اختتمت يوم الإثنين الماضي بمخيمات «تندوف» أشغال الملتقى السادس لحوار الأديان الذي نظمته جبهة البوليساريو بحضور قساوسة أمريكيين من كنيسة «صخرة المسيح»، وأئمة صحراويين من مخيمات تندوف وجزائريين. وفي الوقت الذي عبرت فيه «جانيت لانز»، ممثلة تجمع كنائس «كريس ذروك» الأمريكية، والمعروفة بنشاطها لمصلحة البوليزاريو في الساحة الأمريكية، عن ارتياحها لنتائج الملتقى، كشف البشير الدخيل المسؤول السابق والعضو المؤسس ل«البوليساريو» ل«التجديد» أن مثل هذا الملتقيات تستغلها قيادة البوليساريو من أجل كسب المال والدعم خاصة وأن الكنيسة في العالم معروفة بكونها تمتلك إمكانات مادية وتدعم القضايا التي لها طابع ديني وتشم فيها رائحة مصلحة «دينية» معينة على حد تعبيره، مشددا على أن هذا النشاط وغيره ليس سوى ورقة سياسية من أجل جلب الدعم المادي الذي يستعمل فيما بعد في «أشياء أخرى». وبعد أن أحال المتحدث في هذا الصدد إلى سنة 1989 عندما كانت إيران تزور المخيمات وكانت قيادة البوليساريو تفرض على الساكنة ارتداء الشادور والتظاهر بأنهم متأثرون بالمذهب الشيعي، أوضح أن الملتقى الأخير الذي نظمته الجبهة ليس سوى محاولة «التماس الصدقة بطريقة غير مباشرة» من هذه الكنيسة وذلك بالظهور في صورة مجموعة متفتحة وتحاور الأديان. وأشار الدخيل إلى أن هذه الكنيسة تنشط في الأماكن التي تشهد نزاعات وحروب وخصاص مادي وعاطفي كما هو الشأن في بعض الدول الإفريقية حيث تشتغل هذه الكنائس بشكل مباشر أو تحت غطاء جمعيات خيرية من أجل استقطاب الناس إلى مذهبها او على الأقل ان تضمن ولاءهم. الملتقى حسب ما أعلن المنظمون لم يكن أكاديميا فقط بل إن القسيسين القادمين من الولاياتالمتحدةالأمريكية، زاروا عددا من مقرات الجمعيات وتواصلوا بشكل مباشر مع الأطفال والنساء، وإلى جانب هذا الملتقى الذي ينعقد سنويا منذ 2005 فقد تحدثت تقارير إنجيلية عن زيارة ما لايقل عن 800 مبشر مسيحي لمخيمات تندوف خلال السنتين الأخيرتين، كما كشفت كنيسة صخرة المسيح نفسها عن أنها تستقبل حوالي 200 طفل صحراوي سنويا، تتراوح أعمارهم ما بين 10 و14 سنة، يقضون عطلتهم الصيفية بأمريكا، في إطار ‘'برنامج الأطفال الصحراويين'' الذي ترعاه كنيسته.