مازالت لجنة التقصي التي شكلها الكونجريس الأمريكي للبحث في أحداث 11 شتنبر 2001 وطريقة معالجتها من طرف الإدارة الأمريكية تواصل أشغالها تحت مراقبة وتتبع الأمريكيين والعالم أجمع. وقد قال رئيس اللجنة توماس كين إن شهادات المسؤولين الحاليين والسابقين التي استمعت إليها اللجنة تثبت أن سبب الهجمات على نيويوركوواشنطن كان هو فشل نظم الاتصال بين مختلف الأجهزة الأمنية الأمريكية. وقالت اللجنة في تقرير عرضته على جلسة أول أمس إن وكالة المخابرات المركزية الأمريكية أبلغت الرئيس بوش وكبار مسؤوليه قبل أن يتولوا مناصبهم أن بن لادن يشكل أحد أخطر التهديدات التي تواجهها الولاياتالمتحدة. وأضاف التقرير أن مسؤولي الوكالة أعربوا في ذلك الوقت عن إحباطهم تجاه البطء الذي يتحرك به صانعو السياسة. وقال التقرير إن جون مكلوفلين نائب مدير الوكالة جورج تينيت أبلغ الفريق بأنه شعر بوجود فجوة كبيرة خصوصا في يونيو 2001 بين حاجة الإدارة الجديدة لأن تعي هذه الأمور وإحساسه بأن هذا أمر ملح إلى حد بعيد. وأضاف التقرير أنه بحلول أواخر يوليوز كانت هناك مؤشرات على أنه يجري التخطيط لهجمات إرهابية متعددة، ومن المحتمل أن تكون كارثية على المصالح الأمريكية في الخارج. وقد اتهم المسؤول السابق عن شؤون مكافحة الإرهاب في البيت الأبيض ريتشارد كلارك إدارة الرئيس جورج بوش بإضعاف حرب واشنطن على ما تسميه الإرهاب إلى حد كبير عبر غزوها العراق. وقال كلارك في إفادته أمام لجنة التحقيق إن إدارة بوش تجاهلت تحذيراته بشأن تهديدات تنظيم القاعدة. وهاجم كلارك مكتب التحقيقات الفدرالي (FBI) لأنه لم يبلغ البيت الأبيض أو وكالة المخابرات المركزية CIA بوجود اثنين من قادة القاعدة في الولاياتالمتحدة قبل أسابيع من الهجمات. وصدر لكلارك الذي استقال من منصبه العام الماضي أخيرا كتاب أثار ضجة كبيرة في الولاياتالمتحدة، يتهم فيه إدارة بوش بالتغاضي عن تهديد القاعدة للتركيز على ضرب العراق. وكان مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية جورج تينيت قال أمام لجنة التحقيق في هجمات شتنبر إن وكالته تلقت تحذيرات بوقوع هجوم وشيك قبل أسابيع من الهجمات. وأضاف أن اعتقال أو قتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن عام 2001 ما كان ليحول دون وقوع الهجمات في الولاياتالمتحدة التي كان يجرى الإعداد لها طوال أشهر عدة. كشف مستشار البيت الأبيض السابق لشؤون الأمن القومي صامويل بيرغر أنه حذر خليفته في المنصب كوندوليزا رايس من أن المشكلة الأولى التي ستواجهها ستكون الإرهاب وتنظيم القاعدة. وقال بيرغر في إفادته أمام اللجنة إنه حاول أن يمرر لها الرسالة بأن هذه باتت في مقدمة الأولويات، مشيرا إلى أنه عقد ثلاثة اجتماعات مع رايس في فترة انتقال السلطة مطلع العام .2001 وأكدت رايس أنها لا تريد أن تدلي بشهادة علنية أمام لجنة تحقيق هجمات شتنبر. وقالت للصحافيين إنها التقت عددا من أعضاء لجنة التحقيق خلال اجتماعات خاصة، وإنها على استعداد للقائهم لمدة أطول في أي مكان أو وقت يريدون للرد على أسئلتهم. يشار إلى أن الرئيس بوش نفسه سيلتقي خلال الأسابيع المقبلة رئيس اللجنة ونائبه في لقاء غير علني للرد على أسئلتهما.