لا يساورُ مفكرا في تنمية مجتمعٍ ما شكّ أن للثقافة دورا هاما في إرساءِ أسسِ مجتمعٍ متحضر، تشاعُ فيه قيمُ الحضارة والإنتاج على مستوى الأفراد. ولا ريبَ أنّ المجتمع المفكر لا يمكنُ أن يكونَ سوى منتجاً وفعالاً ونشيطاً، يخلقُ رواجاً ثقافياً يحدثُ ثورة (...)
انتشر مقطع مصور عن بثٍ مباشر نقلته التلفزة المغربية لبرلماني، ليس ككل البرلمانيين المغاربة، في شخص الوزير السابق الأزمي الإدريسي، موظف وزارة المالية وزعيم من زعماء الحزب صاحب الأغلبية الحكومية، يتحدث فيه الوزير السابق في حكومة السيد بنكيران عن رفضه (...)
ينشرُ المديرُ ديباجة تعلنُ عن اسم الضيوف الذين مروا من الرواية المسافرة، ثم يكشف اسم الضيف الجديد. يعلنُ مشرفُ المجموعة على تطبيق "واتساب" أنّ اللقاء قد بدأ، يلقي التحية على الأعضاء الملتزمين بالحضور افتراضياً في الموعد المحدد مساء كلّ يوم أحدٍ. (...)
طبقاً للفصول من 135، 136... إلى 146 من الدستور الذي تم إقراره بعد التعديل سنة 2011، تم تغيير اسم الجماعات المحلية إلى الجماعات الترابية باعتبارها شخصية معنوية خاضعة للقانون العام وتسري عليها قوانين منظمة وميثاق وقوانين داخلية.
تعتبر الجماعة الترابية (...)
دخلَ العالمُ غرفةَ عزلٍ للنجاة من عدوٍ غير مرئي، هاجمَ على حينِ غرّة فأوقفَ الحياةَ وأوصدَ الأبوابَ وأغلقَ الفضاءاتِ، مانحاً للطبيعة والإنسان فرصةً لم تتح لهما من قبل لإعادة الحياةِ والتأمل في علاقتهما وأثر بعضهما على بعض. فكيفَ خرجَ المجتمع خاسراً (...)
خلال الأزمات تنتشر الشائعات أكثر من انتشار النار في الهشيم، تتوالد بشكل خطير وتخلق هستيرية جماعية وفردية تلعب دورا سلبيا وتفشل كل خطط احتواء الأزمة. فلا شك أن وسائل الإعلام والتواصل تعلب دورا كبيراً في توجيه الشعوب، ترويض وعيها وتوجيهه، ومحاولة (...)
في ظل ما تعيشه الدول العربية من أوضاع مزرية على المستوى السياسي الذي ينعكس سلباً وبشكل مباشر على الوضع الاجتماعي لهذه الدول، لم تعد الهوية من أولويات هذه الشعوب التي ترزح تحت وطأة الفقر والاحتقان وفقدان الثقة في السياسة وتراجع مفهوم الدولة، مما (...)
يخوضُ الأستاذ والوزير حرباً من أجل الصورة، الأول ينشرُ صوراً لفضاء عمله الذي تشوبه عيوب كثيرة، ويحاول الثاني أن يلمع صورة قطاعه، وبين هذا وذاك واقع مرير لقطاع يزرح تحت وطأة التهميش في القرى والبوادي. وتبقى الصورة أبلغُ من حديث.
تناسلت في العالم (...)
الأمازيغية ليست عدوا والعربية ليست مقدسة
لقد اختار الله مكّة والمدينة فضاءً ليرسل رسالته للعالمين، حريصاً على أنها رسالةٌ كونية لا تختص بقوم دون آخرين ولا بعرق أو جنس أو فصيل، ثم جاءت السنة النبوية لتؤكد أن لا فرق بين العرب والعجم والروم والأصفر (...)
تتصارعُ التيارات السياسية المغربية فيما بينها، يحاولُ كلّ طرف أن يسجّل نقطة لصالحه في ميدان السياسة على حساب الآخر أو تجاوزه بخطوة في ما يتعلّق بلغة التدريس. بينما يغيبُ الشعبُ المعني بهذا النقاش، وتغيبُ المقاربة التشاركية في اعتماد هذا الورش (...)
قبل شهر من الآن، أُوقفَ برنامج تلفزيوني يهتم بالثقافة والأدب عن البث، قلّ اهتمام الإعلام المغربي بالثقافة والفكر، انعدمت البرامج التي تسوّقُ للفكر والثقافة. وضداً على ذلك، يصدحُ المشهدُ الإعلامي المرئي والمكتوب في المغرب بكلّ ما هو تافه، يحتفي (...)
يقولُ صديقي السوسيولوجي الروائي محمد بنجدي إنّ مدننا عبارة عن قرى متحضّرة، وسياراتنا خيلٌ حديدي وطرقاتنا سبلٌ نقطعها ركباناً كقوافل البعير والإبل.. نظرةٌ سوسيولوجية لعالمنا الذي تغزوه العشوائية ويغلبُ عليه منطقُ الاندفاع واختراق قانون المدينة (...)
