أجرى مسؤولون إسرائيليون وأتراك محادثات سرية بدعم أميركي سعيا لحل الأزمة الدبلوماسية التي نشبت بين البلدين عقب الهجوم الإسرائيلي على السفينة التركية مافي مرمرة في ماي 2011 من العام الماضي والذي أسفر عن مقتل ثمانية أتراك وتاسع أميركي من أصل تركي. وقالت صحيفة هآرتس إن المحادثات تجري في قناتي اتصال، إحداهما مباشرة بين مسؤول من قبل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ومدير عام الخارجية التركية فريدون سينير أوغلو الذي وصفته بأنه مؤيد قوي لإصلاح العلاقات مع إسرائيل. وبدأت الاتصالات في هذا السياق عقب المساعدة التركية لإسرائيل في إخماد حريق جبل الكرمل في ديسمبر/ كانون الأول، حيث مثّل نتنياهو في بداية المحادثات مستشاره رون دريمر لكن قبل بضعة أسابيع عيّن نتنياهو شخصية رفيعة المستوى لا تعمل في مكتبه لإجراء محادثات المصالحة مع تركيا. ويعمل في قناة الاتصال الثانية يوسف تشيخانوفير، وهو مندوب (إسرائيل) في لجنة التحقيق التي شكلتها الأممالمتحدة بالأحداث الدامية التي رافقت أسطول الحرية، إلى جانب المندوب التركي باللجنة أوزدام سانبرك. وقالت الصحيفة الإسرائيلية إن الرجلين يعملان معا منذ شهور في إطار اللجنة الأممية، وإنهما قاما بنقل رسائل بين تل أبيب وأنقرة وبذلا مزيدا من الجهد لصياغة تفاهمات بهدف إنهاء الأزمة. ونقلت الصحيفة عن مصدر بالخارجية التركية ومصدر بالإدارة الأميركية تأكيدهما أن محادثات سرية بين الجانبين جارية، لكن مكتب نتنياهو ووزير خارجيته أفيغدور ليبرمان رفضا التعقيب. وأشارت الصحيفة إلى أن المحادثات بين الجانبين أسفرت عن إطلاق نتنياهو تصريحات إيجابية عقب صدور نتائج الانتخابات التركية الأخيرة، وإلى إعلان منظمة الإغاثة الإنسانية التركية عن إلغاء مشاركة السفينة مافي مرمرة بأسطول الحرية الثاني الذي يتوقع أن ينطلق نهاية الشهر الحالي. نقاط الخلاف بدوره قال مصدر اطلع على مضمون المحادثات لصحيفة هآرتس إن الخلاف الأساسي بين الجانبين مازال يتمحور حول المطلب التركي بأن تعتذر (إسرائيل) على مهاجمتها أسطول الحرية، بينما تعرض (إسرائيل) أن تقدم أسفها على الأحداث. أما نقطة الخلاف الثانية فتتعلق بتعويض عائلات قتلى الأسطول، وما إذا كان بإمكان العائلات تقديم دعاوى ضد إسرائيل بعد الحصول على تعويضات. وتأتي المحاولة الحالية التي تعد الثالثة للدولتين لإنهاء الأزمة؛ على خلفية ثلاثة أحداث وقعت مؤخرا أولها مسودة تقرير لجنة تقصي الحقائق في أحداث أسطول الحرية التابعة للأمم المتحدة، والثاني هو الانتخابات الأخيرة في تركيا. ويتعلق الحدث الثالث بالوضع في سوريا التي تشهد احتجاجات مطالبة بإسقاط نظام الرئيس بشار الأسد ونزوح آلاف السوريين. ونقلت هآرتس عن مصدر رفيع المستوى بالخارجية التركية قوله إن "الوضع في سوريا يخلق مشاكل كبيرة لتركيا و(إسرائيل) ولذلك توجد مصلحة مشتركة لحل المشاكل بيننا". يُذكر أن العلاقات الإسرائيلية التركية التي كانت توصف بأنها حلف إستراتيجي تراجعت في أعقاب الحرب على غزة نهاية عام 2008 ومطلع 2009، لكنها تدهورت بشكل كبير عقب مهاجمة سلاح البحرية الإسرائيلي أسطول الحرية حيث سحبت تركيا سفيرها ب(إسرائيل) وألغت مناورات عسكرية مشتركة مع الجيش الإسرائيلي.