واصل الأسرى الفلسطينيون في سجون الاحتلال الصهيوني إضرابهم المفتوح عن الطعام في إصرار منهم على انتزاع حقوقهم المشروعة التي أعلنوا عنها قبل الشروع في الإضراب. ومع دخول معركة الأمعاء الخاوية» يومها السادس، كشفت مصادر حقوقية فلسطينية أن السجانين الصهاينة شنوا حملة واسعة ضد الأسرى الفلسطينيين في سجن «عسقلان» منذ اللحظة الأولى لإعلانهم الإضراب المفتوح عن الطعام لإرغامهم على وقفه. وذكر «نادي الأسير الفلسطيني» في بيان له، يوم السبت 21 أبريل 2012، أن إدارة سجن “عسقلان” الصهيوني شنّت حملة واسعة ضد الأسرى منذ اللحظة الأولى لإعلانهم الإضراب المفتوح عن الطعام ضمن معركة “الوفاء والعهد”، لإرغامهم على وقف الإضراب، موضحاً أنهم أعلنوا إصرارهم على المضي بالمعركة رغم تهديدات الإدارة، موجهين نداء إلى جميع القوى والفصائل وجماهير الشعب الفلسطيني لدعم معركتهم حتى انتزاع مطالبهم. وخلال زيارة محامي النادي لسجن عسقلان التقى ممثل الأسرى ناصر محمد يوسف ناجي من رام الله الذي يقضي حكما بالسجن المؤبد 7 مرات إضافة إلى 50 عاماً. وأفاد أن أسرى من جميع الفصائل انخرطوا في الإضراب منذ الثلاثاء، ونتيجة لذلك دهمت الإدارة الأقسام وصادرت كل ممتلكات الأسرى الشخصية بما فيها “الحرامات” والملح، وبقي لكل أسير فقط “النعل” ومواد التنظيف. ويواصل أكثر من ألفي أسير فلسطيني وعربي، لليوم السادس على التوالي، إضرابهم المفتوح عن الطعام للمطالبة بحقوقهم ووقف الممارسات العنصرية التي تنتهجها سلطات المعتقلات بحقهم. وقال مدير “مركز أحرار لدراسات الأسرى” الأسير المحرر فؤاد الخفش، إن اليوم الخامس (أول أمس) للإضراب تزامن مع العطلة اليهودية الأسبوعية، مما دفع إدارات السجون إلى تفريغ غضبها على الأسرى المضربين انتقاماً منهم لحرمانها من العطلة بسبب الاستنفار. وذكر أن مصلحة السجون أجرت سلسلة اقتحامات وتفتيشات كبيرة في السجون، انتقامًا من الأسرى ولمحاولة كسر إرادتهم. ودعا الخفش إلى تكثيف التفاعل الجماهيري والفعاليات التضامنية لدعم وإسناد الأسرى في معركتهم العادلة ضد سلطات الاحتلال. وقال “أناشد الأسرى المحررين، وذوي الأسرى، وأبناء شعبنا الفلسطيني العظيم، وكل الأحرار، أن يهبوا للوقوف إلى جانب الأسرى في إضراب الكرامة، وعدم تركهم وحيدين في مواجهة السجان”. وتعهدت المنظمة العربية لحقوق الإنسان بالدفاع عن قضية الأسرى الفلسطينيين في المحافل الدولية والعربية، بما يشكل ضغطاً على الاحتلال للاستجابة لمطالب الأسرى العادلة، الذين يخوضون إضراباً مفتوحاً عن الطعام لليوم الخامس على التوالي. وأعلن الأمين العام للمنظمة علاء شلبي، عقب لقائه في غزة، أول أمس، رئيس الحكومة الفلسطينية إسماعيل هنية، أنّ المنظمة ستعمل بالتعاون مع المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان على ملاحقة مجرمي الحرب “الإسرائيليين” في جميع المحافل الدولية. وقال شلبي في مؤتمر صحفي مقتضب، “نعمل على تدويل قضية الأسرى منذ زمن، وسنطور جهودنا لنكون حاضرين مع هذا النضال الفلسطيني”. وأكد أنّ قضية الأسرى مركزية بالنسبة إلى المنظمة العربية لحقوق الإنسان، متعهداً بفعاليات