فعلا إنها هي بل هي ثريا جبران بالذات والصفات، وإذا أردت أيها الأخ المنشغل بذاته المريضة والمفتون بذوات الآخرين السليمة، فإن من لا يعرفها اليوم يكاد أن يجهل نفسه الموزعة بين الشك واليقين، بين الخبث والطيبوبة، ألا تعكس هذه السيدة النبيلة صورتنا جميعا في حالاتها القصوى؟هي الاسم الذي جثم على المشهد الفني طيلة سنوات ولا يزال ملتصقا بالذاكرات، بل هي جَمْعُنا في مفرد واحد متعدد. أجل إنها هي … الإنسانة، الزوجة، الأم، الصديقة، الغيورة، الكريمة، الحاضرة دوما في الشدائد، و الخبر اليقين عند سعد الشرايبي أليس كذلك يا مدام العراقي؟ إنها هي ثريا جبران إننا فيها وهي فينا كجسد واحد وإن تعددت أطرافه ! كلانا ينجذب نحو بعضه، فأينما نولي وجوهنا فثمة ثريا جبران، هل لديك موقف مضاد أيها الأخ المفترض؟ هي ثريا جبران الحاضرة باستمرار والغائبة رغبا عنها، الوزيرة السابقة، بنت الشعب، فمن يشبهها اليوم؟ من يقف إلى جانبها في الخشبات ليتلو معها « حكايات بلا حدود؟ « هي « العيطة عليك « يا ثريا هل تسمعينني الآن ؟ « ياك غير أنا» المدعو إدريس الخوري الجالس الآن فوق الأريكة داخل بيتك الأنيق بأكدال، لقد تكرر الحضور عدة مرات حيث فاض قلبك الكبير عن كرمه الحاتمي و امتد إلى الآخرين ياك غير أنا؟ «لا نمرود معنا يذهب معنا إلى هوليود! لا نمرود» إن « بوغابة» لفي انتظارنا وفي يده كومة من الحطب والأوراق العشبية والورود وهو يرميها بين جدوع الأشجار لتكون في استقبالنا نحن الآن في « غابة» ثريا جبران فالعيطة عليك أيتها الصديقة الوفية، أيتها السيدة النبيلة، العيطة على المسرح الذي سيصبح « يتيما» بغيابك الأبدي، العيطة عليّ وعليك، العيطة علينا جميعا ، فمن يدلنا على « بوغابة»؟ ياك غير أنتِ أثريا …