أحصى المركز المغربي لمحاربة التسمم واليقظة الدوائية، حوالي 20 ألف و 796 حالة تسمم دوائي حاد خلال الفترة ما بين 1980 و 2009 ، مضيفة أنه تم خلال سنة 2009 لوحدها تسجيل 1592 حالة، 92 في المئة منها بالوسط الحضري و 8 في المئة بالوسط القروي. وقالت مديرة المركز المغربي لمحاربة التسمم واليقظة الدوائية، رشيدة سليماني بن الشيخ، يوم الخميس 14 يونيو 2012 بالرباط، إن الأدوية تعتبر السبب الثالث للإصابة بالتسممات في المغرب، بعد الأطعمة ولدغات العقارب التي تظل السبب الرئيسي وراء حالات التسمم. وأضافت سليماني، في كلمة خلال يوم دراسي حول التسممات الدوائية الحادة، حسب وكالة المغرب العربي للأنباء، أن نسبة التسممات الدوائية تتراوح ما بين 20 و 30 في المائة من التسممات، باستثناء لدغات العقارب، مبرزة أن غالبية حالات التسمم بالأدوية تسجل لدى الأطفال ما بين سنة وخمس سنوات والنساء الشابات. وأوضح ذات المصدر، أن غالبية التسممات الدوائية التي يكون الأطفال الصغار ضحية لها، تقع بالمنازل وتنتج عن سوء استعمال الأبوين للأدوية، (خاصة مادة الباراسيتامول) وعدم حفظها بعيدا عن متناول الأبناء، محذرة في هذا الصدد من ارتفاع عدد وفيات الأطفال في السنوات الأخيرة. كما توقفت سليماني، عند ظاهرة الاستعمال الإرادي للأدوية لدى الشباب، خاصة الإناث، بغرض الانتحار بسبب عوامل اجتماعية واقتصادية ونفسية، وكذا عند مشكل التسممات الناتجة عن الأخطاء الطبية، بسبب عدم إعطاء الصيدلاني للدواء المناسب أو عدم كتابة الطبيب لاسم الدواء بطريقة واضحة. وشددت في هذا السياق على ضرورة تبسيط المعلومات الخاصة بكيفية استعمال الأدوية «لاسيما من خلال تضمين نشرة الدواء التي تكون موجودة بداخله رموزا وتعبيرات مبسطة تشرح للمواطنين كيفية استعماله بالشكل الصحيح». من جهتها، قالت الدكتورة عبادي فاطمة، مختصة في علم التسممات واليقظة الدوائية، إن المركز يسجل سنة بعد أخرى ارتفاعا في عدد حالات التسمم الناتجة عن الأدوية، بسبب تنامي مشكل الاستعمال الذاتي للدواء واعتماد المرضى على بعض الوصفات الطبية الموجودة على شبكة الانترنت بدلا من التوجه إلى الطبيب، في غياب تام لأي وعي بخطورة هذه الطرق في العلاج والمضاعفات المترتبة عنها. كما سجلت تنامي وعي المواطنين المغاربة بدور المركز، الذي قالت إنه أصبح يتلقى عددا أكبر من الاتصالات من المواطنين للاستفسار بشأن الإجراءات الواجب اتخاذها في حال الإصابة بالتسمم. وأبرزت من ناحية أخرى، خطورة الأدوية المهربة، مؤكدة أن هذا المشكل يطرح بحدة بالجهة الشرقية، بسبب توافر هذا النوع من الأدوية بكثرة وعدم صلاحيتها وسوء استعمالها «، وهو ما يجعل هذه الجهة تحتل المرتبة الثالثة في المغرب من حيث عدد التسممات الدوائية المسجلة».