أعرب المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية، يوم الأحد، عن أسفه بسبب تدنيس 29 قبرا لجنود مسلمين لقوا حتفهم دفاعا عن فرنسا خلال الحرب العالمية الأولى، وذلك بمقبرة عسكرية بمدينة كاركاسون (جنوب غرب فرنسا)، واصفا هذا العمل ب "الشنيع". وعبرت الهيئة الأكثر تمثيلية لمسلمي فرنسا، في بيان لها، عن "إدانتها الشديدة" لوضع "كتابات عنصرية ونازية" يوم السبت على شواهد قبور الجنود، مما يعتبر "جريمة في حق ذاكرة جنود لقوا حتفهم دفاعا عن فرنسا، وذاكرة أسرهم"، وكذا "في حق الجمهورية الفرنسية قاطبة، والقيم التي تحملها". وأوضح البيان أن "قلوب الجنود الراحلين هي التي تنزف مرة أخرى بسبب هذا الحادث، وأن الإرث الذي تركوه هو ما يتعرض للتلويث، وذاكرة بسالتهم هي التي تتعرض للحيف". وحث المجلس السلطات العمومية الفرنسية على "تعبئة مختلف المصالح المعنية بهدف تحديد هوية مرتكبي هذا العمل في أقرب وقت ممكن ، وحتى يتم التعامل مع الأفعال التي ارتكبوها بالحزم المطلوب". وكان مصدر قضائي قد أعلن أن كتابات عنصرية ونازية ومعادية للسامية وجدت على نحو ثلاثين قبرا تعود لمسلمين في مدفن كاركاسون جنوب غرب فرنسا، وعثر على الكتابات على القبور، لدى قيام حارس مدفن سان ميشال بإقفاله. وبحسب رئيس بلدية المدينة جان-كلود بيريز، فإن الكتابات المناهضة للأجانب تستهدف الجالية المسلمة وكذلك الجالية اليهودية. وكتب "ليسقط اليهود، ليسقط المسلمون، فرنسا للفرنسيين". ولم تلاحظ أي أعمال تخريب لقبور. وتقدمت المدينة "على الفور بشكوى". وأوكل التحقيق إلى مفوضية كاركاسون. وقال المدعي "هذه وقائع مؤذية". وأضاف أن "القصد عنصري فعلا وسنقوم بكل شيء للعثور على الفاعلين ومحاكمتهم". وعلم من مصدر بلدي أنه فور انتهاء عمل الشرطة في المكان، أعادت الأجهزة البلدية دهن شواهد القبور التي حملت الكتابات المسيئة. وندد رئيس بلدية كاركاسون بعمل "وحشي لا يوصف" نفذ في رأيه للمرة الأولى في هذه البلدة التي يبلغ عدد سكانها 50 ألف نسمة. وقال بيريز "إذا كان عملا سياسيا، فإنه يدل على أنه لا يزال هناك أناس يدعون إلى الحقد على الآخر". وقد أجرت مديرة منطقة اود آن-ماري شارفيه "اتصالا شخصيا مع الهيئات المسلمة والاسرائيلية في الدائرة لتأكيد دعمها وإبلاغها بأن تعليمات صدرت لإلقاء الضوء على ملابسات هذه القضية"، بحسب بيان للدائرة. وأضاف البيان أن آن-ماري شارفيه "تدين بشدة هذه الأعمال الشنيعة والمستنكرة" و"تحرص على التعبير عن تضامنها الكامل وتعاطفها مع عائلات الموتى". واعرب رئيس المجلس الفرنسي للديانة المسلمة، الهيئة التي تمثل الاسلام في فرنسا، محمد موسوي في بيان عن "استنكاره الشديد" ودان "عملا شنيعا يشكل إهانة لذكرى جنود قتلوا في المعارك من أجل فرنسا، ولذكرى عائلاتهم". من جهته، أعلن عبد الله زكري رئيس المرصد الوطني لمكافحة كره المسلمين في المجلس الفرنسي للديانة المسلمة في فرنسا لوكالة فرانس برس "الأمر يتكرر للأسف كثيرا. فمنذ الجدل حول العلمانية، نلاحظ تصعيدا في الأعمال المناهضة للمسلمين"، داعيا أيضا "السلطات العامة إلى وضع يدها على المشكلة". وكانت شواهد قبور المسلمين قد تعرضت للتدنيس أربع مرات على الأقل في سنة 2010. وكانت اللجنة الوطنية الاستشارية لحقوق الانسان قد كشفت في تقريرها السنوي أن سنة 2010 قد تميزت بارتفاع الاعتداءات على الجالية المسلمة في فرنسا مؤكدا أن 13 مسجدا تعرض لأعمال عنف سنة 2010 مقابل 6 في سنة 2009.