نبدأ تقريرنا الأسبوعي هذه المرة من خارج المغرب، لكن للحديث عما كتب عن المغرب، فقد خصصت الأسبوعية الفرنسية " لوكوريي أنترناسيونال" (16 ماي 2002) ملفا خاصا عن المغرب، وجعلته على صفحتها الأولى، تحت عنوان : " المغرب ، المجتمع هو الذي يتحرك لا النظام ". وقد استغرق الملف سبع صفحات من الحجم الكبير، فضلا عن الافتتاحية التي كتبها ألكسندر أدلر. كما شارك بالكتابة الصحافي المغربي علي المرابط، مدير أسبوعية "دومان ماكازين "، والصحافي التهامي أفيلال الذي يكتب في الجريدة نفسها، وثلاثة صحافيين من إسبانيا هم أنطونيو باكيرو ( إيلبيرديو ديكو دي كاطالانيا، ببرشلونة) وخافيير فالانزويلا المراسل السابق لجريدة « إلباييس» الإسبانية، وآن روجيرو الصحافية بجريدة طإلموندو " بمدريد. وأما أنطونيو باكيرو، فقد كتب عن تأخير اختيار ما يسميه النخاسون الجدد ووسطاد القوادة بملكة جمال المغرب، التأخير الذي كان سببه الانتخابات كما يزعمون ( انظر التجديد عدد 371 ليوم 22 ماي 2002 ) المغرب من وجهة نظر إسبانية انحازت الأقلام الإسبانية في الأسبرعية الفرنسية ضد المغرب ونقلت صورة مشوهة عنه ، معتمدة على ما جاء في الأسبرعية المغربية «دومان» ومما قيل في المغرب:»تعيش بلاد محمد السادس لحظة تاريخية تتعايش فيها الآمال مع الأخطار. فعلى الرغم من حالات الإحباط الناتجة عن بداية عهد جد مترددة، فإن القطاعات الأكثر حركية للمجتمع المدني تبدي طموحاتها إلى التغيير. حوالي مائة من الشباب يتظاهرون في أكبر شوارع الرباط بين فندق "باليما" ومقر البرلمان. حسب ما هو مكتوب على اللافتات التي يرفعونها فإن احتجاجاتهم موجهة إلى السياسة المتبعة من طرف الحكومة التي يرأسها الاشتراكي عبد الرحمن اليوسفي، وعلى الخصوص فهم يحتجون على النقص في مناصب الشغل الذي يصطدم به المغاربة بعد نهاية دراساتهم الجامعية، ينما هناك عشرين من رجال الأمن في الزي الخاص بمواجهة المظاهرات يراقبون المتظاهرين في هدوء. وكتبت الأقلام الإسبانية من زاوية حداثية معادية للمغرب، عن تحولات في المجتمع المغربي زاعمة أنه يسير في الاتجاه المرغوب فقالت: «في المغرب لا شيء كان أبدا أسودا أو أبيضا، وهذا أمر يزداد اليوم صحة. فالعالم السياسي يمزج بين ملكية مطلقة وتيوقراطية وديمقراطية هشة يدافع عنها مجتمع مدني جنيني. النساء يكتسحن فضاءات عامة جديدة، ولكنهن لا زلن يصطدمن بتقايلد بالية متجذرة بعمق. وفي نفس الوقت تتوجه فيه المعطيات الاجتماعية والاقتصادية نحو الشتائم (نصف الثلاثين مليون مغربي أميون وخمس الشعب يعيش تحت حافة الفقر) فإن الهواتف النقالة والهوائيات المقعرة أصبحت عملة رائجة. وفي جزء كبير من نتيجة إيجابية للمنافسة بين "ميديتيل"، وهو مجموعة تسيرها "تليفونيكا" الإسبانية، وبين "ماروك تليكوم" الذي كان فيما قبل محتكرا من طرف الدولة والذي أصبح تحت مراقبة المجنوعة الفرنسية "فيفاندي". ولدينا هنا مثال على انخراط إسبانيا في تنمية واستقرار المغرب على الرغم من كون الدوافع هي محضر دوافع إنسانية تزمي أساسا إلى كبح