في "تغريدة" انضافت إلى مثيلات لها جعلت من المواقف الروسية حيال الأحداث الساخنة والدموية في كل من ليبيا وسوريا تتسم بالنفاق والاصطفاف إلى جانب حكامهما المجرمين والقتلة تفوَّه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وهو في ضيافة قادة الكيان الصهيوني، بعبارة تشتم منها رائحة التملق والتزلف للإرهابيين الصهاينة، عندما عبَّر عن إعجابه وانبهاره ب"التاريخ اليهودي" ال"محفور في حجارة القدس». وأثارت الزيارة التي قام بها بوتين إلى «حائط البراق» في القدسالمحتلة وتصريحاته حول «يهوديته» استياءً وغضبًا لدى أوساط فلسطينية متعددة منها الحركة الإسلامية داخل الخط الأخضر ومؤسسة الأقصى للوقف والتراث، بالإضافة إلى حركة حماس. وذكرت وسائل إعلام صهيونية أن بوتين قام في ساعات الفجر الأولى يوم الثلاثاء الماضي بزيارة منطقة البراق الذي يطلق عليه الاحتلال «حائط المبكى» وأدى بعض الطقوس التلمودية. وخلال الزيارة قدم له المرافقون الصهاينة كتابا عن نفق الجدار الغربي باللغة الروسية، وعندها طالب بوتين التجول في الموقع، وهو ما كان. وبحسب المصادر العبرية فقد انبهر «بوتين» من هول ما رأى واستفسر عن التفصيلات، وقال مصرحاً: «هنا نشاهد كيف أن التاريخ اليهودي محفور في حجارة القدس». في المقابل، انتقدت الحركة الاسلامية في الداخل الفلسطيني زيارة بوتين إلى حائط البراق وتأدية بعض الطقوس. وقال المحامي زاهي نجيدات الناطق الرسمي باسم الحركة الاسلامية في الداخل الفلسطين: «هذا موقف متزلف ورخيص نحو المؤسسة «الإسرائيلية»، من قبل الدب الروسي الوالغ بدماء أهلنا في الشام، وباعتقادي هناك انسجام كبير بين الموقفين». ومن جانبها، عقبت مؤسسة الأقصى للوقف والتراث على الزيارة بقولها: «نقول لبوتين وأمثاله: إن حائط البراق وقف ومعلم إسلامي خالص، وهو جزء لا يتجزأ من المسجد الأقصى المبارك، ولا حق لغير المسلمين في هذا الحائط أو في المسجد الأقصى المبارك، وكل الحقائق التاريخية والوثائق الدولية تؤكد إسلامية حائط البراق ومنها لجنة شو البريطانية». وذكَّرت مؤسسة الأقصى بوتين بأن «الاحتلال الإسرائيلي قام قبل نحو 45 عاماً عند احتلاله لشرقي القدس والمسجد الاقصى، بهدم حارة كاملة بعقاراتها وأبنيتها وحوّلها إلى ساحة لصلاة اليهود بغير وجه حق، ثم قام بعمليات حفريات واسعة من ضمنها حفريات بمحاذاة وأسفل المسجد الأقصى المبارك، وطمست خلال حفرياتها الكثير من الآثار الاسلامية والعربية، ناهيك عن أن هذه الحفريات أدت الى حدوث تشققات وانهيارات في محيط المسجد الاقصى وبعض ابنيته، وقام الاحتلال بتهويد المكان». وأكدت المؤسسة أن «كل حجارة المسجد الأقصى وعمائره تنطق بإسلاميته، وكل حجر من حجارة القدس ينطق بإسلامية وعروبة القدس». بدورها، عبرت حركة حماس، أول أمس، عن رفضها لتصريحات بوتين حول يهودية «حائط البراق» في المسجد الأقصى في مدينة القدس، ودعته إلى مراجعة تلك التصريحات. وقال سامي أبو زهري المتحدث باسم حركة «حماس» في تصريح صحفي: «إن حركته ترفض تصريحات الرئيس الروسي بشأن حائط البراق باعتبارها تعارض الحقائق التاريخية وكذلك المقررات الدولية ومنها ‘لجنة شو' سنة 1930 والتي تؤكد على الحق العربي والإسلامي المقدس في مدينة القدس وحائط البراق». وأكد أبو زهري رفض حركة حماس تصريحات الرئيس الروسي التي قال فيها «إن التاريخ اليهودي محفور في حجارة القدس» تدعوه إلى مراجعة تصريحاته وتصحيح موقفه بهذا الشأن. ورأى الأكاديمي الفلسطيني المختص في تاريخ القدس جمال عمرو أن زيارة بوتين للبراق وحديثه عن تاريخ يهودي فيه «صفعة شديدة للعالمين العربي والإسلامي وإهانة لكل المسلمين ورسالة واضحة ممن قالوا إنهم يرغبون في تحقيق العدالة والسلام». وأضاف في تصريح ل«الجزيرة نت» أن بوتين يمارس الدبلوماسية ويفهم ما يقول «ولذلك شكل صدمة للشعب الفلسطيني وانحرافا في سياسة روسيا التي كان الفلسطينيون يعولون عليها». وأوضح عمرو أن حائط البراق احتل عام 1967 وتؤكد الأممالمتحدة والشواهد أنه جزء من المسجد الأقصى «وجاء بوتين ليتجاوز هذه المواقف وحتى المواقف الأمريكية المنحازة لإسرائيل ليفاجئ من وثقوا بأصدقاء وهميين أمثال روسيا». ووصل بوتين الأراضي الفلسطينية المحتلة مساء الاثنين الماضي، وغادرها إلى الأردن عصر الثلاثاء بعد لقاء قادة الكيان والسلطة الفلسطينية.