دعا الأستاذ عبد السلام الأحمر عضو مكتب الرابطة المحمدية للعلماء إلى إزالة التناقض بين المواد الدراسية والتربية الإسلامية. واعتبر ـ في اليوم الدراسي الذي نظمته الجمعية المغربية لأساتذة التربية الإسلامية، بتعاون مع المعهد العالي للفكر الإسلامي الأحد الماضي بمقر أكاديمية التربية والتكوين بالقنيطرة ـ أن وظيفة هذه المادة هي نشر القيم السليمة ومعالجة السلوكات المنحرفة داخل المجتمع، لبيان أضرارها وعواقبها الوخيمة في حياة الفرد والجماعة. وبخصوص التحديات الخارجية أكد رئيس الجمعية المغربية لأساتذة التربية الإسلامية أن من مهام مادة التربية الإسلامية أن تحلل الظواهر الإنسانية بموضوعية وإنصاف، وأن تميز المسؤوليات الذاتية لاستنهاض الأمة المسلمة للقيام بمسؤولياتها. ومن جهته، انتقد الجامعي خالد الصمدي واقع تدريس مادة التربية الإسلامية في المغرب، وقال: إن طغيان اللفظية في تدريس المادة وحضور تلقين المعرفة عوض بنائها وضعف تكوين المهارات فضلا عن غياب حضور الفكر المخالف، باتت تفرض تجديدا لطرق التدريس وأكد أن التجديد المطلوب ينبغي أن يراعي خصوصية محتويات المادة. كما يستحضر التحديات التي فرضت على الخطاب التعليمي لمادة التربية الإسلامية أن يكون خطابا موجها للآخر، في ظل تزايد الضغوطات الدولية التي تفرض على المناهج والبرامج لملاءمة محتوياتها مع المرجعية الدولية. ودعا الصمدي إلى التركيز على بناء المعرفة عوض تلقينها، واستيعاب القضايا المستجدة مثل حقوق الإنسان والبيئة وغيرها في محتويات مادة التربية الإسلامية، وتنمية مهارات النقد والتمييز والتحليل والتصنيف والبرهنة. من جانبه انتقد الأستاذ محمد بولوز منهاج مادة التربية الإسلامية، معتبرا أن التقويم المطلوب للمادة ينبغي أن يقاس إلى ما هو مطلوب من المادة أن تحقه دينيا ، وهل يتناسب منهاجها مع المقاصد المحددة شرعا؟.. واعتبر بولوز أن أهم تحد تعيشه المادة هو تثبيتها في المنظومة التربوية حتى تصبح أساسية وتكون روحا تسري في مختلف المواد التربوية، وألا تعرض للاهتزاز وعدم الاستقرارودعا إلى رفع رهان الجودة في تدريس المادة وتطويرها في جميع الجوانب الديداكتيكية والبيداغوجية وكل ما يتعلق بالمنهاج والتأليف والتكوين المستمر للأساتذة، وأكد على ضرورة ربط شراكات مع مكونات المحيط للتعاون على رفع تحديات الميوعة والمخدرات والتنصير والغلو والتطرف والتشيع، وضعف الحس الوطني، وتنامي التيارات الشاذة.