الهجرة وفي نفس الوقت التصدي لتصاعد المد الإسلامي وينبؤنا أنريكو هكذا بأأن «إسبانيا قد شيدت في هذا البلد ألف محطة أساسية، وأنجزت ثلاثين اتفاقية شراكة، وأكثر من 600 متجرا و3500 مركز شحن وقامت بذلك بإحداث 700 منصب شغل مباشر و 5000 منصب شغل غير مباشر»، مكاتب "مديتيل" التي تستقر في أحد البرجين التوأمسن بالدار البيضاء تستوعب طاقم عمله كله شباب ومغربي. المقرات والتجهيزات تستدعي تكنولوجيا عالية. المكالمات الداخلية تنبئ عن الدورات التكوينية. ويتم من خلالها كذلك توزيع برامج أسبوع الجاز في طنجة ومهرجان موسيقى "كناوة" الذين تحتضنهما المقاولة.» شكوك حول وعود الحكومة لرجال التعليم وأما داخل الحدود المغربية، فقد انشغلت الجرائد الوطنية بقضايا كثيرة، أبرزها مخلفات الإضراب الذي دعت إليه الجامعة الوطنية لموظفي التعليم المنضوية تحت لواء الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب. وهكذا جعلت أسبوعية " لافي إكونوميك " الموضوع على صفحتها الرئيسية لعددها الصادر من 17 إلى 23 ماي 2002 تحت عنوان «التعليم : على الدولة أن تتدبر 11 مليار درهم «. ورغم أن الموضوع رتب في الصفحة السادسة عشرة، إلا أن الافتتاحية كانت مخصصة له، افتتاحية ذهبت إلى التشكيك في قدرة الحكومة على القادمة على الوفاء بالوعد المقدم إلى الشغيلة التعليمية، بعد سلسة من الوعود السابقة الكاذبة منذ سنة 1996. وكذلك فعلت أسبوعية « لاكازيت دي ماروك» في افتتاحيتها،التي ذهبت تستعرض تصاعد الإضرابات في بلدنا هذه الأيام، ووصفت مجرى أحداث إضراب الشغيلة التعليمية وما فعلته النقابات الثلاث ونقابة الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب. وقالت الافتتاحية تعليقا على ذلك :» إذا كانت الحكومة استطاعت أن تبرم اتفاقا مع النقابات التعليمية، ورغم أن الشك يبقى ملازما لتطبيقه، فإن قطاعات أخرى بدأت تمارس ضغوطها لتحقيق ملفاتها المطلبية» المنظمة المغربية لحقوق عبد الرحمان اليوسفي في عددها الأخير، لم تأل الأسبوعية الفرنكفونية ( دومان ماكازين) جهدا في مواجهة مظالم حزب الاتحاد الاشتراكي وكاتبه الأول عبد الرحمان اليوسفي ، الوزير الأول في حكومة التناوب، وكان أبرع تعليق كتبه علي المرابط وهو ينتقد موقف الرئاسة الجديدة للجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني من حضور الوفد الصهيوني هو قوله : « إن السيد ياسر عرفات لا يملك من أمره شيئا. فالكل يعلم أن القرار لم يعد بيده، إذ قبل كل الشروط الإسرائيلية الأمريكية، وإذا ما طلبت منه الإدارة الأمريكية علاوة على ذلك أن ينادي شارون ب» مولاي « وبيريز ب « سيدي»، فلن يتردد لحظة واحدة». ثم خلص الكاتب إلى القول : « فلماذا لا تطلب الجمعية التي تزعم أنها تساند الشعب الفلسطيني رأي المغاربة في الوزراء الإسرائيليين». وفي الصفحة الرابعة من أسبوعيته، تهكم لمرابط من استيقاظ اليوسفي في آخر أيام حكومته ليحتج على الاستعلامات المغربية، إثر حجزها آخر عدد من مجلة «وجهة نظر»، وتساءل أين كان الرجل من قبل. وفي صفحتها