أثار ملف الاحتراف الذي طرحته الجامعة بداية الموسم الحالي الكثير من الكلام، حول خلفية طرحه في هذا الوقت بالذات، والظروف التي واكبته إلى أن تم تجميده، التقينا السيد محمد الكرتيلي الذي أثار معنا الكثير من المواضيع التي تشغل بال الرأي العام الوطني، وقد حاولنا قدر الإمكان ملامسة جميع جوانب مشروع الاحتراف بالنظر إلى موقع السيد الكرتيلي داخل المكتب الجامعي. كيف هي أجواء بطولة هذا الموسم؟ أعتقد أن بطولة هذه السنة لا تختلف كثيرا عن السنوات الماضية خاصة وأن أحوال كرة القدم لا تزال على حالها بمشاكلها وأزماتها، سواء على مستوى التجهيزات الرياضية أو التكوين أو الإمكانات المادية بالنسبة للأندية، ولكن الجديد في هذه البطولة هو أنه لأول مرة يتم احترامها بنسبة 99% والدليل على ذلك أننا حتى الآن لم نتعرف على الفريق البطل ولم نعرف من سينزل إلى القسم الثاني كما كان الشأن عليه سابقا، كما أن البطولة حافظت على مصداقيتها وعلى مفاجئاتها وذلك راجع بالأساس إلى احترام جدولة المقابلات، فخلال هذا الموسم لم تكن هناك مقابلات مؤجلة لأي فريق كان، بل إن البطولة سارت بشكل عادي وعلى قدم المساواة بالنسبة لجميع الفرق مما أضفى عليها نوعا من الفرجة والجاذبية، وحتى إن كانت بطولتنا قد تميزت بهذا الشيء فذلك لا يعني أنها بصحة جيدة بل إن مستوى كرة القدم الوطنية بحاجة إلى كثير من الإجراءات، والحديث عن بطولتنا الوطنية لا يمكن أن ينحصر في بطولة الكبار لأنها محدودة في الزمان والمكان. وهل ظهر ذلك بعد نكسة مالي؟ أجل لقد اتضح ذلك بعد مالي، وعندما نتحدث عن نكسة مالي لابد وأن نتحدث عن الخلف، وفي نظري أن هذا الخلف موجود لكنه يهيئ في ظروف أقل ما يقال عنها أنها بدائية، وفي أراضي غير معشوشبة وملاعب من الطوب والحجر، وأراضي تكون أحيانا. من الزفت، وبالتالي في ظروف غير طبيعية، في وقت نجد أن كرة القدم الآن لا يمكن تلقينها إلا في مراكز التكوين وهذه المراكز تبقى نقطة سوداء في تاريخ كرة القدم الوطنية، لأنه وفي إطار دفترالتحملات الذي وضعته الجامعة لابد من توفر المراكز على ملاعب معشوشبة حتى يكون التكوين سليما إضافة إلى المكونين أنفسهم. ولكن لدينا أطرا وطنية كفئة؟ طبعا لدينا أطرا لكنها ليست كلها مكونة، لأنه هناك فرق بين المكون والمدرب، هذا الأخير يبدأ عمله حين ينتهي عمل المكون الذي يهيئ لنا الطفل والشاب ليكون لاعب كرة قدم مميز، وكل هذا يجرنا إلى سؤال أساسي هل لدينا الإمكانيات المادية للقيام بكل هذه الإجراءات التي تتطلب مجهودات مالية كبيرة. فمن المسؤول؟ الجامعة لا يمكن لها أن توفر هذه الإمكانيات المادية لأنها جمعية تشتغل في إطار تطوعي وعملها هو تنظيم البطولات، أما التجهيزات الرياضية ومدارس تكوين الأطر فهذه كلها تتعلق بالدولة فماذا أعدت الدولة في هذا المجال؟ إذن المشكل هو غياب الإرادة السياسية؟ أعتقد شخصيا أن الإرادة السياسية متوفرة، لأنه عندما نتحدث عن الإرادة السياسية فنحن تحدث عنها في أعلى المستويات وأؤكد أنها متوفرة وإلا لما أعطى الملك الضوء الأخضر لتنظيم كأس العالم 2010. خلال هذا الموسم ظهر ملف الحتراف إلى الوجود وبعد أخد ورد تم اعتماد مشروع أحمد عمور وتأجل مرة أخرى والبعض يقول إنه مجرد ملف للاستهلاك؟ ما هو تعليقكم؟ أولا لابد من تصحيح المفاهيم فليس هناك مشروع إسمه أحمد عمور بتاتا ولم يكن في يوم من الأيام مشروع بهذا الإسم، فهذا المشروع يعود إلى الجامعة الملكية المغربية وكانت أول مبادرة من قبل المجموعة الوطنية لكرة القدم وهذا فقط لتوضيح، أما عن ملف الاحتراف الذي قلت أنه كان للاستهلاك، فلا يجب أن نقتصر على جزء من العملية دون التطرق إلى مضمون وعمق الملف، وبخصوص أسباب إخراج هذا الملف، فهو قناعة الجامعة بضرورة الانتقال من ممارسة الهواية إلى ممارسة الاحتراف، وقد هيأت الخطوط العريضة لمشروع الانتقال إلى الاحتراف واجتمعت مع وزير الشبيبة والرياضة الذي تبنى هذا المشروع بل وأضاف عددا من أطر الوزارة إلى اللجنة الخماسية المكلفة بالملف، وقد وضعنا شرطا أساسيا لإتمام المشروع وهو ضرورة تدخل الحكومة عن طريق دعم الأندية ماديا وقلنا بالحرف، إلم تتدخل الحكومة لدعم الفرق، فإن هذا المشروع لن يكتب له التطبيق لن يطبق أصلا، لأن هذا المشروع ليس عملية اختيار بسيطة بل الأندية تكلف الكثير، خاصة على المستوى المادي، لأن المشروع يعني إحداث مقاولة اقتصادية وهذه المؤسسة عليها واجبات ولها حقوق، وقد وعدنا الأندية على أن العملية ستتم قبل ختم الموسم ونظرا لعدم الالتزام، بهذا الوعد تم تأجيل المشروع برمته، لذلك أقول إنه لم يكن هناك مشروع للاستهلاك بقدر ما كان تحديا للسلطات العمومية التي لم تكن ترغب الحديث انطلاقا من فراغ فكان لزاما علينا تهيئ مشروع لنضعه بين أيدي الحكومة بل أكثر من ذلك أن وزارة الشبيبة أخذت نفس المشروع وتبنته باسمها ووضعته بين يدي السلطات العمومية وها نحن ننتظر، واليوم أقول لك وأؤكد حتى لا يقال في الموسم القادم إن هذا المشروع هو للاستهلاك فقط. والمكتب الجامعي في اجتماعه بعد نكسة مالي قرر إعادة هيكلة مكتبه وتم تجميع عدد من اللجن في لجنة واحدة حسب اختصاصات ومواصفات هذه اللجن، ومن ضمنها لجنة يرأسها الزميل أحمد عمور وقد أخذ المشروع السابق وستضاف إليه أشياء أخرى أكثر دقة وتفصيل، لكن إذا لم تتدخل الحكومة بشكل فاعل فلن نطبق أي شيء وسنعلن عن تجميده بصفة نهائية. إذن المسألة لها طابع سياسي؟ المسألة أكبر مما يتوقعه الغير وأكثر مما تتوقعه الصحافة نفسها، فمشكل كرة القدم الوطنية ليس مشكل جامعة لأنها قد تأتي وقد تذهب، وليس مشكل أشخاص ولكن مشكل هيكلي، وحين نتحدث عن الهيكلة فالقطاع المسؤول هو السلطة العمومية، فلا يمكن للجامعات أن تبني الملاعب وأن تبني المدارس، ولا يمكن للجامعات أن تدعم الأندية ماديا، لهذا على الدولة أن تختار، فإذا كانت الحكومة تريد أن تجعل من كرة القدم إحدى الأولويات فعليها أن تتحمل الثمن، وإذا كانت تعتبر أن الرياضة بصفة عامة وكرة القدم بصفة خاصة شيئا ثانويا فعليها أن تترك الحبل على الغارب وتترك الأندية في حال سبيلها تمارس الهواية كما دأبت على ذلك منذ سنوات. ولكن ما يعاب عليكم تسرعكم في إخراج الملف، وخاصة مسألة صعود ونزول الأندية ولم يتم الحسم إلا في آخر لحظة، لماذا هذا التردد ولمصلحة من تم ذلك؟ سأجيبك بكل صراحة، شخصيا من أعيب على ما يتناقل مثل هذه الأخبار، هو أنهم يقفون عند "ويل للمصلين" فالمشروع الذي نتحدث عنه لم يكن يتطرق فقط إلى نظام البطولة أو عدد الأندية، لأن ذلك ليس سوى جزءا من المشروع بل هو انعكاس لما سيترتب عن اعتماده، لأنه لو كان مشكل كرتنا هو عدد النازلين أو الصاعدين فذلك أمر سهل وقد نقرر منذ اليوم الإبقاء على 12 فريقا لنحل مشكل كرة القدم، وللأسف الشديد أن الإخوة لم يطلعوا على المشروع برمته، وحين أقول أننا لن نطبقه فلأنه أكبر مما يتصوره البعض، هناك عقود اللاعبين والمدربين ودفتر للتحملات ونظام المحاسبة الذي سيصبح إجباريا وهناك هناك وهناك.. ولا يمكن أن نركز كل انتقاداتنا على نظام البطولة ونتجاهل العناصر الأساسية للمشروع ألا وهي الانتقال إلى الاحتراف، حيث عدد الفرق ليس محددا فقد نلعب بإثنا عشر فريقا كما قد نمارس ثلاثين، لذلك أتأسف أن هناك من يريد أشياءا للاستهلاك فيركز على البطولة بسبب هفوة وقعنا فيها. وما هي هذه الهفوة؟ بكل صدق لم نحترم القوانين العامة الجامعة والتي تنص صراحة على أن تغيير نظام البطولة الذي يدخل في صميم اختصاص الجامعة، يأخذ فيه القرار بعد عرضه على الجمع العام للمصادقة عليه والإعلان عنه موسما قبل البدأ في تطبيقه، ومع ذلك نحن لم نكن لنغفل هذه الهفوة لأننا كنا نريد أن نخرج بالمشروع في أقرب الآجال قد يكون هناك ضحايا ولكن أمام أهمية الموضوع وأمام مصلحة كرة القدم كان لابد من اتخاذ المبادراة، وبمجرد ما تبين أن الشرط الأساسي لم يتوفر فقد عدلنا عن المشروع جملة وتفصيلا بما في ذلك عدد الفرق النازلة وابقينا على ما كان عليه الأمر. هناك حديث يثار حول رحيل كويلهو ما صحة هذه الأخبار، وهل تم فعلا الوصول إلى اتفاق بشأنه عقده مع الجامعة؟ أريد أن أؤكد على شيء أساسي، وهو أنني حاليا اتحمل مسؤولية اللجنة التقنية والمنتخبات الوطنية والتجهيزات الرياضية وهذه هي الصفة التي أتوفر عليها بعد الهيكلة الجديدة، وبخصوص كويلهو سأجيبك بكل صراحة، فعقده مع الجامعة لن ينتهي إلا شهر أكتوبر، بمعنى أنه بعد أكتوبر سيكون على الجامعة أن تختار بين الإبقاء على كويلهو أو فسخ العقد أو عدم تجديد العقد، وقد اتفق المكتب على عدم تجديد العقد مع المدرب كويلهو، وقد طرح على اللجنة التقنية والمنتخبات الوطنية التي أرأسها مشكل أساسي، وهو هل يمكن أن نهيئ فريقا للمستقبل مع مدرب يعرف مسبقا أن عقده لن يتم تجديده، وطبيعيا أن وضعا كهذا لن يكون عاملا مشجعا وحتى الشروط والظروف المحيطة بالمدرب قد لا تساعده على القيام بمهمته: فارتأينا تكليف المدرب المساعد السيد بادوالزاكي للقيام بهذه المهمة فيما كلف المكتب الجامعي السيد عبد الله بن احساين أمين المال الدخول مع كويلهو في مفاوضات من أجل الوصول إلى حل بالتراضي وفي إطار الاحترام المتبادل وفعلا فقد اجتمع السيد بن احساين مع كويلهو وأبلغه قرار الجامعة، ولأنه يعرف مسبقا إلا مكان له في المغرب بعد نهاية عقده فعليه أن يدخل في المفاوضات وتكون هناك تنازلات من طرف أو آخر للوصول إلى حل إيجابي، فيما مسؤولية المنتخب ملقاة على المدرب الزاكي باعتباره المدرب المساعد في انتظار أن تنتهي المفاوضات التي لا تزال بين أخذ ورد، وبعدها سيجتمع المكتب الجامعي ويدرس اقتراحات اللجنة التقنية ولجنة المنتخبات. كمسؤول بماذا تحس وأنت تتابع كأس العالم عبر جهاز التلفزة؟ شخصيا أعتقد، أنه لم يعد هناك طعم لكأس العالم في غياب الفريق الوطني خاصة وأن المباريات ستدور في أوقات أفضل أن أنام فيها وأرتاح. ألن تشاهد المباريات حتى وهي مسجلة؟ لن أشاهد المباريات ولو مسجلة، وسأكون معك صادقا، حين يتعلق الأمر بالفريق الوطني، كنت أتحمل عناء الانتقال إلى البلد المنظم، ولكن ليس لرؤية مقابلات كأس العالم مهما كان مستواها وحجمها ولكن لدعم الفريق الوطني ومعاينة الأسود.