في يوم محاكمة ماراطوني، تواصل لغاية ساعات متأخرة من مساء أول أمس (الإثنين)، أصدرت غرفة الجنايات بمحكمة الاستئناف بالرباط أحكاما سجنية، تتراوح بين ثلاث سنوات وسنة واحدة، في حق صحافيين ثلاثة كانوا متابعين بتهمة الإشادة بأفعال إرهابية، وكذا التحريض على ارتكاب أفعال من شأنها المس بالسلامة الداخلية للدولة. وأصدرت محكمة الاستئناف، طبقا لذلك، حكما بالسجن النافذ لمدة ثلاث سنوات في حق محمد الهرد مدير جريدة الشرق، الصادرة من وجدة، وأداء غرامة مالية قدرها 10 آلاف درهم وإيقاف الجريدة عن الصدور لمدة ثلاث أشهر. مثلما قضت بعقوبة سجنية نافذة لمدة سنة واحدة في حق كل من عبد المجيد بن الطاهر رئيس تحرير جريدة الشرق أيضا، ومصطفى قشنني مدير جريدة الحياة المغربية الجهوية، مع أداء كل واحد منهما غرامة مالية قدرها 5000 درهم وإيقاف جريدة الحياة المغربية عن الصدور لمدة ثلاثة أشهر. وكان محمد الهرد، الذي مثل أمام المحكمة في حالة اعتقال، متابعا بتهمة الإشادة بأفعال إرهابية، ونشر خبر زائف ووقائع غير صحيحة من شأنها المساس بالسلامة الداخلية للدولة والإخلال بالنظام والأمن العام، فيما تمت متابعة كل من رئيس تحرير جريدة الشرق ومدير جريدة الحياة المغربية، اللذين كانا في حالة سراح، بتهمة التحريض على ارتكاب أعمال تعتبر جناية، والتحريض على ارتكاب أفعال من شأنها المس بالسلامة الداخلية للدولة. وتندرج قضية الصحافيين الثلاثة ضمن ملف مجموعة المدعو زكرياء بوغرارة، الذي قضت في حقه أيضا محكمة الاستئناف بالرباط أول أمس، بالسجن النافذ مدة عشر سنوات مع أداء غرامة مالية قدرها 500 ألف درهم ومصادرة المبالغ المحجوزة لفائدة خزينة الدولة. وتوبع بوغرارة، الذي يعتبر المتهم الرئيس في المجموعة، بتهمة التحريض على ارتكاب جنايات وجنح بواسطة مكتوبات، وجمع الأموال من جهة أجنبية وتدبيرها بغرض استخدامها في أعمال إرهابية والمشاركة في تزوير جواز سفر والتوصل به بغير حق عن طريق انتحال اسم كاذب، وكذا التحريض على ارتكاب أفعال من شأنها المساس بالسلامة الداخلية للدولة من شأنها الإخلال بالأمن العام. كما قضت، من جهة ثانية، محكمة الاستئناف بالسجن النافذ لمدة خمس سنوات في حق يوسف بوغرارة، أخ المتهم الرئيس ضمن المجموعة، وأداء غرامة مالية قدرها 500 ألف درهم. وكانت وجهت بداية تهمة الإشادة بأفعال إرهابية إلى مدير جريدة الحياة المغربية بعد أن قام بنشر مقال موقع باسم زكرياء بوغرارة الملقب بسيف الإسلام يحمل، حسب تقارير النيابة العامة بالرباط، أفكار تيار السلفية الجهادية الداعي إلى إعداد وتهيئ الأشخاص والوسائل الكفيلة بالقيام بعمليات ترمي إلى إحداث الفتنة وبث الرعب عن طريق العمليات الإرهابية الانتحارية، كما اتهمت النيابة العامة ذاتها مدير الجريدة المذكورة بإعادة نشر نص استجواب أجرته صحيفة الشرق الأوسط في عددها الصادر في 27 ماي الأخير مع محمد الفيزازي حمل إشادة بالهجمات الإرهابية التي شهدتها الدارالبيضاء شهر ماي الماضي، وفق النيابة العامة نفسها. أما مدير ورئيس تحرير صحيفة الشرق فكان قد ألقي القبض عليهما بعد أن أعادا نشر ما جاء بجريدة الحياة المغربية من مقال لزكرياء بوغرارة والحوار مع الفيزازي. وكانت هيأة المحكة قد استمعت، في اليوم نفسه، قبل النطق بالحكم إلى أقوال المتهمين في النازلة، حيث نفى حينها بوغرارة كل الوقائع التي تضمنتها محاضر الاستماع المنجزة من طرف الشرطة القضائية، مؤكدا على أنها انتزعت منه تحت التعذيب. ثم تابع مبررا جمعه لأموال من جهات أجنبية بالقول أنا إنسان نفعي وبرغماتي، وأن هذه الأموال كان يحصل عليها عن طريق الاحتيال على أشخاص أجانب، وفق ما أفادته مصادر إعلامية. وفي موضوع ذي صلة، قامت أول أمس (الإثنين) بقرية أكوراي في ضواحي مكناس مصالح الأمن والدرك الملكي باعتقال المدعو عبد الوهاب الرباع، الذي كان موضوع مذكرة بحث وطنية بتهمة سرقة أسلحة من ثكنة عسكرية بمدينة تازة. وقال شهود عيان إن مصالح الأمن قامت بمداهمة منزل كان يقيم به الرباع رفقة بعض الأشخاص، وحين فوجئ المتهم بالعناصر الأمنية أخرج سيفا للتصدي لهم، الأمر الذي دفع برجال الأمن إلى إطلاق النار عليه بمسدساتهم، أصيب على إثرها المتهم إصابات في رجله. وتتحدث بعض الروايات غير الرسمية، التي استقتها التجديد مباشرة بعد الحادث، عن أن المداهمات شملت أيضا بيوت ثلاثة أشخاص لا علاقة لهم بالمتهم الرئيس ولا بمجموعته، بل كانوا فقط جيرانا للمنزل الذي كان يقيم فيه الرباع، إلا أنه لم يتأكد بعدها، حسب الروايات نفسها، إن كانوا ما يزالون في حالة اعتقال أم تم إطلاق سراحهم بعدها. يونس البضيوي