تضامنية سيتم تنفيذها لدعم وإسناد أسر الشهداء والأسرى. وشدد على أنّ الشعوب العربية بعد “الربيع العربي” لن تقبل مزيداً من العدوان “الإسرائيلي” على غزة. بدوره، قال الناطق باسم حكومة هنية، طاهر النونو، إن زيارة وفد المنظمة الحقوقية للقطاع تشكل دعماً أساسياً لكل منظومة الحقوق الفلسطينية وعلى رأسها الأسرى. «مشعل» يتوعد الاحتلال إلى ذلك، دعا رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) خالد مشعل الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال للتوحد والانضمام إلى معركة الأمعاء الخاوية التي يخوضها عدد كبير من زملائهم، والتفاعل معها عرباً ومسلمين وأحرارا في العالم كله. وتوعد مشعل في كلمة له خلال لقاء تضامني مع الأسرى المضربين عن الطعام نظمته السفارة الفلسطينية في الدوحة، أول أمس، بحضور عدد من الأسرى المحررين في قطر وحشد من أبناء الجالية الفلسطينية بإخراج الأسرى من سجون الاحتلال قهراً ورغماً عن «إسرائيل»، ورئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو. وقال إنَّ «التضامن مع الأسرى هو بعض الواجب نحو أسرانا العظماء في معركتهم، وهي معركة «العهد والوفاء» ضمن معارك الحركة الأسيرة سعياً للحرية وإسهاماً منهم في بناء الوطن والحرية ومواجهة العدو الصهيوني». وأكَّد مشعل أن الأسرى يسعون لأمرين أولهما إنهاء سياسة العزل التي طبقت على المئات الذين قضوا سنوات في زنازين ضيقة، والمطلب الثاني هو إنهاء ما يعرف بقانون شاليط الذي زاد من معاناة الأسرى، وفرض عليهم عقوبات غير مبررة، موضحاً أن الأسر هو عقوبة ظالمة؛ فكيف يترافق مع قوانين جديدة مشددة من السجان. وتوعد مشعل بإطلاق سراح الأسرى، وقال: «إنَّ هدفنا هو ضمان حريتهم، وهذا وعد حقيقي، وليس نظريا وبحول الله سوف نراهم أحرارا رغما عن نتنياهو، وقوانين «إسرائيل» ومن والاها وحالفها». وأضاف « نقول لأسرانا ليس مطلبنا أن ينتهي العزل، وقانون شاليط؛ ولكن الغاية المنشودة أن نخرجكم من السجون قهراً، إن شاء الله، والمقاومة قادرة على تحقيق هذا الهدف». ودعا مشعل إلى تعزيز المصالحة والوحدة الفلسطينية، قائلاً:» إن وجودنا في السفارة الفلسطينية في الدوحة هو مظهر لوحدتنا، ومن غير المعقول أن يتوحد الفلسطينيون في السجون الصهيونية، ويختلفون خارجها». وتقدم مشعل بالتحية إلى الأسرى المضربين عن الطعام في سجون الاحتلال، وذكر منهم عباس السيد وجمال أبو الهيجا وعبد الله البرغوثي وعثمان بلال وأحمد سعدات وناصر أبو حميد. ودعا الشعب الفلسطيني وقواه في الداخل والشتات للتعاطي مع قضية الأسرى والتفاعل معها؛ «لأنها معركة حقيقية يخوضها أناس مثقلون بمصيبة الأسر، ويخوضون الآن معها معركة الأمعاء الخاوية». وشدد مشعل على أن قضية الأسرى هي جزء جوهري من القضية الفلسطينية، وقال:» إنَّ القضية هي قضية الأرض، والمقدسات والإنسان، وبناء دولتنا المستقلة والسيادة، ونبذ الانقسام، والتخلص من الاستيطان، وتعميق صلاتنا بأمتنا العربية والإسلامية؛ لذلك فالواجب دعم الأسرى الذين صنعوا مجد فلسطين، وهذا المجد بناه الشهداء والأسرى، والقابضون على الزناد، ومن احتضنهم وساندهم».