يواصل الأسرى الفلسطينيون في السجون الصهيونية إضراب «الكرامة» عن الطعام لليوم 21 على التوالي لتحقيق مطالبهم الإنسانية العادلة، غير آبهين بمحاولات إدارة السجون الصهيونية ثنيهم عن إضرابهم بالترغيب تارة والترهيب بتارات أخرى. وحذرت مصادر فلسطينية، أول أمس، من خطر حقيقي يتهدد حياة أسرى مضربين عن الطعام لليوم العشرين، وآخرين مضربين للشهر الثالث. وقالت الإذاعة الصهيونية إن المنظومة الأمنية في الكيان تخشى من تدهور صحة الأسير بلال ذياب المضرب منذ 70 يوماً. ونقل ذياب للمستشفى مرتين الأسبوع الماضي بعد تدهور صحته، غير أنه رفض التعاون مع طاقم المستشفى بسبب عدم عرضه على طبيب خارجي، وعدم السماح له بلقاء عائلته وتكبيله بالقيود. وتقول مؤسسات حقوقية إن عدداً كبيراً من الأسرى المضربين عن الطعام يعانون أمراضاً مزمنة وإن حياتهم في خطر حقيقي في حال استمر الإضراب. وأكد الأسرى الفلسطينيون المضربون عن الطعام في معتقل «نفحة» الصحراوي الصهيوني أنهم سينتقلون اعتبارًا من يوم أمس الاثنين إلى الجزء الثاني من خطتهم المتعلقة بالإضراب المفتوح عن الطعام. وقال الأسرى في بيان صادر عنهم، في اليوم العشرين من الإضراب، ونشر نصه «المركز الفلسطيني للإعلام»: «ها نحن قد أنهينا يومنا العشرين في هذه الملحمة الأسطورية وما زلنا شامخين شموخ جبال فلسطين وما زال في جعبتنا الكثير الكثير لنقوله للاحتلال والسجّان وللعالم الصامت على مآسينا، وسنبدأ منذ هذا اليوم في الجزء الثاني من خطتنا والتي تحوي الكثير مما سيفاجئ العدو الصهيوني وسيكون التكبير والطرق على أبواب زنازيننا إعلاناً منا مجاهدين ومناضلين ورفاق عن بدء هذه المرحلة من الصراع والتي كلنا ثقة على أننا سنخوضها بنفس الزخم المستمر في هذه المعركة الأسطورية». وأضاف الأسرى: «لقد خضنا معركة الأمعاء الخاوية منذ السابع عشر من أبريل قبل عشرين يوماً لإسماع صوتنا للعالم كله وللمطالبة بحقوقنا الإنسانية، وجعلنا شعارنا في هذه المعركة « نحيا كراماً أو نموت»، ولكن صلف المحتل الصهيوني جعله يظن أننا لن نستطيع الاستمرار في معركتنا ونحن هنا نعيد التأكيد على أننا أقسمنا على ألا نفك إضرابنا حتى تتحقق مطالبنا». وتابع الأسرى أن «الردود الهزيلة التي وصلت إلى مسامعنا حول مطالبنا لا ترتقِ حتى لمجرد النظر فيها فضلاً عن دراستها، لنؤكد أيضاً أن الجهة الوحيدة المخوّلة بالتفاوض مع مصلحة السجون هي لجنة قيادة الإضراب والتي تعرفها إدارة السجون جيداً، ولن نقبل أن يقوم أي أسير غير مضرب بالتفاوض مستغلاً جوعنا ومعاناتنا وسنحاسب لاحقاً كل المتسلقين الذين يحاولون بناء أمجادهم الشخصية على أشلائنا». إخفاق لوقف الإضراب وفي التطورات، قال عضو اللجنة القيادية للإضراب، ومسؤول أسرى حركة حماس في سجن جلبوع، الأسير محمد صبحة، إن معظم قادة الإضراب قد تم عزلهم وتوزيعهم على السجون، وإن جميع محاولات مصلحة السجون بشق صف الحركة الأسيرة باءت بالفشل وتكسرت على صخرة صمود الحركة الأسيرة. وأضاف الصبحة في رسالة بعثها ل«مركز أحرار لدراسات الأسرى وحقوق الإنسان» ومقرها في الضفة المحتلة، أمس، أن الإضراب يسير بشكل أفضل مما خطط له, ومعنويات الأسرى عالية، وجميع ممارسات مصلحة السجون بحقهم كانت معروفة مسبقا لديهم. وأشار الصبحة إلى أن الحركة الأسيرة