تعرض 3151 شخصا لعض كلاب من مختلف الأنواع بالدارالبيضاء، أكثرهم ضحايا هجوم الكلاب الضالة، خلال الفترة الممتدة من نونبر 2010 إلى 2011. وسجل هذا العدد من الأشخاص المصابين بداء السعر وأغلبهم من سكان أنفا وحي المعاريف وابن مسيك وبوسكورة...، ارتفاعا مقارنة مع سنة 2009، حيث لم يسجل سوى 1922 مصابا بداء السعار. فيما تشير إحصائيات مديرية حفظ الصحة لسنتي 2009-2010، إلى أنه تم القبض على كلاب وقطط ضالة بمختلف مقاطعات المدينة، وصل عددها إلى 5723 كلبا، و720 قطة. وقد أنفقت الجماعة الحضرية للدار البيضاء حسب تقرير سنوي لمصلحة حفظ الصحة، مبلغ 150 مليون سنتيم كمصاريف للقاح ضد داء السعار برسم السنة المالية 2010 و2011. فيما تكلف محاربة مضاعفات عض الكلاب، المخصصة لمعهد باستور فقط، لأجل إجراءات التلقيح ضد داء السعار (داء الكلب)، حوالي 2 مليار سنتيم من ميزانية الدولة. وعموما، يبلغ معدل الإصابة بالسعار لدى الإنسان بالمغرب حسب إحصائيات رسمية 22 حالة سنويا، 85 في المائة منها تحدث نتيجة التعرض لعضة كلب، مقابل 416 حالة سعار لدى الحيوان. وأبرز مسؤول صحي ل «التجديد»أن الكلاب الضالة تأتي على رأس قائمة الحيوانات المتسببة في المرض بالمغرب، تليها القطط والأحصنة والأبقار، ثم أنواع أخرى من الحيوانات. وتتسبب الإصابة بداء السعار، أو ما يعرف بمرض «الجهل»، في العديد من الوفيات، 90 في المائة منها - حسب المصدر ذاته- تأتي نتيجة تعرض الإنسان لعضة كلب ضال، حامل للفيروس المسؤول عن المرض. وأوضح المسؤول الصحي أن جل الوفيات الناتجة عن السعار في المغرب تحدث بسبب تأخر المصابين في أخذ اللقاحات المضادة، مباشرة بعد تعرضهم لعضة أو خدوش من حيوانات مسعورة، أو لرفضهم إتمام البرنامج البروتوكولي للقاحات، الذي يؤخذ يجرعات متفرقة يحدد موعدها الطبيب. وتبلغ تكاليف العلاج حسب المصدر ذاته، حوالي 812 درهما، إذ يصل ثمن اللقاح إلى 448 درهما، أما الأمصال فيحدد ثمنها حسب الجرعة التي يتلقاها المصاب، والتي تتراوح بين 100 و364 درهما، حسب الوزن، إضافة إلى الأدوية التي تستعمل في حالة إصابة الضحية بمضاعفات، مثل التعفنات أو التهابات جلدية، أو تمزقات إثر التعرض لهجوم من طرف كلاب شرسة، مثل «بيت بول»... للإشارة، فقد كانت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية عممت مذكرة على خطباء المساجد، منذ سنتين، تحث من خلالها على ضرورة تلقيح الكلاب، تفاديا لإصابتها بداء الكلَب (السعار). وترمي هذه المذكرة إلى تجنب المخاطر، التي تنجم عن عض الكلاب غير الملقحة. ويذكر أن داء السعار، هو مرض فيروسي حيواني، وينتقل من الحيوانات إلى البشر عن طريق العض أو الخدش، وتعتبر الكلاب المسعورة أهم ناقل لهذا المرض.