كثر الكلام في الآونة الأخيرة عن إعلان تنشره جريدة "التجديد" في الصفحة الأخيرة تحت عنوان: الشعب الفلسطيني يناديكم، وهو تعريف بمؤسسة ائتلاف الخير التي تعتبر إحدى المؤسسات المتفرغة للعمل الفلسطيني دعما وإغاثة منذ بداية الانتفاضة الثانية المباركة، وبما أنني أمين هذه المؤسسة بالمغرب وممثلها، ويشرفني أنني عينت شخصيا من قبل رئيسها الدكتور يوسف القرضاوي حفظه الله لسابق علمه بالواجب الذي أديته بشرف باسم المغاربة جميعا في قضايا إغاثية سابقة على رأسها قضية البوسنة والهرسك، وقبلها الشعب الأفغاني المبتلى وبعدها الشعب الكوسوفي والشعب الشيشاني. ولأنني أعتبر أن الكلام الذي وجه لجهة تقوم بالتعريف بهذه الهيئة فإنه يعنيني مباشرة ويمس مصداقيتي كنائب وممثل للأمة وكأحد وجوه العمل السياسي والإسلامي، فإنني أحب أن أوضح للرأي العام وللإخوة النواب أن ائتلاف الخير هو تجمع جبهة مكونة من 90 منظمة ، وأنه ممتد إلى أكثر من 120 دولة، لذلك فمجلس أمنائه يضم 120 عضوا، وقد رسم 202 مشروعا، ونفذ 215 مشروع، ووضع كسقف للتبرعات السنة الماضية مبلغ مليون دولار، ووصل إلى 3 ملايين دولار، ووضع لذلك ثلاث محطات: المحطة الأولى كانت ردا على الحملة الانتخابية للإرهابي شارون عندما رفع شعار 100 يوم لوأد الانتفاضة فرد عليه الشيخ يوسف القرضاوي بمائة يوم ويوم لدعم الانتفاضة المباركة، ثم أنهينا هذه المحطة الأولى بعد أربعة أشهر لتنطلق حملة دعم الضفة الغربية ثم محطة إنقاذ جنين ، وما حولها، ثم الآن بدأنا مشروع سقفه 15 مليون دولار لإعادة إعمار مخيمات جنين ونابلس ورام الله، التي دمرها العدوان الشاروني. أما بخصوص الجمعية المغربية لمساندة مسلمي البوسنة والهرسك التي يشار إلى أرقام حسابها فإنها مجرد توطين في انتظار أن يحل الإشكال القانوني، الذي للأسف لم يتم ببلادنا، لغياب الديمقراطية ولإشكال سياسي أيضا، الترخيص لجهة تعمل دوليا من أجل نصرة الشعب الفلسطيني المنكوب وإغاثته، ويؤلمني أن أقول أننا لحد الآن نعاني من البيروقراطية، ومن التسييس لموضوع يتعلق فقط بإعادة غرس الأشجار التي اقتلعت والمنازل التي هدمت على رؤوس أصحابها ، والطرق التي خربت، وأساسا أداء رسوم الجامعة لأكثر من 40 ألف طالب يدرسون بجامعات خاصة بفلسطين ليس عند آبائهم درهم واحد لأنهم عاطلون عن العمل. وهناك موقع ضخم لهذه المؤسسة على شبكة الأنترنيت يحتوي على تفاصيل مهمة عن أعمالها بما فيها تلك المنجزة بالمغرب، وحديث عن شخصي المتواضع وعن الهيئة التي تساندني، وعن رقم الحساب الخاص بها في المغرب. وللذين دعوا كذبا وزورا بأننا نحول المال إلى البوسنة والهرسك نقول لهم نحن الذين كتبنا هنا بأيدينا، وليس هم الذين اكتشفوا في تحقيق سري أو علني أو استخباراتي أو أمني ، نحن الذين كتبنا - ائتلاف الخير لدى الجمعية المغربية لمساندة مسلمي البوسنة والهرسك- إلى أن يحل الإشكال القانوني وتسلم لنا الرخصة ، وتعطى للجمعية صفة المنفعة العامة ، تخدم القضية الفلسطينية، أما الهيئات والجمعيات الأخرى التي تجمع التبرعات بالمغرب، فلا أحد يطعن فيها ولا أحد ينافسها أو يزاحمها، ليس هذا هو المشكل، بل الإشكال في كسب ثقة الشعب المغربي، ونحن والحمد لله نعتز بثقة الشعب المغربي الذي يقصدنا ويتجه إلينا ويتبرع لرقم حسابنا المفتوح بمحض إرادته وبكل طواعية، دون ضغط عليه لترك باقي الحسابات الأخرى، فالكل يعطي ويتبرع للجهة التي يرتاح إليها، وهذا المجال كما قال الأستاذ في تصريح له بالقناة الثانية ليس مجال تنافس ، وليس ميدان صراع، إنما هو مجال تعاون وينبغي أن نوحد المغاربة على قضية فلسطين لا أن نفرقهم، وهذه الحملة الكاذبة المشبوهة والمغرضة هي حملة سياسوية تتغيا الرد على من هاجموا الذين يريدون استضافة الوفد الصهيوني مجرمي الحرب ببلادنا، ويضيفوا عارا إلى عار، والذين يريدون أن يهيؤوا حملة انتخابية سابقة لأوانها. وأنا أحتج على الطريقة المنحازة التي عرضت بها القناة الثانية تغطيتها ليوم - الثلاثاء21 ماي2002- ن وأحتج على هذه الصحف المغرضة وعلى رأسها جريدة الأحداث المغربية، وجريدة الاتحاد الاشتراكي، وغيرها، وآسف لانزلاق بعض الصحف إلى نشر الخبر المغرض. محمد أبو حاتم