منذ أقام اليهود الصهاينة كيانهم الغاصب في فلسطين، وهم يتحرشون بالمسجد الأقصى المبارك لهدمه ومحوه، بحثا عما يسمونه (هيكل سليمان)، سعيا لإعادة بناء هذا الهيكل المزعوم. نحن المسلمون لا نستبعد ولا ننكر أن يكون نبي الله سليمان عليه الصلاة والسلام قد شيد معبدا تاريخيا يجتمع فيه المؤمنون لعبادة الله تعالى، ولكن قد جاءت بعده عصور وعصور. ثم جاءت المسيحية العيسوية، فأقامت كنائس يذكر فيها الله ويعبد. ثم جاء الإسلام فأقام مساجده أيضا لذكر الله وعبادته، ومنها المسجد الأقصى. وهكذا تتوالى عبر العصور - كما قال الله تعالى - (صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا) (الحج : 40). ولكن الضالين من اليهود الصهاينة يزعمون البحث عن الهيكل نفسه الذي بناه سليمان منذ ثلاثين قرنا...! وفي سبيل البحث عنه والعثور عليه بعينه يعملون على هدم كل شيء بناه المسيحيون أو المسلمون، وخاصة في مدينة القدس. وما زال بحثهم وهدمهم متواصلين، تنفيذا لنظرية رئيسهم الأول - ديفيد بن غوريون - القائل في وصيته: «لا معنى لإسرائيل بدون القدس، ولا معنى للقدس بدون الهيكل». الجديد في الأمر هو ظهور «هيكل سليمان» هذه الأيام، لكن في مصر وليس في فلسطين، وفي القاهرة وليس في القدس. لقد ظهر فجأة بعد أن اختفى تماما منذ عهد الثورة. نعم لقد رأينا بأعيننا «هيكل سليمان» وهو يتهادى ويخطو بضع خطوات، محفوفا بحراس المعبد. بل رأينا معه وخلفه من يرفعون صور «لواء سليمان». لقد بحثوا عنه ونفضوا عنه الغبار وأخرجوه، ثم جاؤوا به وأعلنوه مرشحا لرئاسة مصر العظيمة، مصر الثورة!! فيا صهاينة اليهود أبشروا وانتظروا... لكن القضية هي: هل سيكف اليهود الصهاينة أخيرا عن بحثهم، ويعترفوا أن «هيكل سليمان» قد عثر عليه في مصر، وأن المشكلة قد انتهت، وما عليهم إلا التعويل على «هيكل سليمان» الجديد، الذي سيكون - كما كان دائما - أنفع لهم من هيكلهم القديم الموهوم؟ أم أن الهيكل الجديد سيختفي كما اختفى الهيكل القديم؟