ينتظر أن يبحث عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة الحالية، والأمين العام لحزب العدالة والتنمية، صباح اليوم الأربعاء، مع عدد من قيادات المعارضة السورية، تمثل هيئة التنسيق والتغيير الديمقراطي، سبل دعم الثورة السورية. فيما سيستبق وفد الهيئة، الذي يترأسه الحقوقي السوري المعروف هيثم مناع لقاءه مع بنكيران وقيادات من حزب العدالة والتنمية بالمقر الرئيسي للحزب بحي الليمون بالرباط، بلقاء مماثل مع قيادات الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، على أن تعقد مساء اليوم ندوة صحافية لأعضاء الهيئة. وحسب مصادر سورية، فإن بنكيران حرص على أن يكون لقاؤه مع الهيئة، باعتبارها فصيلا من الفصائل المكونة للمعارضة السورية، بصفته أمينا عاما لحزب العدالة والتنمية وليس رئيسا للحكومة المغربية، مشيرة إلى بنكيران اعتبر هذا الشرط ضروريا لاستقبال وفد هيئة التنسيق خلال رده على طلب تقدمت به خلال الأيام الماضية رابطة الجالية العربية السورية بالمغرب. وأوضحت المصادر ذاتها أن لقاء وفد الهيئة، الذي يرأسه هيثم مناع وعبد المجيد منجونة ورجاء الناصر، بالأمين العام لحزب العدالة والتنمية يروم تقديم توضيحات حول رؤية هيئة التنسيق بشأن الثورة السورية، والتي تختلف عن رؤية المجلس الوطني الانتقالي بقيادة برهان غليون، وكذا طلب الدعم المغربي فيما يخص إقرار حل عربي بعيدا عن التدخل الأجنبي الذي تدعو إليه بعض مكونات المعارضة. وقالت المصادر: «سنطلب مساعدة المغرب لكونه قدم المبادرة العربية في مجلس الأمن وكرائد في الديمقراطية من أجل مساعدتنا لإيجاد حل عربي بعيدا عن التدخل لأننا لا نريد عراقا أو ليبيا جديدين»، مضيفة «نريد حلا عربيا مقبولا ونرفض أي تدخل أجنبي أو العمل وفق أجندة أي دولة». من جهة أخرى، أوضح موقع هيئة التنسيق أن لقاء ابن كيران مع هيئة التنسيق والتغيير جاء بناء على دعوة رسمية من رئيس الحكومة، وهي الدعوة الثانية من مسؤول عربي كبير بعد دعوة الرئيس التونسي المنصف المرزوقي، الذي تستضيف بلاده مؤتمر أصدقاء سوريا بعد غد الجمعة، وتأمل أن تحضره فصائل المعارضة السورية بوفد موحد. وتسبق الدعوة مؤتمر «أصدقاء سوريا»، الذي يأمل بعض منظميه أن ينتهي إلى اعتراف بالمعارضة السورية، حيث يراهن أمين عام جامعة الدول العربية نبيل العربي على إمكانية جمع فصائل المعارضة في هيئة واحدة قبل المؤتمر المقرر في تونس في 24 الشهر، أو على الأقل في وفد واحد، وهو ما يبدي رموز هيئة التنسيق شكوكاً بشأنه، خصوصاً في ضوء «ميول أعضاء كثر في المجلس الوطني لحل التدخل الخارجي» في سوريا، وهو ما ترفضه الهيئة بشكل قاطع، مفضلة الضغط السياسي والاقتصادي بشكل رئيس في التعاطي مع النظام السوري. وفيما أعلنت رابطة الجالية العربية السورية بالمغرب، من خلال بيان لها تتوفر «المساء» على نسخة منه، أن وفدا، يمثل هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي المعارضة، يقوم بزيارة للمملكة للقيام بمجموعة من اللقاءات مع الأحزاب المغربية ومنظمات المجتمع المدني، أوضحت مصادر سورية أن الوفد الذي يزور المغرب يتكون من «عناصر محسوبة على النظام السوري تبغي التشويش وتشتيت صفوف الثوار والالتفاف على تحركاتهم لحشد التأييد الدولي للثورة السورية». مصادر سورية أخرى أوضحت أن الاختلاف بين فصائل المعارضة السورية قائم بحدة حول منهج التعامل مع النظام السوري. وفي الوقت الذي ينتظر أن يكون وفد الهيئة المتكون من تسعة أشخاص قد حل مساء أمس الثلاثاء بمطار محمد الخامس بالدار البيضاء، كشف مصدر من الوفد أن تكاليف الإقامة وزيارة المملكة هي على نفقة الهيئة، مشيرا في هذا الصدد إلى أن الوفد اضطر إلى كراء شقة بالعاصمة من أجل إقامة أعضاء الوفد بالعاصمة. ولا يعرف إن كان الوفد السوري سيطالب ابن كيران والقيادات السياسية التي سيلتقيها بإغلاق سفارة سوريا في الرباط، وهو الإغلاق الذي اعتبره وزير الخارجية والتعاون سعد الدين العثماني، «قيد الدرس»، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن هناك اتجاها للانفتاح أكثر على المعارضة السورية. وكان الوزير المغربي صرح مؤخرا بمجلس النواب أن القضية السورية تعد بالنسبة إلى المغرب مسألة جوهرية وإنسانية بالأساس اعتبارا للمأساة الحقيقية التي يعانيها الشعب السوري.