وجه جلالة الملك محمد السادس رسالة إلى الوزير الأول السابق عبد الرحمان يوسفي إثر قراره اعتزال العمل السياسي في بداية شهر رمضان الجاري، وخاطب جلالة الملك الكاتب الأول السابق لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية ب الأستاذ الأَجَّل معربا جلالته عن تأثره بقرار اعتزاله السياسة بعد نصف قرن من الممارسة، وعددَّت الرسالة الملكية المؤرخة بتاريخ 13 أكتوبر 2003 مناقب الزعيم السياسي وخصاله الحميدة كالروح الوطنية والثبات على المبدإ والإخلاص للمصالح العليا للمغرب، وتحدث جلالة الملك عن مرحلة قيادة اليوسفي لسفينة التناوب قائلا: أبنت على المعهود فيك عن حنكة سياسية ثاقبة في تدبير السلطة التنفيذية، متشبثا بثوابت الأمة ومقدساتها، صادرا في كل ذلك عن رؤية حصيفة واتزان نشهد لك بهما. وجاءت في الرسالة الملكية إشارة واضحة إلى أن المغرب ما زال محتاجا إلى خدمات رجل كعبد الرحمان اليوسفي، وفي هذا السياق قال جلالة الملك: وإذا كان المغرب المعتز بالوطنيين الغيورين من مستواك الرفيع وبأبنائه البررة من طينتك الذين لا يعرفون الاعتزال عن خدمة الوطن ومقدساته، فإنه يعول عليك في موالاة جهودك الموفقة، بفضل حنكتك وإشعاعك الوطني والدولي، مساهما بوزنك الفاعل في خدمة المصالح العليا للوطن. يذكر أن عبد الرحمان اليوسفي قدم استقالته من حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية واعتزاله العمل السياسي بشكل عام ثلاثاء الأسبوع الماضي، مخلفا ذلك الحدث عدة قراءات متباينة. وقد صادق المكتب السياسي للحزب على قرار الاستقالة، مبررا ذلك باحترامه لإرادة اليوسفي ومشيدا في الوقت نفسه بالأعمال التي قام بها.