نقلت صحيفة يومية يوم الخميس 16 ماي 2002 عن السيد محمد بن جلون الأندلسي أن التبرعات التي تجمع لفائدة ائتلاف الخير والذي تحتضنه الجمعية المغربية لمساندة شعب البوسنة والهرسك يتم توجيهها إلى دولة البوسنة والهرسك، وأضافت ناقلة عن السيد بن جلون: "والأدهى من ذلك أن الحكومة البوسنية قد أقدمت على بيع أسلحة اقتنتها بتمويل إماراتي لإسرائيل، وفق ما كشفت عنه يومية الشرق الأوسط اللندنية"، ونقلت "الأحداث" أيضا عن السيد بن جلون الأندلسي أنه حين سئل عن تعامل الجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني مع حدث المشاركة الإسرائيلية في مؤتمر الأممية الاشتراكية الذي ستحتضنه بلادنا قوله: "إن الجمعية تتابع الموضوع باهتمام، وأنها تترك مسألة الحسم في المشاركة الاسرائيلية للقرار الفلسطينين، فإذا ارتأت السلطة الوطنية الفلسطينية أن هناك فائدة سياسية ترجى من وراء السماح للإسرائيليين بالمشاركة فلهم ذلك أما إذا أبان الفلسطينيون عن رفضهم القاطع للمشاركة فسوف تنفد رغبتهم". حملة التشكيك هذه التي انخرط فيها الأستاذ الأندلسي للأسف الشديد وكانت أول ما دشن بها رئاسته لهذه الجمعية بعد الانقلاب المعروف تؤشر منذ البداية على التوجهات الجديدة التي ستأخذها الجمعية مستقبلا وتتنافى مع ماورد في نفس التصريح حين أكد رغبته في الاتصال بكافة الغاضيين من أجل إعادة رص الصفوف، ورفضه "لأدلجة" القضية الفلسطينية "مثل ما فعلت بعض الهيئات المشرقيةط ومن المعلوم أن جهات في السفارة الفلسطينية قد بدأت هذه الأيام تروج لمثل هذه الشبهات الضارة بالتفاف الشعب المغربي حول القضية الفلسطينية وتعبئته من أجل الدعم بمختلف الأشكال والأساليب والقنوات. ومن المعلوم أنه في جميع دول العالم العربي والإسلامي توجد عدة قنوات وعدة هيئات تقوم بحث الشعوب العربية والإسلامية على جمع التبرعات والمساعدات للشعب الفلسطيني، وهنا في المغرب كما هو معلوم يوجد حساب خاص بالسلطة الفلسطينية كما أن لجنة القدس قد أنشأت بيت مال القدس، وللحقيقة ينبغي أن نقول إن هذه الحسابات الرسمية لا تحوز في الغالب ثقة المواطنين، خاصة ومآل صرفها وطريقة صرفها غير واضحة بما فيه الكفاية. ومن بين قنوات الدعم للشعب الفلسطيني كان الدكتور يوسف القرضاوي قد أسس مع انطلاق الانتفاضة المباركة ائتلافا ضم مجموعة من الهيئات والشخصيات في العالم العربي أطلق عليه إسم طائتلاف الخير"، هدفه إطلاق حملة إغاثة إنسانية تهدف إلى توسيع دائرة الدعم للشعب الفلسطيني المحاصر أطلق عليها في البداية إسم "حملة مائة يوم ويوم"، وكان ذلك بمثابة إعلان للتحدي لشارون الذي وعد بإنهاء الانتفاضة في مائة يوم من حكمه. وحدد "ائتلاف الخير" أهدافه في المحافظة على مقدرات الشعب الفلسطيني وبنيته التحتية وتشغيل الأيادي العاملة التي فقدت مصدر عيشها في انتفاضة الأقصى وإفشال المخططات الصهيونية الهادفة إلى تحويل الشعب الفلسطيني إلى متسولين، والنهوض بالمؤسسات التعليمية والاجتماعية في فلسطين. و "ائتلاف الخير" يشرف على عشرات من المشاريع الملموسة والمقترحة مع تحديد مكان المشروع وكلفته وعدد العمال الذين سيشغلهم. ويضم مجلس أمناء "ائتلاف الخيرط عدة شخصيات عربية وإسلامية، منها الأستاذ النائب المقرئ الإدريسي أبو زيد، كما أن كثيرا من الجمعيات الخيرية والإسلامية والمنظمات الأهلية في العالم الإسلامي قد أعلنت دعمها لائتلاف الخير، منها حركة التوحيد والإصلاح والجمعية المغربية لمساندة مسلمي البوسنة والهرسك التي يرأسها الدكتور عبد الكريم الخطيب التي احتضنت >ائتلاف الخير< هو الذي أعلنت عن حساب "التجديد" في أعداد متوالية. ومعلوم أن الدكتور عبد الكريم الخطيب هو من المؤسسين الأوائل للجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني. كما كان مبادرا لتأسيس الجمعية المغربية لمساندة مسلمي البوسنة والهرسك، وهي الجمعية ذاتها التي تبنت كذلك نصرة الشعب الشيشاني إبان الهجوم الروسي على شعب الشيشان. وكان الاستعداد ماضيا لتغيير إسم الجمعية لتصبح الجمعية المغربية لمساندة الشعوب الإسلامية أو شيئا من هذا القبيل، كما أن العزم قائم على تعديل القانون الأساسي حتى يتلاءم مع ما يعرفه العالم