تم مؤخرا بالمسرح الوطني محمد الخامس بالرباط تنظيم حفل توقيع كتاب "قريبا من الخشبات.. بعيدا عنها" للكاتب والمخرج المسرحي عبد الواحد عوزري. وفي شهادة للفنانة ثريا جبران (وزيرة الثقافة سابقا)، التي أسست فرقة "مسرح اليوم" إلى جانب عوزري، أعربت عن اعتقادها أن الكتاب يشكل "إضافة قيمة للمجهودات الجبارة التي قام بها الباحثون والكتاب المغاربة من أجل تطوير مستوى البحث في الجانب المسرحي"، كما يشكل "تمثلا لأهم المسارات التي كان على المسرح المغربي أن يعبرها، منذ فجر الاستقلال إلى اليوم، حتى يصبح حاملا لهذا الوعي الذي نستمر بفضله كواحد من مبررات وجودنا". وأضافت جبران، نقلا عن تقديمها للكتاب بعنوان "أفقنا المشترك"، قولها إن هذا الكتاب "تجل آخر لذلك الأفق المشترك الذي يجعل الحياة أليفة بيننا، ويمنحنا الصبر والثبات لنواصل تجربة الفن والحياة". وفي تقديم مسهب، أوضح الكاتب المسرحي عبد الإله بنهدار أن هذا الكتاب، الذي يقع في 158 صفحة من القطع المتوسط، يتوزع على خمسة أبواب هي "قضايا" و"قراءات" و"شهادات" و"مسارات" و"حوار". وفي الباب الأول، يطرح المؤلف، بالخصوص، "قضايا" عودة المسرح (البلدي) بالدار البيضاء من جديد من خلال الاحتفاء بعودة المسرح الكبير الجديد للمدينة الذي أعطى صاحب الجلالة الملك محمد السادس انطلاقة بنائه في 16 أكتوبر 2014، والمسرح المغربي والمسرح الإسباني (تاريخ مشترك ينتظر ابتكاره)، وفي اللقاء مع جلالة المغفور له الحسن الثاني حول وضع المسرح المغربي. وفي فصل أفرده عوزري للكتابة المسرحية الجديدة بالمغرب، يعرض لعدد من التجارب المغربية الرائدة والجديدة: محمد قاوتي (نومانس لاند)، محمد مسكين (امرأة، قميص، زغاريد) و(نيرون السفير المتجول)، بوسلهام الضعيف (فويتزيك)، فاضل يوسف (أيام العز)، المسكيني الصغير (رحلة السيد عيشور)، عبد الكريم برشيد (عنترة والمرايا المكسرة) و(عطيل والخيل والبارود)، محمد تيمد (الزغننة)، محمد أمين بنيوب (كرنفال)، الحسين الشعبي (الساروت)، عبد المجيد الهواس (شجر مر)، محمد الأشعري (شكون انت)، الزبير بن بوشتى (زنقة شكسبير) و(رجل الخبز الحافي)، محمد الكغاط (المرتجلة الجديدة)، عصام اليوسفي (دموع بالكحول)، عبد المجيد سعد الله (زهرة بنت البرنوصي)، عبد الإله بنهدار (عيوط الشاوية)... ويقدم عوزري، أيضا، قراءة في نص محمد بهجاجي المعنون ب "كاثارسيس" عن الحرب (شهادة لزمن منفجر، في رحلة المسرح والحياة)، الذي صدرت طبعته الأولى سنة 2014 عن منشورات المركز الدولي لدراسات الفرجة بطنجة. وتحت عنوان الطيب الصديقي أو (مكانة صاحب "مسرح الناس")، يحتفي المؤلف في فصل خاص بكتابي الإعلامي والكاتب والجامعي حسن حبيبي باللغتين العربية والفرنسية، الصادرين سنة 2016 عن دار النشر "إديسوفت" بالدار البيضاء بعنوان "الطيب الصديقي .. المشهد الآخر" و"وداعا أيها الفنان". وفي باب ثالث، يقدم المؤلف خمس "شهادات". فيكتب "دام لنا غناء ناس الغيوان" بالاشتراك مع ثريا جبران، و"لطيفة الجبابدي امرأة في حجم تطلعاتنا في الماضي وفي المستقبل" معها أيضا، وكذا "السلام عليك السي الطيب الصديقي مبدعا خالدا"، و"متفرج اسمه فرانسوا ميتران" (بمسرح شايو الباريسي)، و"فلسطين التي..." متحدثا بالخصوص عن الصداقة التي جمعته، وثريا جبران، بالشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش ولقاءاتهما في المغرب والجزائر وغيرهما. ويستعرض الكتاب، في باب "مسارات"، عددا من الإبداعات المسرحية لعبد الواحد عوزري إلى جانب ثريا جبران، رفيقته في الفن والحياة، وفرقة "مسرح اليوم"، وهي "حكايات بلا حدود – 1987″، و"بوغابة – 1989″، و"نركبو الهبال – 1990″، و"النمرود في هوليود –1991″، و"سويرتي مولانا – 1992″، و"الشمس تحتضر – 1993″، و"أيام العز – 1994″، و"اللجنة – 1995″، و"امتا نبداو امتا – 1997″، و"البتول – 1998″، و"العيطة عليك – 1999″، و"امرأة غاضبة – 2000″، و"الجنرال – 2001″، و"أربع ساعات في شاتيلا – 2002″، و"ياك غير أنا – 2003". وتحت عنوان (قريبا من الخشبات .. بعيدا عنها)، يورد المؤلف في الباب الأخير "حوارا" مطولا أجراه معه الكاتب والناقد المسرحي والإعلامي محمد بهجاجي. حاز عبد الواحد عوزري على شهادة الدكتوراه من جامعة نانتير بفرنسا سنة 1995، وشغل منصب مدير الدراسات ونائب المدير بالمعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي، ثم مستشار ثقافي للاتحاد الأوروبي في كل من المغرب (1998-2003) والجزائر (2004)، كما سبق أن شغل منصب مدير فني لمهرجان الرباط لثلاث دورات متتالية (من سنة 1995 إلى سنة 1997)، ومستشار بوزارة الثقافة، مستشار فني للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة (منذ سنة 2007). من مؤلفات عبد الواحد عوزري، الذي كتب وأخرج عدة مسرحيات قبل أن يبتعد عن الخشبات بمغادرته الإخراج المسرحي لفرقة "مسرح اليوم" سنة 2004،"المسرح في المغرب .. بنيات واتجاهات" باللغتين الفرنسية (1987) والعربية (1988)، و"تجربة المسرح" (2014). صمم الفنان عبد العزيز خليلي غلاف كتاب (قريبا من الخشبات.. بعيدا عنها) الذي حضر حفل توقيعه بالخصوص عدد من الفنانين والنقاد المسرحيين والإعلاميين والمثقفين وعائلة الفنان الراحل الطيب الصديقي.