قال المفكر المغربي حسن أوريد، الجمعة الماضي بالرباط، إنه كان يبدو لكل متتبع قبيل اندلاع ما سمي بالربيع العربي أن العالم العربي يعيش ما قبل الثورية، ولم يكن يحتاج المرء إلى نظر ثاقب لكي يشعر أن أشياء كثيرة لم تكن على ما يرام في كل أرجاء العالم العربي مع اختلافات، وأن العالم العربي قد أسلم أموره تماما إلى أصحاب قرار الرأسمال العالمي من أجل رسم معالم هذا العالم. وأضاف أوريد في محاضرة له حول «سؤال الحداثة في العالم العربي»، من تنظيم المركز المغربي للثقافة والفنون العريقة، أن ضربة غزة أفرزت عجز العالم العربي وتورط المخابرات مع المصالح الإسرائيلية، وظهر أن العالم العربي عاجزا مع كل وسائل الاستنكار. واعتبر أن الربيع العربي لم يأت كحادث فجائي، ولكن كان بناءا على معطيات موضوعية. وقال أوريد إن هناك شيئا جديدا وعميقا اعتمر بالعالم العربي، وأن الشعب أصبح فاعلا ، وأن القضايا السياسية التي ترهن مصير هذا العالم لم تعد شأن الأقلية ولم تعد تحكى في أروقة مغلقة، ولم تعد تحسم فقط من خلال علاقات شخصية بين غرب قوي، وعناصر ونخب موالية لهذا الغرب. وشدد أريد على أن الثورة التي شملت العالم العربي ثورة حقيقية، وكان من الضروري أن تقع هذه الرجة التي حملها الشارع، معتبرا أن الشارع لم يكن مؤطرا برؤية ومرجعية، مضيفا أنه إذا قال الشارع لا للاستبداد فإن على المفكرين أن يفرزوا المكانيزمات التي من شأنها أن تحد من الاستبداد، وإذا قال لا للفساد فإن ذلك ليس برنامجا سياسيا ولكن على المفكرين والنخبة السياسية أن تفرز الميكانيزمات التي من شأنها أن تحد من الفساد. وكشف أوريد أنه لأول مرة أصبح الغرب في حاجة للعالم العربي، إذ إن الغرب يعيش أزمة بنيوية، وظهر بأن الرهان على إسرائيل رهان خاسر، معتبرا أن تركيا بمثابة فاعل أساسي. وقال أوريد نقلا عن توماس فريدمان بأن الصهيونية استغلت اليهود كمادة خام من أجل إنتاج يهودي جديد، والصهيونية الجديدة تريد استغلال العرب كمادة خام من أجل صياغة إنسان عربي جديد. وتبين أنه ما يسمى بالثقافات الفرعية سواء المرتبطة بمرجعية دينية (الأقباط بمصر أو الأمازيغ بشمال إفريقيا) كانوا فاعلا أساسيا في هذا التحول ولا يمكن والحالة هذه أن يتم المستقبل، دون الأخذ بعين الاعتبار هذه المكونات.