بعد الإعلان أول أمس عن اعتقال السيد عبد الرحمن العمودي-رئيس الجمعية الإسلامية الأمريكية- في الولاياتالمتحدة، كشفت وثائق محكمة أمريكية أمس أن السلطات الأمريكية ألقت القبض على الناشط البارز في مجال الدفاع عن حقوق المسلمين لقيامه بزيارات غير مرخص بها إلى ليبيا وانتهاكه العقوبات التي تفرضها واشنطن عليها. وقال موقع إسلام أون لاين نقلا عن وكالة رويتزر في تقرير لها صباح أمس إن عبد الرحمن العمودي اعتقل في مطار دالاس الدولي قبل يومين لدى عودته إلى الولاياتالمتحدة قادمًا من لندن. وكان قاضي تحقيق بالمحكمة الاتحادية في الإسكندرية بولاية فرجينيا قد أمر باعتقال العمودي. ووصف مايكل ميسون مساعد مدير مكتب التحقيقات الاتحادي-حسب ذات الموقع- هذه الخطوة بأنها اعتقال مهم، قائلاً إن العمودي يخضع للتحقيق منذ بعض الوقت. وأضاف موقع سويس إنفو أنه جاء في شهادة مشفوعة بقسَم -قدمها ضابط في مصلحة الهجرة والجمارك الأمريكية- أن مسؤولي تنفيذ القانون أغاروا على منزل العمودي في فرجينيا في مارس الماضي في إطار تحقيق في عمليات تمويل ما تسميها الولاياتالمتحدة بالجماعات الإرهابية. وحسب المصادر السالفة الذكر فقد اتُّهم العمودي بانتهاك قانون صلاحيات الطوارئ الاقتصادية الدولية الذي يحظر على المواطنين الأمريكيين زيارة ليبيا بدون موافقة خاصة. كما اتهم بانتهاك جزء من القانون يحظر على المواطنين الأمريكيين تلقي أموال من ليبيا. وجاء في الشهادة الخطية أن العمودي زار ليبيا 10 مرات على الأقل، مستخدمًا جواز سفر يمنيًّا وجوازين أمريكيين. وجاء في الشهادة أن مسؤولي جمارك بريطانيين أوقفوا العمودي في مطار هيثرو في غشت ,2003 حينما حاول السفر إلى العاصمة السورية دمشق، وعثروا معه على 340 ألف دولار واستجوبوه. وأشارت الشهادة التي تحدث عنها إسلام أون لاين أمس إلى أنه خلال الاستجواب قال العمودي: إنه تفاوض من أجل الحصول على تمويل للاتحاد الأمريكي الإسلامي -الذي يرأسه وساهم في تأسيسه- من جماعات مرتبطة بالحكومة الليبية. وقال العمودي للمسئولين البريطانيين إنه حصل على هذا المبلغ (340 ألف دولار) في لندن من شخص ناطق بالعربية بلكنة ليبية. وقال لهم أيضًا: إنه يعتزم إيداع المبلغ في بنوك في السعودية، ثم تحويلها إلى حسابات في الولاياتالمتحدة. وزعمت الشهادة أن العمودي تلقى أموالا من البعثة الليبية في الأممالمتحدة، وكان بعضها متصلا ببعض رحلاته إلى ليبيا. وذكرت صحيفة الحياة اللندنية أمس الثلاثاء أن مكتب التحقيقات الاتحادي أعلن اعتقال العمودي للاشتباه في علاقته بالإمام الأمريكي المسلم جيمس يي الذي أعلنت السلطات الأمريكية الأسبوع الماضي أنها اعتقلته بتهمة التجسس في سياق عمله في معتقل غوانتانامو في كوبا. وأكد متحدث باسم المكتب للحياة أن العمودي قد يواجه اتهامات بارتكاب جرائم فدرالية، في ضوء معلومات عن تعامله مع جيمس يي وتقديمه شهادة مزورة لمصلحته قبل تعيينه إماما في القوات المسلحة الأمريكية. ومن المؤكد أن اعتقال العمودي جاء على إثر نشاطه الكبير في ميدان العمل الإسلامي، وارتباطه بالعديد من المؤسسات الإسلامية. وقال خالد ترعاني مدير المنظمة الإسلامية الأمريكية ل إسلام أون لاين أمس إن الاعتقال يأتي تأكيدًا على استهداف النشطاء المسلمين في الولاياتالمتحدة دون وجود أدلة دامغة. ورأى أن الولاياتالمتحدة مقبلة على مرحلة من الاعتقال السياسي لم تشهدها منذ 50 عاما. وكان السيناتور اليهودي تشارلز شومر قد أورد اسم العمودي في توصية قدمها للكونغرس بشأن توسيع التحقيقات حول علاقات المنظمات الإسلامية العاملة بأمريكا بالإرهاب. وهذه ليست أول مرة يعتقل فيها العمودي. فقد اعتقل مع 5 آخرين من قادة كبرى المنظمات