تحت شعار «دير التحليلة كاين الحل. التحليلة: سريعة سرية ومجانية»» أطلقت وزارة الصحة الخميس الماضي بشراكة مع جمعيات محاربة السيدا الحملة الوطنية للكشف عن فيروس نقص المناعة البشري / السيدا، والتي ستستمر ما بين 20 و 27 يونيو الجاري على مستوى جميع جهات المملكة. وزير الصحة الحسين الوردي قال إن هذه الحملة تهدف إلى توعية المواطنين لا سيما الشباب بخطورة الإصابة بهذا الداء وأهمية الكشف المبكر عن هذا الفيروس من خلال إجراء تحليل الدم. «التجديد» تقدم في هذا المف معطيات حول هذه الحملة والوضعية الوبائية لفيروس السيدا بالمغرب: الكشف عن 753 حالة إصابة بالسيدا سنة 2011 الأرقام التي كشفت عنها وزراة الصحة خلال الانطلاقة الرسمية للحملة الوطنية للكشف عن فيروس السيدا «مقلقة»، واستنادا إلى تقديرات الوزارة فإنه يحتمل أن تكون 4000 إصابة جديدة بالفيروس قد حدثت في عام 2011 فقط في حين أنه لم يتم الكشف سوى عن 753 حالة، وهذا ما يعني أن3247 حالة لا يعرفون أنهم مصابون بالفيروس. وحسب التقديرات الأخيرة لوزارة الصحة فإن أكثر من 80 بالمائة من الأشخاص المتعايشين مع الفيروس لا يعرفون أنهم مصابون به، فيما يحتمل وجود 10 آلاف شخص في المغرب حامل للفيروس ويحتاج إلى العلاج بالمضادات القهقرية بينما لم يتم تشخيص سوى 4000 حالة فقط أي 40 بالمائة وقد تم التكفل بها. الحملة التي أطلقتها وزارة الصحة تهدف إلى تحسيس الساكنة وخاصة الشباب والنساء بمخاطر الإصابة بفيروس نقص المناعة البشري السيدا والارتقاء بخدمات الكشف عن فيروس السيدا، إلى جانب الرفع من عدد الأشخاص الراغبين في إجراء الكشف عن الفيروس. وستتم عملية الكشف في 200 مركز ثابت بتغطية أكثر من 400 مشرف من أطباء وممرضين ومتدخلين في الميدان، من بينها 150 مركزا صحيا ثابتا تابعا لوزارة الصحة و 50 مركزا تابعا لمنظمات المجتمع المدني ( 28 للجمعية المغربية لمحاربة السيدا، 14 للمنظمة الإفريقية لمحاربة السيدا، 1 للعصبة المغربية لمكافحة الأمراض التناسلية المعدية، 4 للجمعية المغربية للتخطيط العائلي، 1 لجمعية الجنوب لمحاربة السيدا، 1 لجمعية محاربة الأمراض المنقولة جنسيا والسيدا، 1 لجمعية حسنونة لمعالجة الإدمان) كما ستعمل الجمعيات على تعبئة 8 مراكز متنقلة ( 4 للجمعية المغربية المغربية لمحاربة السيدا 2 المنظمة الافريقية لمحاربة السيدا ، 1 لجمعية الجنوب لمحاربة السيدا، 1 لجمعية محاربة الامراض المنقولة جنسيا والسيدا) من أجل تغطية جميع أقاليم المملكة بغية الوصول إلى حوالي 70 ألف مواطن. الوضعية الوبائية لفيروس السيدا بالمغرب عرف المغرب انخفاضا طفيفا في نسبة الإصابة بفيروس السيدا على المستوى الوطني ب 0.15 بالمائة، ويتركز الوباء داخل الفئات السكانية الأكثر عرضة لمخاطر الإصابة بتأكيد من نتائج المراقبة الرصدية لفيرس نقص المناعة البشري والدراسات السلوكية فأكثر من 5 بالمائة بالنسبة للمومسات والشواذ أي الرجال الذين يمارسون الجنس مع الرجال، و 22 بالمائة بالنسبة لمستعملي المخدرات عن طريق الحقن. وبلغ العدد التراكمي لحالات الإصابة