نظمت جمعية أساتذة التربية الإسلامية ندوة بمراكش يوم الأحد5 مايو 2002 بثانوية الزهراء للتعليم الأصيل تحت عنوان منهاج التربية الإسلامية والمواد الإسلامية في ضوء لمستجدات الحديثة.فنظرا لما تكتسيه مادة التربية الإسلامية من أهمية قصوى في المنظومة التعليمية للشباب المسلم ونظرا لما ستعرفه البرامج التعليمية من تغيير جاءت هذه الندوة لتعرف جمهور المتتبعين بآخر المستجدات في هذا الميدان.وقد تضمنت عدة عروض منها: موضوع التربية الإسلامية في ضوء البرامج والمناهج الحديثة الذي قارن بين النظام الحالي الذي يرتكز على حضور المعرفة الإسلامية في مقابل ضعف التربية الإسلامية ، وطغيان التحليل النظري وغياب الأنشطة والأشغال التطبيقية،و ضعف استخدام الوسائط المتعددة في تدريس المادة،والتركيز على استثمار الذاكرة وغياب توظيف الطاقات الأخرى.فيما يمتاز النظام الجديد بالتركيز على المفاهيم التطبيقية وجعل المجال المعرفي في خدمته ،والربط بين التكوين النظري والأنشطة التطبيقية،و التخفيف من كثافة المقررات الدراسية مع التركيز على تنمية قدرة التلميذ على ممارسة التعليم الذاتي والتفاعلي. كما يمتاز باستجابة مواضيع المادة لاستخدام الوسائط المتعددة من إعلاميات ووسائل سمعية بصرية في التحضير والتدريس والتقويم،واعتماد مادة اختيارية تكميلية جديدة تحت عنوان اسم الحضارة الإسلامية في جميع الأقطاب والشعب من اجل تسهيل مد الجسور واستكمال التكوين. كما عرفت الندوة موضوع حول مناهج المواد الإسلامية بالتعليم الأصيل ،وموضوع مواصفات الكتاب المدرسي الذي صدر عن وزارة التربية الوطنية في غشت 2001والذي يعرض المواصفات العامة التي تهم كل الكتب المدرسية ويعرض إشكالية تأليف الكتاب المدرسي لمادة التربية الإسلامية التي تتراوح بين ما يفرضه واقع المادة وإكراهات سياقها العام باعتبارها مادة تربوية وما تقتضيه الرؤى والتصورات التربوية الحديثة، والدعوة إلى إعادة الوعي بموقع المادة ومميزاتها وما يقتضيه ذلك على مستوى عمليات الإنجاز والإعداد والتأليف وفتح نقاش حول إكراهات واقع المادة وكيفية استحضارها خلال هذه العمليات . أما موضوع المنظور التربوي للعلوم الشرعية فقد تلخصت دواعي اختياره حسب الأستاذ المحاضر في أزمة النظام التعليمي ،والفصل بين المعارف التعليمية وقيم الأمة وواقعها، والفصل كذلك بين المعارف وتصوراتها ومقاصدها وسياقها الاجتماعي في تجديد المكونات، فالمتعلم في حاجة إلى تصور شمولي لحياته للشعور بالذات والإسهام في واقعه والتأثير فيه وحاجته إلى التعرف على مناهج علمية للتواصل مع المعرفة الإسلامية، والتعرف على إبداعات المجتمع المسلم في مجالات متنوعة كالعمارة والزراعة والطب والإدارة والهندسة .. عبد الغني بلوط