الخامسة، وهي تتحدث عن بيان المنظمة المغربية لحقوق الإنسان الأخير، الذي أدانت فيه كلا من الزمزمي ولمرابط، ودافعت عن حكيمة الشاوي وعبد الرحمان اليوسفي، قالت الأسبوعية معلقة :» لأول مرة في تاريخ الجمعيات الحقوقية ببلادنا يصبح صحافي مغربي هدفا، والسبب واضح، فإن الكاتب العام للجمعية، وهو الولادي، عضو أيضا في المكتب التنفيذي واللجنة المركزية لما تبقى من الاتحاد الاشتراكي..». وبعد أن استعرضت الأسبوعية ما كانت تكتبه الصحافة الاتحادية من سب وشتم هابط في حق مسؤولين حكوميين سابقين، ونقل ما وقع في ندوة صحفية نظمتها مجلة « وجهة نظر» في مقر النقابة الوطنية للصحافة المغربية يوم 16 ماي 2002، حيث رد محامي النقابة على بيان لحقوق الإنسان، انتهى الكاتب إلى القول: إن المنظمة المغربية لحقوق الإنسان أصبحت « المنظمة المغربية لحقوق عبد الرحمان اليوسفي، وكذلك فعل نائب رئيس المنظمة الحقوقية الاتحادية فؤاد عبد المومني في استجواب أجرته معه الأسبوعية الفرنكفونية « لوجورنال»، عندما أدان بيان المنظمة وسلوك رئيسها، ووصف ذلك بأنه تكريس للقمع والاستبداد، وحماية للحاكمين ضد انتقادات المحكومين. أسطورة معاداة السامية: وتطرق خالد الجامعي في زاويته المعروفة بأسبوعية "لوجورنال" إلى تهمة معاداة السامية التي صارت ترفع سلاحا ضد كل من ينتقد السلوك العدواني التخريبي لليهود الصهاينة. وحلل في عمودين اثنين لعبة معاداة السامية المفتعلة، وذلك ما تلجأ إليه الدولة الصهيونية من حيلة لدفع اليهود المستقرين في دول عربية وإسلامية وحتي أوروبية للهجرة الكيان الصهيوني. ولوكانت الحيلة ترهيبا وترويعا وسفكا للدماء. وضرب لذلك مثلا من يهود العراق، وما يجري الآن في فرنسا من مناورات صهيونية تتهم الحكومة الفرنسية بمعاداة السامية، الشيء الذي استنكره الرئيس الفرنسي جاك شيراك بصوت عال ورسمي. تحسين صورة الولاياتالمتحدة: بعد أن تحركت ماكدونادز، ووزعت بيانات توضيحية حول أعمالها "الخيرية" بالمغرب، على الجرائد، وعلى الأمسيات التربوية أيضا، وبعد أن انخرطت بعض الجرائد الفرنكفونية في تجميل الصورة الأمريكية، استرسلت صحف أخرى في الأمر ذاته، وذلك عن طريق لقاءات صحفية مع السفيرة الأمريكية مارغريت توتويلير. وتولت هذا التجميل كل من الأسبوعية الفرنكوفيلية "تيل كيل" والأسبوعية الفرنكفونية "لافي إيكونوميك" أما الأولى فقد كتب رئيس تحريرها مقالا عن (أمريكا ونحن) استعرض فيه العلاقات بين البلدين، وضع إلى جانب صورة ملك المغرب ورئيس الولاياتالمتحدة، صورة لمنشور يدعو إلى مقاطعة الشركات الداعمة للكيان الصهيوني، ثم أتبع ذلك بحوار مع السفيرة أخبرته معها لتقوم بتفسير منافع اتفاق التبادل الحر الأخيربين البلدين. وأما الحوار المنشور في الأسبوعية الثانية فقد تناول ملفات الصحراء المغربية والشرق الأوسط، والاقتصاد وقيم التسامح التي عرف بها المغرب، دون أن تشير من قريب أو من بعيد إلى آثار المقاطعة الشعبية على المنتوجات الصهيونية الداعمة للكيان الصهيوني. إبراهيم الخشباني وحسن السرات