كشف كتاب صدر أخيرا أن الرئيس الأمريكي جورج بوش قال: إنه يشعر بأن الرب يريده أن يكون رئيسا للولايات المتحدة، وتنبأ بوقوع كارثة وطنية كبرى في عهده، وأوضح الكتاب أن المعتقدات الدينية تسيطر تماما على الفكر السياسي للرئيس. وأوضحت صحيفة أوبزرفر البريطانية يوم الإثنين الماضي أن الكتاب الذي يحمل اسم عقيدة جورج بوش أثار جدلا واسعا، خاصة أنه صدر في الوقت الذي تحرص فيه الولاياتالمتحدة على أن تظهر أن الحرب التي تشنها على ما تطلق عليه الإرهاب ليست ذات بعد ديني. وأشارت إلى أن بوش يتعرض لهجوم بسبب السماح للجنرال ويليام بوكين الذي أساء للإسلام بمطاردة أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة. وكان بوكين قد قال في أكثر من لقاء مسيحي: إن الحرب التي تشنها الولاياتالمتحدة على المتطرفين المسلمين هي حرب على الشيطان، وقال: إن المسلمين يعبدون وثنا. ويعرض مؤلف الكتاب المسيحي ستيفن مانسفيلد حوادث متعددة في محاولة لتفسير ما إذا كانت عقيدة بوش في قلب تفكيره السياسي، ويوضح الكتاب أن الرئيس الأمريكي يصلي كل يوم، ويبدو مقتنعا بأنه في مهمة مباشرة أوكله إياها الرب. وتابعت الصحيفة أن الكتاب يوفر فرصة لمنتقدي الرئيس بوش الذين يقولون إن الإدارة الحالية متأثرة بشدة بالمتشددين المسيحيين. وأشار الكتاب إلى أن بوش قبل إعلان تقدمه لانتخابات الرئاسة الماضية عام 2000 قال لمجموعة من المبشرين في تكساس: إن لديه إحساسا بأن كارثة قومية ستقع. الرب يريدني رئيسا لأمريكا! كما قال بوش لهؤلاء المبشرين: أشعر كأن الرب يريدني أن أخوض انتخابات الرئاسة، ولا أستطيع أن أصف ذلك، ولكني أشعر بأن بلادي ستكون في حاجة إلي؛ لأن شيئا ما سيحدث، وأعلم أن ذلك لن يكون سهلا بالنسبة لي ولعائلتي ولكن الرب يريدني أن أفعل ذلك. وفي السياق نفسه، أشار مانسفيلد إلى حادثة أخرى فكشف أن الرئيس الأمريكي في يوم أحد الزعف عام 2002 كان في طريقه جوا عائدا من السلفادور على متن طائرة الرئاسة وكان متوقعا أن تفوته الطقوس الدينية في الكنيسة. ورغم أن بوش يكره أن تفوته طقوس دينية فإن مسؤولين اقترحوا أن يؤدوا الطقوس في الطائرة ووافق الرئيس الأمريكي، وخلال فترة صغيرة كان نحو 40 مسؤولا في غرفة المؤتمرات بالطائرة، وقادت الطقوس كوندوليزا رايس. وأثبت الكاتب صحة قصة نادرة عن الرئيس الأمريكي كان قد تردد أنها ملفقة، وقالت إحدى الإشاعات إن بوش صلى بصحبة جندي فقد يده في العراق، وعثر الكاتب على شهود وواعظ في مستشفى قال: إن بوش صلى مع الرجل وأنهى الصلاة بقبلة طبعها على جبين الجندي وأخبره بأنه يحبه. وقال مانسفيلد في تصريحات لصحيفة أوبزرفر: إن بوش صلى أيضا مع توني بلير في لقاء خاص بكامب ديفيد، وإن كان بلير قد أنكر ذلك، وقال الكاتب: رغم أنه لم يكن هناك أي شهود فإن هناك شكوكا كبيرة لدى مساعدي الرئيس حول ما إذا كان ذلك قد تم بالفعل. ويروي الكاتب أيضا أن الرئيس الأمريكي وقف مرة أمام حشد في مركز الشباب المسيحي في دالاس وقال: إنه ولد من جديد كمسيحي، وفي إشارة إلى إقلاعه عن تناول الخمر استشهد بعبارة من الإنجيل، بينما ظهرت خلفه لافتتان تقول إحداهما: ًىَه ُن ُّوم ًىَهَّ التي تعني ملك الملوك، والأخرى كتب عليها: ٌُْل ُن ُّوم ٌُْلَّ التي تعني سيد الأسياد. وكان بوش قد واجه اتهامات بسعيه إلى زيادة إضفاء الطابع المسيحي على البرامج الفيدرالية. ففي شتنبر 2003 رصدت الإدارة أكثر من 60 مليار دولار للجماعات الخيرية المسيحية، وقال المنتقدون لهذا القرار: إن الجماعات ستكون قادرة على استخدام تلك الأموال لتطوير نشاطها، ومن بين تلك الجماعات منظمة مسيحية تنفذ مشروعا في سجن أوا يعطي المسجونين الحق في مشاهدة التليفزيونات وأجهزة كمبيوتر في إطار برنامج تثقيفي مسيحي.