خلص اللقاء الذي جمع الأمين لحزب العدالة والتنمية عبد الإله بنكيران يوم الأربعاء 22 فبراير 2012، مع وفد من هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي المعارض بسوريا، برئاسة الدكتور هيثم مناع نائب المنسق العام ورئيس الهيئة بالمهجر، إلى ضرورة إيجاد الحل للقضية السورية في الإطار الوطني بما يحفظ وحدة البلد شعبا وأرضا، مع التأكيد على دعم المبادرة العربية وضرورة تعزيز دور المملكة المغربية في جهود إيقاف نزيف الدم. اللقاء الذي يأتي ضمن سلسلة لقاءات يعقدها المعارضون السوريون مع مجموعة من الأحزاب السياسية والفعاليات المجتمعية المختلفة للتباحث والتشاور حول الوضع السوري، نص كذلك على رفض التدخل العسكري الخارجي خدمة للانتقال في سوريا من الاستبداد والحزب الوحيد إلى الديمقراطية والتأكيد على استمرار التواصل والتعاون المغربي السوري. وأكد المجتمعون في ذات اللقاء على ضرورة تقوية وتوحيد العمل بين مكونات المعارضة السورية، ومع الجالية الموجودة في الخارج للإسهام الفعال في تجاوز الوضعية المأساوية القائمة في سوريا. وفي هذا السياق قال بنكيران عقب اللقاء «إن علاقة الشعب المغربي مع الشعب السوري موغلة في القدم، مؤكدا أن هناك روابط مشتركة بين الشعبين لأننا يضيف بنكيران «أمة واحدة وبيننا شهداء في الجولان وغيرها حيث اختلطت دماؤنا». وأضاف بنكيران في تصريح مقتضب للصحفيين،»عبرنا لهم عن مساندتنا المطلقة وعن أملنا في توحيد الصفوف في سورية لإيجاد حل للأزمة، لكي تنقص التكلفة، ويخرج من هذه الورطة التي هو فيها وحتى يتوقف حمام الدم ويعاد الشعب السوري مسيرة نحو الديمقراطية». من جهته أكد رئيس المجلس الوطني لحزب المصباح، سعد الدين العثماني أن المغرب يقوم بجهود حثيثة لحل الأزمة في سوريا، وتدخل من أجل وقف النزيف السوري، والتخفيف من معاناته، مؤكدا عقب اللقاء أن هذا الأخير يأتي في سياق الإعداد لمؤتمر أصدقاء سوريا الذي سينظم في تونس بمشاركة مغربية. إلى ذلك قال هيثم مناع رئيس الوفد ونائب المنسق العام ورئيس الهيئة بالمهجر، إن الهدف من هذه الزيارة يتمثل في « نقل صورة حقيقية عن الوضع الذي تعيشه سورية منذ 11 شهرا على الصعيد المحلي والعمل على تجاوز التعقيدات الإقليمية التي ترافق الأحداث «. وأوضح مناع أن هذه الزيارة تأتي في إطار «محاولات التنسيق من أجل إنجاح المبادرة العربية ورسم معالم المرحلة الانتقالية داخل سورية بمساعدة الجامعة العربية والدول العربية خاصة منها المغرب الذي يضطلع بدور هام فيها « وحضر اللقاء عن حزب العدالة والتنمية، إضافة إلى عبد الإله بنكيران، نائبه عبد الله بها، ورئيس المجلس الوطني للحزب سعد الدين العثماني، ورئيس فريقه بمجلس النواب عزيز العماري بعض من أعضاء أمانته العامة، وعن الجانب السوري هيثم مناع وعبد المجيد منجونة ورجاء الناصر، وشكل اللقاء مناسبة لشرح موقف هيئة التنسيق الوطني تطورات الأوضاع في سوريا. هذا وسبق لقاء الهيئة مع قيادة العدالة والتنمية لقاء مع حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، وتلاه لقاء أخر مع حزب التقدم والاشتراكية، عبر خلاله الحزب عن دعمه لجهود المعارضة السورية لمواجهة «تعنت النظام السوري» في طريق بناء مجتمع ديمقراطي وفق مقاربة سلمية تستجيب لتطلعات الشعب السوري. وتأتي هذه اللقاءات التي تجريها المعارضة السورية مع الهيئات والمنظمات والأحزاب السياسية المغربية لحشد الدعم السياسي للمطالبة بتغير النظام السوري الذي يقوده بشار الأسد بعد تزايد العنف ضد الشعب السوري، في الوقت الذي كان فيه المغرب قد قدم في وقت سابق مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي للمطالبة بنقل السلطة في سوريا، غير أن الفيتو الروسي والصيني افشلا القرار.