انتقلت حالة الفوبيا أو القلق المرضى الذي يعيشه المجتمع الأمريكي منذ أحداث 11 سبتمبر 2002 إلى معظم دول العالم الغربي ومنها ألمانيا، حيث ظهرت فيها أعراض "فوبيا بن لادن والعرب". فعندما أعلن سمسار العقارات الألماني "ثورثتن ألبرشت" في حوار لمجلة "بيلد" الألمانية الصادرة 21-5-2002 عن أن الشقة التي كان يمتلكها الطيار المصري "محمد عطا" المتهم بقيادة إحدى الطائرات التي اصطدمت ببرجي مركز التجارة العالمي لا يريد أحد السكن فيها، برغم موقعها الجيد في "هامبورج هارنبورج" ومساحتها الواسعة، بمجرد معرفته أن الشقة كان يمتلكها ذلك "الإرهابي". واقترح أحد المتقدمين لتأجير الشقة تحويلها إلى متحف يسمى "متحف الإرهاب"، بينما وصلت تلك الفوبيا أيضا إلى بريطانيا؛ حيث أعلن الباحثون في جامعة "وارويك" الإثنين 20-5-2002 عن اكتشافهم أحد بروتينات الخلل المسبب للسرطان وأطلقوا عليه اسم "بن لادن"، رابطيين بين محاربة السرطان والحرب ضد "الإرهاب". ويبدو أن أمريكا أخذت في التخبط والهلوسة منذ 11 سبتمبر العام الماضي؛ حيث ذكرت جريدة "البيان" الإماراتية في عددها الصادر 7 أبريل 2002 أن أحداث 11 سبتمبر أحدثت ارتجاجا في عقول صانعي القرار الأمريكي مثل الارتجاجات التي تخلفها الزلازل في الأبنية التي لم تنهر ساعة وقوع الهزات. ويذكر أنه حتى بعد أن بدأت أمريكا في تنفس الصعداء بعد 11 سبتمبر هاجمها وباء "الجمرة الخبيثة" الذي نسبته أيضا إلى العرب والمسلمين، لدرجة أنه كان يوجد فريق غنائي أمريكي اسمه "الإنثراكس" أو "الجمرة الخبيثة" أطلق إعلانا على موقعه الإلكتروني على شبكة الإنترنت بعد ظهور هذا الوباء يطلب من أصدقائه اقتراحات باسم جديد له بدلا من اسم الجمرة الخبيثة. ويذكر أن الرئيس الأمريكي جورج بوش طلب من كاتبي ومخرجي أفلام الحركة و"الأكشن" -ومنهم المخرج "روبرت ألتمان"- أن يرسموا سيناريو تخيليا لأحداث الهجوم، حتى إن الكاتب الأمريكي الشهير "توماس فريدمان" اتهم بوش في جريدة "نيويورك تايمز" الصادرة 19-5-2002 بأن خياله ضيق وأن أمريكا بحاجة لرئيس قادر على التخيل والتنبؤ. ومن نماذج تخبط بوش تشكيله حكومة بعد أحداث 11 سبتمبر تسمى "حكومة ظل سرية" وتضم حوالي 100 من كبار المحققين يعيشون ويعملون سرا خارج واشنطن لاكتشاف وتعقب ظل الإرهابيين. وبينما سخر العالم عندما قال "بن لادن": إن العالم كله انقسم إلى فسطاطين، قام الرئيس الأمريكي بالفعل بتقسيم العالم إلى فسطاطين: الفسطاط الأمريكي، والفسطاط الآخر يحمل اسم "محور الشر" وتتصدره العراق وإيران وكوريا الشمالية. وأصبحت فوبيا بن لادن عالمية بعد أن نقلتها أمريكا للعالم بعد أن ظهرت "عروسة بن لادن" في برنامج كارتون شهير عنوانه "شارع سيسام" القائم على شخصية "بيرث" الشرير الذي يتحالف مع الأشرار في العالم مثل هتلر، وقام بالتحالف مع بن لادن. ومن ثم ظهرت "بوسترات بن لادن" عندما رفعها المتظاهرين في بنجلاديش في إحدى المظاهرات هناك. وانتقلت العدوى لهولندا حيث ذكرت صحيفة "الوطن" في عددها الصادر 5-2-2002 قلق هولندا إزاء الرسائل الإلكترونية التي انتشرت على الإنترنت هناك والتي يوجد بها رسوم كاريكاتورية لابن لادن، الأمر الذي اعتبرته السلطات الأمنية الهولندية عملا إرهابيا!!