تدارس المكتب السياسي لحزب الاتحاد الاشتراكي قرار استقالة الكاتب الأول السيد عبد الرحمان اليوسفي وقرر قبولها وأصدر بلاغا هذا نصه : خصص المكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية اجتماعه الأسبوعي ليوم الثلاثاء ثاني رمضان 1424 الموافق 28 أكتوبر2003 إلى الاستماع إلى الرسالة التي توصل بها من الأخ عبد الرحمان ليوسفي يوم الاثنين 27 أكتوبر 2003 والتي أبلغ فيها أعضاء المكتب السياسي بعزمه على اعتزال العمل السياسي والاستقالة من الحزب والتحلل من كل المسؤوليات المرتبطة به. وبعد مناقشة مستفيضة وأخوية لهذه الرسالة طبعها التأثر البالغ لهذا القرار والشعور القوي بأهميته في الحياة السياسية الوطنية والحزبية، عبر المكتب السياسي بإجماع أعضائه عما يلي: 1عن احترامه الكامل للقرار الذي اتخذه الأخ عبد الرحمان اليوسفي، وعن قناعاته الراسخة بأنه اتخذ القرار بعد تفكير رصين وتحليل عميق، وفعل ذلك كما تعود دائما بدافع وطني صادق يهدف إلى تطوير العمل السياسي وطنيا وحزبيا. 2 عن تقديره الكامل للطريقة الحضارية التي اتخذ بها هذا القرار والتي جعلت حزبنا يعرف لأول مرة في تاريخه اعتزال مسؤوله الأول وهو محط تقدير واحترام لكافة مناضليه، بعدما فقد في السابق قادته الكبار شهداء سقطوا في ساحة الدفاع عن الحرية والكرامة، أو مناضلين شرفاء اختارهم الله إلى جواره. 3 عن اعتزازه الكامل بالعمل الجبار الذي قامت به هذه الشخصية الوطنية الفذة خلال أزيد من ستين عاما بدأها مناضلا يافعا في صفوف الحركة الوطنية، ثم مقاوما تحرريا مناضلا مغاربيا ومناضلا عماليا ثم صوتا عاليا للدفاع عن الحق والعدالة، صحافيا ومحاميا، وأخيرا مهندسا بارعا لمرحلة التناوب وإعداد الانتقال الديموقراطي. لقد حقق الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية في ظرف وجيز تحت قيادة الأخ عبد الرحمان اليوسفي تقدما بارعا في عمله السياسي مكنه من احتلال مكانة مرموقة كقوة سياسية لا يمكن تجاوزها في أي بناء سياسي، كما مكنته من إحراز انتصارات مؤكدة في كل المعارك التي خاضها، وبوأته مكانة دولية لم يستفد منها الحزب فقط من خلال موقع كاتبه الأول في منظمات سياسة دولية نافذة، بل أفادت منه بلادنا وقضايانا القومية والوطنية إلى حد بعيد. إن المكتب السياسي وهو يعبر عن امتنانه العميق باسم كل مناضلات ومناضلي الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية لهذا المناضل الصلب الذي طبع مسيرة الاتحاد، ومسيرة المغرب في مسار انتقاله الديمقراطي، ليعبر عن قناعته الكاملة بالأخ عبد الرحمان اليوسفي قد بر بقسمه الذي أداه باسم الاتحاد الاشتراكي وهو يودع قائده الكبير عبد الرحيم بوعبيد، فأعطى لمذكرة المطالب الإصلاحية السياسية التي كان قدمها المرحوم إلى جلالة الملك الحسن الثاني طيب الله ثراه بعدا عمليا من خلال العمل الوحدوي الوطني وتجاوز مخلفات الماضي، وإعادة الأمل والثقة في العمل السياسي وبناء جسور التوافق من أجل مغرب جديد، فكان لهذا العمل الدؤوب والصابر أبلغ الأثر في تهيئ صفحة جديدة في حياة المغرب المعاصر كان من أبرز تجلياته حكومة التناوب التي ترأسها باقتدار وترك من بعدها صورة مشرقة لرجل السياسة المتشبع بأخلاق الشفافية والعفة والمتمسك بروح الإصلاح والتوافق المتعالي على المصالح الضيقة من أجل بناء الدولة الديموقراطية الحديثة. إن الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية سيظل وفيا لهذا الرصيد الهائل الذي يضعه اليوم أخونا المناضل عبد الرحمن اليوسفي أمانة في عنقنا وثروة نضالية وأخلاقية في رأسمال الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية. إن المكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية وهو يسجل أن قرار الاعتزال والاستقالة قد جاء بعد انتهاء مسلسل الانتخابات الجماعية التي سجل فيها الحزب تقدما لا يستهان به ليذكر باعتزاز أن الأخ عبد الرحمان اليوسفي قد تحمل مسؤوليته كاملة في قيادة الحزب حتى نهاية هذا المسلسل وبداية مرحلة جديدة باذلا في ذلك أقصى الجهود والتضحيات، الشيء الذي يجعلنا اليوم أمام مسؤولية جسيمة وحاسمة تتجلى في الإعداد للمراحل القادمة من بناء الدولة الديموقراطية الحديثة، بما تقتضيه من تطوير الأداء السياسي والتنظيمي لحزبنا لجعله فيمستوى هذه المسؤولية. وفي هذا الإطار يؤكد المكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية وعيا منه بالمضمون السياسي والأخلاقي للقرار الذي اتخذه الأخ المناضل عبد الرحمن اليوسفي أنه سيتحمل كامل مسؤولياته السياسية والتنظيمية، فسيواصل بناء وتدبير مؤسساته وتجهيزاته بروح وحدوية ونضالية عالية، وسيتخذ في الأيام القليلة القادمة كل الإجراءات الضامنة لاستمرار الحزب قوة سياسية وطنية قادرة على ربح رهانات المستقبل. حرر بالرباط يوم الثلاثاء 2 رمضان الأبرك 1424 الموافق ل 28 أكتوبر .2003 المكتب السياسي