بكافة فصائلها موحدة، ومستعدة لما هو أسوأ، قائلاً «ستكتشف مصلحة السجون أنها ارتقت مرتقا صعبا لأننا أقسمنا على كتاب الله ألا نتراجع حتى تحقيق مطالبنا». وأشار صبحة إلى أن المرضى من الأسرى يتسابقون للإضراب كما الأصحاء، ورغم أن الأسرى المرضى معفيون من الإضراب عرفًا إلا أنهم أصروا على المشاركة، وتابع «وهذا يدلل على مستوى التصميم العالي الذي تتمتع به الحركة الأسيرة». وبدوره، أكد فؤاد الخفش مدير مركز «أحرار»، وجود تصدع في مواقف مصلحة السجون وقال: «هناك مناورات ومحاولات للاستفراد، ولكنهم يفاجِأوا كلما عقدوا اجتماعًا بمقولة واحدة: هناك قيادة موحدة للإضراب، اذهبوا وتفاوضوا معها، ولنا مطالب واضحة لن نتراجع عنها». وشدد الخفش على تماسك الحركة الأسيرة وتصميمها على إلغاء العزل الانفرادي وكسر قانون شاليط وتحسين ظروف السجن لجميع المعتقلين. تدويل ملف الأسرى وفي القاهرة طلبت جامعة الدول العربية، أول أمس، من المجموعة العربية في نيويورك بتقديم طلب لعقد جلسة استثنائية للجمعية العامة لمناقشة قضية الأسرى، ومتابعة تكليف المجموعة العربية في نيويورك بتقديم طلب للجمعية العامة للأمم المتحدة لاستصدار قرار بطلب رأي استشاري من محكمة العدل الدولية في لاهاي حول الوضع القانوني للأسرى. ووافق المجلس، في اجتماعه الاستثنائي بشأن التضامن مع الاسرى برئاسة الكويت، على تشكيل لجنة تحضيرية بالتنسيق مع الأمانة العامة لجامعة الدول العربية للبدء فورا للتحضير للمؤتمر الدولي الخاص بالأسرى، وذلك تنفيذاً لقرار قمة بغداد الأخير رقم (551)، دورة عادية 23 وكذلك تنفيذاً لقرار قمة سرت رقم (504)، دورة عادية 22. وأوضح السفير أحمد بن حلي نائب الأمين العام للجامعة في كلمته في افتتاح الاجتماع أن هناك عدة مسارات سياسية وقانونية وإعلامية لدعم قضية الأسرى أمام المحافل الدولية، في مقدمتها عقد دورة خاصة للجمعية العامة للأمم المتحدة بشكل عاجل لبحث هذه القضية والطلب من المجموعة العربية في نيويورك والتنسيق مع المجموعات الأخرى لدعم قضية الأسرى، ومتابعة تنفيذ قرارات قمتي سرت 2010 وبغداد 2012 للإسراع بعقد مؤتمر دولي حول أوضاع الأسرى. ووجه المجلس تحية إعزاز وإكبار لجميع الأسرى، وأكد التضامن الكامل معهم في معركتهم وإضرابهم المفتوح عن الطعام، للتعبير عن رفضهم للسياسات القمعية والممارسات الخطرة واللاإنسانية، والانتهاكات الجسيمة التي يتعرضون لها من سلطات الاحتلال. وطالب المجلس بالإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الأسرى الفلسطينيين والعرب، وأدان استمرار احتجاز واختطاف الكيان الصهيوني لآلاف الأسرى في مخالفة صارخة لجميع المبادئ والشرائع الإنسانية والدولية، وفي انتهاك فاضح للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني واتفاقيات جنيف، وتحميلها المسؤولية الكاملة عن سلامة وحياة جميع الأسرى. كما ندد بالإجراءات والانتهاكات الصهيونية بحق الأسرى في محاولة لكسر إرادتهم وصمودهم وإخضاعهم لسياسات عنصرية، وتشريع قوانين جديدة، وطالب الكيان بالوقف الفوري لسياسة الاعتقال الإداري وسياسة العزل الانفرادي. وكانت السلطة الفلسطينية وحركة “حماس” طالبتا الجامعة، في وقت سابق، قبل الاجتماع بتفعيل الملف دولياً سعياً للضغط على الكيان لوقف إجراءاته بحقهم.