للفرح في (...)
أحيانا، ينتابنا حزن عميق عند انفصال عضو من أعضاء جسدنا، هنا ننكمش على ذواتنا المكلومة ونغرق في بئر الصمت والتأوهات، فما بالك بصديق عزيز، مثل احمد الزايدي، وقد اختفى عن أنظارنا فجأة وفي رمشة عين؟ أكاد لا أصدق نزول هذه الصاعقة، لقد قصمت ظهورنا وتركتنا (...)
عندما كنتُ فتى مراهقا، كنت أسمع رفاق السوء يسخرون من أحدهم..هذاكْ غير حوليّ! أي شخص بليد، لا يفقه شيئا في الحياة، أمّي، عْروبي، إلخ...ولأنّ الهجرة من البادية إلى المدينة كانت على أشدّها آنذاك، فقد سادت نزعة البدْونة في الأوساط الاجتماعية، وأضحى (...)
يصْعبُ علينا نسيانُ الأمكنة التاريخية التي ترسّخت في وجْداننا منذ قرونٍ وسنوات، سواء تلك التي تقادمتْ أو محتْها الطبيعة، أو التي مَحَاها المسؤولون الإداريون بجرّة قلم، أيْ ما يُسمّى بالمنتخبين والمستشارين الجماعيين ورؤساء الجماعات المحلية (شخصيّا (...)
- صَدَقَة لله،
- ما تْفاكينا مْعَ فُوضَتْنا عادْ نْشُوفو عْوازّة، قالها الشاب العاطل الذي يجلس إلى جوارِ زميله في المقهى، ضحكتُ لهذا التعبير العنصري، الذي يطلقه المغاربة على كل كائن إنساني أسود، حتى ولو كان مغربيا، وبما أننا شعب مكوّن من عدة إثنيات (...)
في رمضان الماضي، لهذه السنة، غطت كرة القدم على أذان المغرب في كلّ المساجد بالبلاد، وبات هواتها يستعجلون إفطارهم للخُرُوج إلى المقاهي القريبة من منازلهم لمشاهدة مباريات كأس العالم المنظمة في البرازيل، أما المتدينون السنويون، المثقلون بالفراغ وخواء (...)
1
لله، أيْنها؟
هاتها من يدِ الرّضى جرْعة أيها الصّديق الجميل. لطالما حلمتُ بها في لا وعيي الباطني، فهي "المرْأة "المحْبوبة التي تكسيني وتصبّطني (من الصبّاط أثناء كل مظاهرة ينظمها أبناؤها العاقّون). بل إنها تنوبُ عني في النوازل والشدائد، فهاتها أيها (...)
1
يصعب أن ننسى صديقا قريبا إلينا وإلى وجداننا وقد بتره الوقت من جسدنا ورحل إلى العالم الآخر. يحضرني هنا محمد زفزاف، أحمد الجوماري، أحمد المجاطي، محمد الخمار. إن هذه الوجوه المتألقة في سماء الشعر والنثر، الملتصقة بكياننا الجسدي والنفسي، المُطلة على (...)
هلْ أنتَ «حداثيّ»؟ هنيئا لكَ بهذه الصفة التي يتلهّفُ على اكتسابها الآخرون، ابتداءً من المجهول إلى المعلوم. وبمعنى آخر، فأنْ تكون حداثيًّا فأنتَ خارجَ القطيع الذي لا يُجيد اختيار ملابسه الدّاخلية والخارجية، أحذيته وجواربه، ربْطات عنقه.
إنهم يتكلمون (...)
أنتَ الآن، أيها النكرة المعرّفة، في مانهاتن، وماذا بعْد؟ هلْ كنتَ تحلم بأنْ تطأَ قدماك هذا العالم الجديد الخرافي المحلوم به من قبل المهاجرين الأوربيين الأوائل؟ ما عليك، أنتَ الآن في الضفة الأخرى للكون الأدبي تجُرّ قدميْك تحت ناطحات السّحاب (...)