قال مسؤولون فيديراليون أول أمس، إن المترجم المصري الأصل أحمد فتحي مهالبة الذي اعتُقل في مطار بوسطن قبل ثلاثة أيام، يُشتبه في أنه متورط في عملية تجسس مرتبطة بمعتقل غوانتانامو حيث يُحتجز مئات من مقاتلي القاعدة وطالبان. وهو ثالث شخص يُعتقل في إطار تحقيق في اختراق محتمل لهذه القاعدة الأمريكية في كوبا. ويتزامن توقيف المصري مع زعم الحكومة الأمريكية أن الناشط المسلم المعروف الدكتور عبدالرحمن العمودي الذي اتُهم بالتعامل مع ليبيا في شكل غير مشروع وبتلقي أموال منها، ربما عمل كحامل يتولى نقل أموال من ليبيا إلى منظمات إرهابية في سورية. وكتبت صحيفة نيويورك تايمز أول أمس أن مهالبة (31 عاماً)، الحاصل على الجنسية الأمريكية، لم يكن تحت أي رقابة خاصة أو شبهة عندما فُتّش في مطار لوغان في بوسطن يوم الإثنين بعد نزوله من طائرة أقلته من القاهرة عبر ميلانو (ايطاليا). وذكرت أن أحد موظفي المطار فحص في إطار روتيني ديسكاً مدمجاً يحمله المترجم فوجد فيه معلومات بدا أنها سرّية، وعثر معه أيضاً على بطاقة تُعرّف عنه بأنه يعمل لغوياً في القاعدة الكوبية. وأضافت، نقلاً عن شهادة موظف في مكتب التحقيق الفيديرالي (اف بي اي) استُدعي إلى المطار، إن تفتيش حقيبة المصري كشف 132 ديسكاً قال مهالبة عبارة عن موسيقي وفيديو سُجّل معظمها في مصر حيث ذهب لرؤية أفراد في عائلته. ونقلت عن مسؤولين أمنيين أن الشاب اعتُقل بعدما اكتشف المحققون أن ديسكاً يحمله يحوي صفحات عليها علامة سري. وقرر رجال الأمن توجيه التهمة إليه كونه أصر على أنه لا يحل أي وثيقة سرية متعلقة بغوانتانامو. ونسبت الصحيفة إلى مسؤولين في البنتاغون أن مهالبة انضم إلى الجيش الأمريكي في العام ,2000 وأنه أُحيل على دورة تدريب في التحقيق العسكري في فورت هواشوكا في أريزونا، وهي قاعدة تحوي مدرسة لمكافحة التجسس. وأضاف هؤلاء المسؤولين أنه لم يُكمل دورته، وأنه مُنح فرصة ثانية لإكمالها لكنه فشل ثانية وسُرّح من الخدمة في النهاية بسبب بدانته. وتقول شهادة عميل الاف بي اي جون فان كليف إن المترجم المصري قال إنه لا يعرف كيف وصلت الوثائق التي تحمل علامة سري إلى الديسك، وأنه اشترى ديسكاً فارغاً وجهاز كومبيوتر محمولاً من غوانتانامو. وأضاف العميل أن المعلومات السرية لا يمكن أن تكون أُنزلت إلى الديسك صدفة، كون ذلك يتطلب خطوات عدة إرادية. وتقول الشهادة أيضاً إن مهالبة أقر بعد تردد خلال استجوابه أن عمه يعمل في الاستخبارات العسكرية في الجيش المصري، وأنه نفى في البداية معرفته بإمرأة تدعى ديبورا غيبهارت لكنه أقر في النهاية أنها كانت صديقته في قاعدة أريزونا. والفتاة كانت طالبة في مدرسة مكافحة التجسس هناك، لكنها سُرّحت بعد اعتقالها بتهمة سرقة سيارة والعثور في مقر إقامتها على كمبيوتر مسروق ووثائق سرية متعلقة بمدرستها. وعلى رغم تسريحه من الجيش، استطاع هذا الشاب المصري الأصل الحصول على وظيفة مترجم في غوانتانامو من خلال شركة متعاقدة مع الجيش تدعى تيتان في سان دييغو. المصدر : الحياة (بتصرف)