المبلغ عنها منذ ظهور أول حالة سنة 1986 إلى متم دجنبر 2011 بلغ 6453 حالة منها 2284 حالة حمل للفيروس. وتستاثر جهة سوس ماسة درعة ومراكش تانسيفت الحوز و الدارالبيضاء الكبرى بنسبة 58 بالمائة من الحالات المبلغ عنها و78 بالمائة من الحالات مسجلة في الوسط الحضري، و71 بالمائة من الحالات مسجلة في صفوف البالغين والشباب ذوي الأعمار ما بين 25 و 44 سنة و2 بالمائة في وسط الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 15 سنة، وتحتل النساء حوالي 50 بالمائة من مجموع الإصابات. وحسب تقديرات وزارة الضحة وبرنامج الأممالمتحدة المشترك لمحاربة السيدا، وبناء على التقنيات المعتمدة في الموضوع يقدر عدد المتعايشين مع الفيروس بالمغرب نهاية 2011 بحوالي 29 ألف شخص من بينهم 10 آلاف حالة تستدعي العلاج الثلاثي. الكشف السريع.. من 8 آلاف إلى 57 ألف تم استخدام الكشف السريع ابتداء من سنة 2004 من طرف منظمات المجتمع المدني عبر مراكز الكشف الثابتة والوحدات المتنقلة ويكون هذا الفحص سريا ومجانيا ويحصل الشخص على النتيجة بعد حوالي 15 دقيقة. والملاحظ في هذا السياق أن عدد مراكز الكشف التابعة للجهات انتقل من 9 سنة 2004 إلى 52 مركزا سنة 2011 كما ارتفع عدد الكشوف المنجزة من 8000 سنة 2004 إلى 57 ألف سنة 2011. إلا أنه وبالرغم من ارتفاع الكشوف المنجزة فما يزال عدد مهم من المتعايشين مع الفيروس لا يعرفون وضعيتهم المصلية ولم يجرو أي كشف يؤكد إصابتهم بالفيروس. المخطط الوطني الاستراتيجي لمكافحة السيدايهدف إلى إجراء 2 مليون كشف إلى نهاية 2016 يهدف المخطط الوطني الاستراتيجي لمكافحة السيدا الذي أعلنته وزارة الصحة في أبريل الماضي إلى إجراء 2 مليون كشف إلى نهاية 2016 ويستهدف بالأولوية الشرائح الهشة والأكثر عرضة، وذلك في أفق صفر إصابة جديدة بالفيروس وصفر وفاة ناتجة عن هذا الداء. ويرتكز المخطط الاستراتيجي على ثلاثة أهداف رئيسية تتمثل في تقليص الإصابات الجديدة بفيروس نقص المناعة البشري بنسبة 50 في المائة في أفق سنة 2016 وخفض وفيات الأشخاص المتعايشين مع الفيروس بنسبة 60 في المائة وتحسين مستوى الحكامة والتدبير والاستجابة على المستويين المركزي والإقليمي. ويتضمن المخطط الاستراتيجي الوطني لمكافحة السيدا للفترة 2012-2016 من التدخلات الرامية إلى توسيع برامج الوقاية من هذا الداء لتبلغ 60 في المائة على الأقل من الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بالفيروس بما في ذلك برامج خفض مخاطر استعمال المخدرات عن طريق الحقن، إلى جانب إعداد برامج للوقاية لفائدة الشباب والنساء في وضعية هشاشة. وسيتم كذلك إحداث 30 مركزا جديدا للفحص الطوعي السري المجاني تابعا لمنظمات المجتمع المدني بالإضافة إلى إدراج هذا الفحص ضمن خدمات 358 مركزا صحيا و55 مركزا لفحص وعلاج داء السل والأمراض التنفسية وذلك حتى يتسنى فحص مليوني شخص في نهاية 2016. ويتعلق الأمر أيضا بتوسيع الفحص الطوعي السري والمجاني ضد فيروس نقص المناعة البشري لفائدة النساء الحوامل للوصول إلى تغطية نسبتها 80 في المائة من النساء الحوامل المتعايشات مع الفيروس عن طريق الوقاية من انتقال الإصابة من الأم إلى الطفل وتوسيع التغطية في مجال العلاج بمضادات الفيروس «القهقري» والدعم النفسي والاجتماعي للوصول إلى استفادة 80 في المائة من الأشخاص مستحقي العلاج في نهاية 2016.