الإسلامي من أزمات وقضايا لا تكاد تتوقف. لقد كان هذا الاستطراد التوضيحي لازما من أجل وضع النقط على الحروف كما يقال . أما فيما يتعلق بما أوردته "الأحداث المغربية" من أن التبرعات المجمعة لفائدة "ائتلاف الخير" توجه للبوسنة، فهو محض افتراء وكذب وبهتان. وقد كذب توضيح صادر من الدكتور الخطيب أنه لا أساس من الصحة لوجود تحويلات إلى دولة البوسنة والهرسك وأن أي سحب أو تحويل لم يجر منذ سنة 1996 من الحساب المذكور، وأن أي سحب سيتم مستقبلا سيتم بالطرق القانونية الجاري بها العمل، وأنه لم تجر أي تحويلات لحد الساعة لأي جهة بما في ذلك "ائتلاف الخير"، وأكدوا أن هذا هذا أمر يمكن التأكد منه بالوثائق والمستندات. والمثير حقا للاستغراب في تصريح بن جلون الأندلسي الذي نقلته الأحداث المغربية أنه بقدر جرأته في التهجم على عمل خيري لفائدة الشعب الفلسطيني، فإن تلك الجرأة سرعان ما قد خانته حينما تعلق الأمر بتحديد موقفه من قضية المشاركة الاسرائيلية في مؤتمر الأممية الاشتراكية الذي ستحتضنه بلادنا، حيث علق موقف الجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني بموقف السلطة الفلسطينية، وإذا أخذنا بعين الاعتبار أن السلطة الفلسطينية ليست هي الجهة المحتضنة للمؤتمر هذا من جهة، وأنها في هذه اللحظة التي تدين فيها السلطة العمليات الاستشهادية وتسلم فيه المجاهدين للكيان الصهيوني، وتسمح فيه بتهجير المناضلين الذين استبسلوا في مقاومة العدوان الفلسطيني على رام الله وجنين وبيت لحم فكيف يمكن أن نتصور دعوة السلطة إلى مقاطعة الأممية الاشتراكية؟ إذا أخذنا ذلك كله في عين الاعتبار اتضحت لنا معالم الوجهة التي ستأخذها الجمعية المغربية لمساندة الشعب الفلسطيني بعد الانقلاب الذي أممها لفائدة أحزاب الكتلة. وجعلها ناديا سياسيا "مؤدلجا" همه الأكبر توظيف القضية توظيفا دعائيا ومناسباتيا، وتوظيفا يلجم المواقف الأصيلة للشعب المغربي الرافضة لكل صورة من صور التطبيع، والرافضة لأن يدنس الصهاينة المجرمون أرض المغرب الذي خرجت فيها أكبر مسيرة في العالم العربي من خلال المؤتمر المشوؤم المعتزم عقده على أرضنا مؤتمر الاشتراكية الأممية الذي يحضره السفاح بن الليعازر والسفاح بيريز. هل يمكن بعد هذا أن يخفى علينا سر هذا الهجوم على ائتلاف الخير؟ وهل يمكن أن ننتظر من إطار هذا سقف تعاطيه مع القضية الفلسطينية إلا أن يسخر نفسه في ضرب كل صور التضامن غير المؤمم مع الشعب الفلسطيني؟ الأيام المقبلة كفيلة بحمل مزيد من الأجوبة التفصيلية حول الأسئلة المذكورة. توضيح من الدكتور الخطيب حول التصريحات الكاذبة للسيد محمد بن جلون الأندلسي نسبت بعض الصحف المغربية إلى السيد محمد بن جلون الأندلسي الرئيس الجديد للجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني تصريحا مفاده أن الأموال التي تجمع في حساب ائتلاف الخير الذي تحتضنه الجمعية المغربية لمساندة شعب البوسنة والهرسك توجه إلى دولة البوسنة . ورفعا لكل التباس في هذا الشأن نوضح ما يلي: 1 أن مشروع ائتلاف الخير المكون من عشرات المنظمات الخيرية والاجتماعية عبر العالم الإسلامي تأسس بمبادرة من الدكتور يوسف القرضاوي لمواجهة آثار الحملة الإرهابية على الشعب الفلسطيني، وتنفيذ مجموعة من المشاريع الصحية والخدماتية على أرض فلسطين. 2 إن الحساب البنكي الذي يحتضن مشروع ائتلاف الخير بالمغرب حساب كان مفنوحا باسم الجمعية لمساندة شعب البوسنة والهرسك إبان تعرضه للعدوان الصزبي في منتصف التسعينات تسهل مراقبة عملياته من قبل الجهات الرسمية وكذا من قبل المواطنين. 3 لا أساس من الصحة لوجود تحويلات إلى دولة البوسنة لأنه لم يجر منذ 1996 أي سحب أو تحويل من الحساب المذكور لفائدة أي جهة كانت وسيتم مستقبلا تحويل تبرعات المواطنين إلي ائتلاف الخير لدعم صمود الشعب الفلسطيني الشقيق بالطرق القانونية الجاري بها العمل . وإذ نذكر بهذه الحقائق نستنكر مثل هذه التصريحات المغرضة والكاذبة التي تضر بدعم المغاربة لإخوانهم الفلسطينين بتقديم التبرعات كل حسب القنوات التي يطمئن إليها مذكرين بقوله تعالى " فلعنة الله على الكاذبين" . موقع ائتلاف الخير على الانترنت: http://www.101days.org