وصف بنعزوز حكيم، المؤرخ المغربي، قرار المغرب السماح لسفن الصيد الإسبانية بغاليسيا بولوج المنطقة الاقتصادية الخالصة للمملكة ب"التعامل الحضاري"، وذكر في هذا السياق بأن سياسة المغرب كانت دائما بهذا الشكل. وأشار المؤرخ المغربي إلى أن هذه السياسة يؤدي المغرب ضريبتها بتسامحه. وفي تحليله للقرار، أبرز بنعزوز حكيم أن المغرب له نظرة إنسانية حضارية للأمور أكثر منها سياسية. واعتبر أن الظروف العالمية التي عليها جميع الدول خصوصا الدول من مثل المغرب أن إجراء من هذا النوع يعطي للعالم بدرجة أولى، والإسبان بدرجة ثانية الموقف المغربي المتزن، والرزين رغم التوتر الموجود بيننا وبين الإسبان. وأضاف "لا ننسى عددا من المصالح المتعثرة بيننا، فمنذ"سنة ونصف" وهي متعثرة، وهي خطوة في محلها، خصوصا وأن الأمر يتعلق ب"حالة إنسانية"، وأن سكان تلك المنطقة يعيشون من الصيد البحري. وهذا القرار سيكسب المغرب من وراءه العديد من المصالح. وذكر المؤرخ بنعزوز أنه في عهد محمد بن عبد الله والملك كارلوس الثالث، كان تبادل للرسائل بينهما، وفيها "محكوم التفاهم بيننا"، أي بين المغرب وإسبانيا، خصوصا عند حصار محمد بن عبد الله لمدينة مليلية سنة 1774م، فاضطر الإسبان للتفاوض بالتي هي أحسن. وعن ظرفية اتخاذ قرار من هذا النوع، أوضح بنعزوز، أنه جاء نظرا لانفراج العلاقات في اجتماع وزيري خارجية البلدين بمدريد 11 دجنبر الجاري بمدريد، خصوصا وأن المغرب لم يذهب لمدريد إلا بموافقة الإسبان بالتفاوض على جميع النقاط العالقة بما فيها سبتة ومليلية، هاته المشكلة العالقة قال بشأنها المؤرخ المغربي"نحن في شمال المغرب نعاني من احتلال سبتة ومليلية منذ 5 قرون، لكن هذه المعاناة ازدادت منذ الاستقلال إلى الآن". وفي موضوع ذي صلة قال عبد الرحمان اليزيدي: الكاتب العام للنقابة الوطنية لضباط وبحارة الصيد بأعالي البحار إن ولوج بواخر غاليسيا لمياهنا سيخدم مصالح اليمين الإسباني بحمولته الإيديولوجية المناهضة لوحدتنا الترابية، وتساءل:"فهل سيرد خوصي ماريا أثنار الجميل بالسماح للمئات من ضحايا فيضانات الشاوية للعمل بمزارع الأندلس؟ وأعرب اليزيدي عن تخوفه من "ازدياد شهية إسبانيا وغيرها من الدول فيما لدينا". وأبرز اليزيدي أن عودة البواخر الإسبانية إلى المياه المغربية سبقه تجديد اتفاقية الصيد مع روسيا خلال الزيارة الملكية الأخيرة لهذا البلد. وكانت الناقلة "بريستيج" انشطرت في 19 من نونبر الماضي بينما كانت تحمل 77 ألف طن من زيت الدييزيل، أي حوالي مثلي الكمية التي تسربت عندما غرقت الناقلة إكسون فالديز قبالة ألاسكا عام 1989، مما أحدث كارثة بيئية. وكان قد أعلن خبراء في البيئة أن ناقلة النفط "برستيج" ستستمر في تسريب بقع النفط حتى العام 2006، مسببة ضرراً بيئياً كبيراً لسواحل شمال غربي إسبانيا. وأعلن رئيس الحكومة الإسبانية خوسيه ماريا أثنار أن تسرب النفط من الناقلة برستيج يعتبر أسوأ كارثة بيئية تحدث لإسبانيا. وتدر صناعة الثروة السمكية على حكومة غاليسيا المحلية 330 مليون دولارا وهو ما يوازي(10 في المائة من اقتصاد المنطقة). عبد الغني بوضرة