فوجئ الكاتب الأول بالنيابة للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، محمد اليازغي، بالإعلان عن نية عبد الواحد الراضي، رئيس مجلس النواب، في الترشح لشغل المكان الذي تركه عبد الرحمان اليوسفي فارغا منذ تقديمه لاستقالته من الحزب. وتفيد مصادر، حسنة الاطلاع، أن المكتب السياسي للحزب المنعقد يوم السبت الماضي لم يتوصل إلى الاتفاق حول اختيار الكاتب الأول للحزب الذي سيخلف عبد الرحمان اليوسفي، إلا أن البيان الصادر عن المكتب السياسي للحزب، والذي تصدر جريدة الاتحاد الاشتراكي في عدد أمس، ينفي نفيا قاطعا أن يكون المكتب قد تدارس أمر خلافة اليوسفي في ذلك اللقاء. وتفيد المصادر ذاتها أن ترشيح الراضي، لخلافة اليوسفي جاء بعد الرسالة الملكية التي بعث بها جلالة الملك إلى عبد الرحمان اليوسفي، الأمر الذي قرأه أنصار الكاتب الأول المستقيل قراءة تفيد أن الحزب ما يزال محط اهتمام. وأوردت مصادر إعلامية أن اليازغي، الذي طالما ظن أن استقالة اليوسفي من منصب الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي سيفسح له المجال لخلافته دون أدنى منافس، على خلفية معطيات تاريخية وسياسية أفاض فيها القول إدريس لشكر، عضو المكتب السياسي للحزب ورئيس فريق الحزب نفسه، في حوار خص به جريدة الصحراء المغربية في عدد أمس، لم يكن يتوقع ترشيح الراضي لخلافة اليوسفي، وهو الذي يدرك تفوقه عليه من حيث الأداء السياسي، وخاصة في ما يتعلق بالحكمة في التعامل مع الأطراف السياسية الفاعلة على الساحة الوطنية. وفي الوقت الذي يؤكد فيه البيان الصادر عن المكتب السياسي للحزب ما يفيد أن أمر خلافة اليوسفي لم يكن مدرجا خلال اللقاء، كشفت الصباح أمس عن أن المكتب السياسي للحزب خلص إلى التصويت بالتعادل (9مقابل 9) على الراضي واليازغي خلال جولة اختيار الكاتب الأول للحزب ليلة الجمعة الماضي، وهو اللقاء الذي عرف غياب كل من نزهة الشقروني ومحمد جسوس. ووسط تعدد القراءات والتأويلات لحادث اعتزال اليوسفي للسياسة بشكل عام، وما خلف ذلك من شروخ داخل الهيآت المقررة للاتحاد الاشتراكي حول من سيخلفه في موقعه، تفيد المعطيات المتوفرة أن الاتجاه العام الذي قد يستحكم في مسار انتخاب الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي أن اليازغي لم يعد يحظى بما كان يدعيه من إجماع، ولربما قد يتقوى الجناح الذي كان من وراء ترشيح عبد الواحد الراضي. ويبقى المؤكد أن حزب الاتحاد الاشتراكي، برغم نفي رئيس فريقه (الذي بلغ به الحد أن ينفي ترشيح السيد غبد الواحد الراضي نفسه لمنصب الكاتب الأول)، يعرف خلافات قد تكون لها عواقب غير منتظرة في المستقبل. الخالدي