لقد كانَ للشعوب الاسلامية قبل الربيع حنينٌ إلى النموذج الإسلامي في الحكم، مستحضرين في أذهانهم حكمَ الخلافة الراشدة وما إلى ذلك من حكمٍ إسلامي أعاد للشعوب حينها أمل الخروج من الأزمة التي يتخبط فيها الشعبُ المسلم في الدول العربية وشمال إفريقيا. ثم (...)
في كل عامٍ يعاد النقاش ويتكرر بنفس الوتيرة والحدة ملخصاً في سؤال شامل.. علامة استفهام توجز الوضع وتختزله في جملة واحدة: لمَ كلّ هذا النزيف؟. نزيف حادٌ يتركُه هذا الركبُ المهاجر نحو أوروبا، وكأن العدوة الجنوبية للمتوسط جهنم والجنة في الجهة (...)
يمنح العالم الافتراضي جداراً عازلاً يشكلُ خندقاً يوفرُ مساحة حرية ويضعُ مسافة أمان بين الأفراد. مساحة تكسرُ طابوهات المجتمع وتخلقُ للفردِ برجاً يلوذ بهِ وحيداً لينتقد أو يقدم أفكاراً أو يسَخّر غالبيةَ تغريداته من أجل السخرية من واقع لا يستطيع أن (...)
جان فالجان، مادلين، فانتين، كوزيت وخفيير وكلّ الشخصيات التي تعلق بذهنك وأنت تطوي آخر صفحة من صفحات رواية البؤساء. جميعها صور نشاهدها كلّ يوم في مجتمعاتنا ونصادفها في واقعها اليومي. كثيراً ما تساءلتُ وأنا أنهي قراءة روايات فيكتور هيغو، أكان يعِي هذا (...)
قد لا أكونُ فقيها في الدّين ولا عالماً في فقه الإرث؛ لكنّ العقل يفرضُ على المرء أن يفكّر، أن ينتج فكراً ونقاشا ما دامَ الفقيهُ والعالم قد جمّد آلته الفكرية الدينية وانشغل بالحرام والحلال في أمور لا تغني المجتمع في شيء. ومن هذا المنطلق، يحقّ للدكتورة (...)
وأنا أتابعُ كثيراً من القيل والقال حول الأسطورة ستيفن هوكينغ الذي غادرنا منذ أيام، جالت في ذهني علامات استفهام كثيرة وتبادرت إلى مخيلتي استفهامات عدّة، حولتُ أن أضم بعضها بعضاً لأخرج بسؤال : ما الذي يقدّمه مجتمع معاقٌ لجسدٍ سليم ؟.
لعلّ السؤال الذي (...)
يشكّل الشبابُ الفئة الغالبة في المجتمع المغربي، ما يجعلُ الفاعل الاقتصادي و السياسي بالخصوص باعتباره مُمثلَ الساكنة والوصية من جهة الدّولة أمام رهان كبير. رهانٌ يحتمُ على كلّ المتدخلين في حلقة التنمية إيجاد طرق فعّالة لإدراج هذه الفئة ضمن برامجها. (...)
طالما اعتقدتُ أنّ اللّغة هيَ وسيلةُ تعبير وليست آلية وجود، غيرَ أنّ متغيّرات العصرِ تجعلكُ تُدركُ أنّ اللغةَ أكثرُ بكثير من مجرّدِ كونها وسيلة تعبير عن الذات والشعور. فالمتأمل لمراكز اللغات الأكثر انتشاراً عبر العالم يدركُ دون جهدٍ أنّ مراتبَ تلكَ (...)
يتبادرُ إلى ذهن المشاهد للوهلة الأولى وهوَ يرى الصور التي نشرتها الصحف والجرائد الإلكترونية التي غطّت مؤتمر الاستقلاليين أنّ عاصفةً مداريةً مرّت من هناك. مقدار هذا الدّمار لا تحدثهُ السياسية. لكنّ المتأمل لحيثيات المؤتمر يدركُ دون تفكير أنّ ثمّة (...)
لقد اتفق العرب على ألا يتفقوا...، كانَ ذلك حُكماً جائراً في حقّ عرب العصر الحديث. نعم، كذلك كان المثل يضربُ باجتماعات العرب وقِممهم ومؤتمراتهم. على كلّ حال، لقد صار الاتفاق بين العرب أولى المستحيلات قبل البومِ والغول وما إلى ذلك من أساطير، تحدّث (...)
أثارت حادثة الفتاة التي تعرّضت لمحاولة اغتصابٍ أمام أعين الركّاب في إحدى حافلات النقل الحضري للدار البيضاء، الكثير من القيل والقال، وخلقت نقاشاَ داخل العالم الافتراضي وخارجه. طرحت الكثير من الأسئلة وبعثرت العديد من علامات استفهام. بعضُ المتتبعين (...)
إنّ سرّ تقدّم الأمم يكمنُ في عدد الأجوبة التي تستطيع توفيرها، عدد الأسئلة التي تطرحها ومقدارَ التفكير الذي ينتجهُ المجتمع؛ إذ لا يمكنُ للإنسان أن يرتقي دونَ سؤال حول ذاته، حول وضعه.. ما يريده وما لا يريده. شيءٌ نفتقده -ويا للأسف-في مجتمعنا الذي (...)