تدارس المشاركون في اللقاء العلمي الذي نظمته المندوبية السامية للتخطيط يومي 20و21يونيو الجاري بالرياط تحت عنوان النمو الإقتصادي والتشغيل نماذج مختلفة من النمو في العالم وانعكاساتها على سوق الشغل، فجميع دول العالم أيا كان مستوى نموها تولي اهتماما كبيرا لإنعدام التوازن بين العرض والطلب في سوق الشغل، ولظاهرة البطالة التي تثقل كاهل الدول الفقيرة، وقد طرح الخبراء المختصون مجمل تساؤلات حول السبل الكفيلة بتحقيق نمو يقاس بنسبة فرص الشغل التي يوفرها. المحلل والإحصائي محمد أبزغد قال علينا أن ننظرالى مستوى المقاولات والنظام التربوي، من هنا ينبغي توفير تكوين يتماشى مع متطلبات سوق الشغل. وحسب البحث الوطني حول التشغيل لسنة 2004 فإن القطاعات الإقتصادية تمكنت من خلق حوالي 338 ألف منصب شغل. لكن رغم هذا الإنجاز فمعدلات الإستثمار لا تصل الى مستوى 30% لتحقيق نمو اقتصادي قوي. أما عبد الله دلالات محلل إحصائي فيشير من جهته أنه مايزال النمو الإقتصادي بالمغرب لايخلق فرص للشغل بالكفاية التي يمكن عبرها سد الطلب المتزايد للتشغيل، أما على مستوى القطاعات، فإن القطاعات الثالثية هي التي يمكن أن تشكل موردا في المستقبل لخلق فرص شغل جديدة. وانطلاقامن النتائج الأولية للبحث الوطني حول النشاط والتشغيل والبطالة فإن السكان النشيطون العاطلون بلغت في سنة 2002حوالي1163000 بينما إرتفع العدد سنة 2004إلى .1193000أما نسبة النساء ضمن السكان النشيطين العاطلين فانتقلت من26٫8% في 2002الى نسبة 28,6% برسم سنة .2004 وقد لاحظ المختصون أن نسبة البطالة تتزايد كلما ارتفع المستوى الدراسي للفرد. فمعدل البطالة بالنسبة للمستويات العليا ارتفعت من نسبة26٫5 سنة2002 الى نسبة 26٫7 برسم سنة.2004 أما في ما يخص بنية السكان النشيطين العاطلين حسب السن فإن الفترة العمرية الممتدة ما بين 25 و34 سنة هي الأكثر تضرراهذا من جهة، ومن جهة أخرى فإن نسبة البطالة الخاصة بهاته الفئة انتقلت من نسبة %45٫4 سنة 2002 الى نسبة 45,8% . وإذا كانت نسبة العاطلين الذين لم يسبق لهم أن اشتغلوا ضمن السكان النشيطين العاطلين قد انخفضت من 51,9% إلى نسبة 50,2%، فإن نسبة العاطلين لمدة طويلة (12 شهرا فما فوق) ضمن السكان النشيطين العاطلين ارتفعت من 69,5% الى نسبة69,9%.وفي سياق آخر فإن جهة الدارالبيضاء الكبرى هي الجهة الأكثرتضررا من البطالة برسم سنة,2004 حيث يبلغ المعدل 21,6% تليها جهة واد الذهب-لكويرة-العيون-بوجدور-الساقية الحمراء-كلميم-السمارة بنسبة 18٫3%. وبخصوص بنية السكان النشيطين العاطلين حسب أسباب البطالة، فإن توقف نشاط المؤسسة أو الطرد يعد من أهم أسباب البطالة، وقدانتقل هذا العامل من 28,6% برسم سنة 2002الى نسبة 31,4% سنة .2004 أما من جهة تطور المؤشرات السوسيو-مهنية للشغل حسب وسط الإقامة، فإن بنية الشغل حسب الشهادة تبين أن أصحاب الشواهد العليا هم الأكثر تضررا من البطالة. ومن حيث بنية الشغل حسب المجموعات الكبرى للمهن فالملاحظ أن أصحاب الشواهد العليايهيمنون أكثر على الإدارة العمومية والخدمات الإجتماعية المقدمة للمجتمع بنسبة54,5%. فيما الشريحة المجتمعية الذين هم بدون شهادة فيتواجدون أكثر في قطاعات الفلاحة والغابة والصيد، بينما يهيمن أصحاب الشواهد المتوسطة على قطاع الصناعة بما فيها الصناعة التقليدية. يذكر أن معدل البطالة يمكن من إبراز مستوى الإختلال بين عرض وطلب الشغل.ويحدد نسبة الساكنة التي لا تتوفر على شغل وتبحث عنه بشكل فعال أو غير فعال، ضمن الساكنة النشيطة البالغة من العمر15سنة فما فوق. علي الباهي