كما يروم هذا المخطط الاستراتيجي تعزيز الشراكة مع القطاع الديني والقطاع الخاص وأوساط الشغل وإنجاز وأجرأة استراتيجية في موضوع حقوق الإنسان ومكافحة الوصم والتمييز عبر إشراك المجلس الوطني لحقوق الإنسان.وتبلغ الميزانية المرصودة لتنفيذ هذه التدخلات 810 ملايين درهم لمدة 5 سنوات تسهم فيها الدولة بنسبة 46 في المائة والصندوق العالمي (41 في المائة) ومصادر أخرى وطنية ودعم الأممالمتحدة ووكالات التعاون الثنائي بنسبة 13 في المائة. السيدا في العالم60 مليون إصابة بالفيروس ينتشر مرض الايدز في بقاع العالم ليطال بشكل أكبر الدول الفقيرة والمجتمعات الأقل تقدما. إحصائيات منظمة الصحة العالمية تشير إلى أن العالم العربي هو الأقل تعرضا للإصابة. وتشير إحصائيات منظمة الصحة العالمية إلى أن هناك ما يقارب 60 مليون إصابة بفيروس فقدان المناعة المكتسبة، سجلت منذ ظهور المرض، وأن المرض قد قضى على ما يقارب 30 مليون منهم. وفي تقريرها السنوي أعلنت الأممالمتحدة أنه في العام الماضي كان هناك 1.5 مليون شخص يتعايشون مع الفيروس في أوروبا الشرقية ووسط آسيا، وذلك بزيادة تصل إلى 250 بالمائة منذ عام 2001. ويشار إلى أن أغلب الإصابات في أوروبا الشرقية وقعت في روسيا وأوكرانيا، حيث ساهمت الدعارة وتعاطي المخدرات في تفاقم المشكلة. وعلى الرغم من ذلك فإن إقليمجنوب الصحراء الكبرى في إفريقيا يتحمل العبء الأكبر لهذا المرض، حيث يصل عدد المصابين بفيروس (اتش اي في) في ذلك الجزء من العالم إلى قرابة 22.9 مليون شخص، حسب إحصائيات العام الماضي، وهم يمثلون قرابة 68 بالمائة من الإجمالي العالمي. كما أن 80 بالمائة من المصابين هناك هم من النساء. وبالنسبة للعالم العربي فإن الأرقام تشير إلى أن هناك ارتفاعا في عدد الحالات ما بين عام 2001 وحتى عام 2010 حيث بلغ العدد إلى 580 ألف حالة، بينما كان العدد حوالي 470 ألفاً في عام 2001، أي أن خلال عشر سنوات هناك ارتفاع يزيد عن 110 ألف حالة. أما تداعيات ذلك على الوفيات، فقد ارتفع عدد الوفيات من نحو 59 ألف حالة عام 2001 إلى 84 ألف في عام 2010. طرق انتقال الفيروس : العلاقات الجنسية اولى الطرق تعتبر العلاقات الجنسية المغايرة أهم طريق لانتقال الفيروس في المغرب ( 85 بالمائة من مجموع الحالات المصرح عنها) فيما ترتفع عدد الإصابات عن طريق تعاطي المخدرات بالحقن في المغرب الشرقي ( 25 بالمائة من الحالات المصرح عنها) وكذلك جهة طنجةتطوان ( 10 بالمائة من مجموع الحالات). وحسب الدراسة التي تمت في موضوع «طرق انتقال فيروس نقص المناعة البشري» فإن 67 بالمائة من الإصابات الجديدة تحدث في صفوف الفئات السكانية الأكثر عرضة لمخاطر الإصابة و 71 بالمائة من النساء تتم إصابتهن عن طريق شركائهن الجنسيين الحاملين للفيروس.