المسلمة الأمريكية، وهم: خالد ترعاني، وياسر بوشناق، ومهدي بري، وشاكر السيد، ونهاد عوض مدير مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية كير؛ وذلك خلال اعتصام مدني نظّمه القادة المسلمون في يونيو 2001 اعتراضا على استقبال الرئيس الأمريكي جورج بوش لرئيس الوزراء الصهيوني شارون بالبيت الأبيض، وما يعنيه هذا الاستقبال من اعتراف ضمني بسياسات القمع الصهيوني، حيث طالب الزعماء المسلمون الأمريكيون بمعاملة شارون كمجرم حرب وليس كقائد دولة معترف به. ومعلوم أن فكر العمودي يدعو إلى ضرورة توحيد صفوف المسلمين باعتبار ذلك السبيل الوحيد للدفاع عن حقوقهم في مواجهة التكالب الدولي على الأمة الإسلامية، كما يدعو إلى فتح قنوات حوار بين عائلات المسلمين عبر العالم لتقوية الصف الإسلامي. كما يعد السيد العمودي أحد أبرز العاملين في الحقل الإسلامي في الولاياتالمتحدة، من خلال جمع التبرعات التي لصالح تقوية الجمعيات الإسلامية العاملة في الولاياتالمتحدة، ومن خلال الدور التعبوي الواسع الذي يلعبه في صفوف المسلمين الأمريكيين عبر المحاضرات والندوات التي يلقيها سواء داخل الولاياتالمتحدة أو خارجها، وهو ما جلب عليه عداوة السلطات الأمريكية وخاصة منها اليهودية. أحمد حموش نبذة عن حياة عبد الرحمن العمودي أسس السيد عبد الرحمن العمودي المجلس الإسلامي الأمريكي عام 1990 وعمل مديرًا تنفيذيًا له حتى بدايات عام ,1998 ثم أمينا عامًا له، بالإضافة إلى تسلمه رئاسة المؤسسة الإسلامية الأمريكية. وفي جانب العمل الإسلامي، عمل السيد العمودي ممثلا للاتحاد الإسلامي لأمريكا الشمالية (إسنا)، كما عمل نائبًا لرئيس اتحاد الطلبة المسلمين في الولاياتالمتحدة وكندا، كما عمل مع عدد كبير من المؤسسات الإسلامية والعربية العاملة في الساحة مثل رابطة الشباب المسلمين العرب، ومؤسسة مسلمون من أجل أمريكا أفضل، واللجنة العربية الأمريكية لمكافحة التمييز، والمؤسسة الوطنية للأمريكان العرب، والمعهد العالمي للفكر الإسلامي، وغيرها. شارك العمودي في تأسيس العديد من المؤسسات الإسلامية ذات التخصصات المختلفة، فبالإضافة للمجلس الإسلامي الأمريكي، والمؤسسة الإسلامية الأمريكية، شارك في تأسيس اللجنة الأمريكية الإسلامية من أجل البوسنة، وجمعية المجندين المسلمين ومؤسسة رعاية شئون السجناء المسلمين، ومؤسسة مسلمون من أجل أمريكا أفضل، ولجنة الدفاع عن الحقوق المدنية للجالية المسلمة الأمريكية، وغيرها. يتمتع السيد العمودي بعضوية فاعلة في عدد من مجالس إدارة وأمناء العديد من المؤسسات الإسلامية والأمريكية، منها على سبيل المثال مجلس المصالح الوطنية الأمريكية، واللجنة الأمريكية من أجل القدس، واللجنة الأمريكية من أجل العدالة والسلام في الشرق الأوسط، ومؤسسة الرحمة الخيرية، والمجلس التأسيسي لشبكة إسلام أون لاين، ومجلس إدارة إسلام أون لاين في أمريكا. ويتمتع السيد العمودي بشبكة واسعة من العلاقات مع أعضاء الكونغرس والبيت الأبيض ورجال السلك الدبلوماسي ورجال الصحافة والإعلام، ورجال الدين، والمؤسسات الثقافية ومؤسسات الحوار بين الأديان، والجمعيات المتخصصات في مكافحة الرذيلة والإدمان، والمؤسسات العاملة على نشر العدالة والسلام في العالم. وقد تنقل السيد العمودي في أرجاء العالم العربي والإسلامي شارحًا وموضحًا دور المسلمين في الولاياتالمتحدة ودورهم في دعم قضايا العالم العربي والإسلامي، كما يشارك السيد العمودي في العديد من الندوات والمؤتمرات والاجتماعات الخاصة والعامة مع صناع القرار واللقاءات التليفزيونية والصحفية في الولاياتالمتحدة، موضحًا دور المسلمين الأمريكيين في المجتمع الأمريكي، وشارحًا ومناصرًا لقضايا العالم العربي والإسلامي.