قال وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو أمس ان تركيا ستقطع علاقاتها مع اسرائيل ما لم تتلق اعتذارا بخصوص العدوان الاسرائيلي على أسطول الحرية ، فيما سارع وزير الخارجية الإسرئيلي افيغدور ليبرمان إلى إعلان رفض الخيارات الثلاثة مطالبا أنقرة نفسها بالاعتذار ، فيما ذكرت صحسيفة "جيروزاليم بوست" أن وزارة الدفاع التركية أبلغت نظيرتها الإسرائيلية مطلع الأسبوع أنها قررت عدم المشاركة في مناورات بحرية كان مقرر لها الشهر المقبل وصرح داود أوغلو لصحيفة حريت "أمام اسرائيل ثلاثة خيارات.. اما أن تعتذر أو تقبل النتائج من لجنة دولية تحقق في الهجوم أو أن تقطع تركيا علاقاتها معها". وتصريحات داود أوغلو هي الاولى التي تهدد فيها تركيا صراحة بقطع علاقاتها ما لم تنفذ مطالبها. والتقى داود أوغلو بوزير التجارة والصناعة الاسرائيلي بنيامين بن اليعازر الاسبوع الماضي في بروكسل في محادثات كانت تهدف الى اصلاح العلاقات. وقالت تركيا في ذلك الحين انها أبلغت اسرائيل بما يجب أن تفعله لاصلاح العلاقات. ومضى داود أوغلو يقول في عدد امس من صحيفة حريت "وصلت الرسائل التي تم نقلها الى بن اليعازر للحكومة الاسرائيلية. لن ننتظر ردا الى الابد". وأردف قائلا "سيكون كافيا اذا رأت لجنتهم التي تجري التحقيق أن الهجوم كان ظالما والاعتذار بما يتوافق مع قرار اللجنة.. لكن علينا أن نرى القرار أولا". واعلن اوغلو كذلك ان بلاده اغلقت مجالها الجوي امام جميع الرحلات العسكرية الاسرائيلية. وقال أوغلو أن تركيا يمكن أن تفرض المزيد من العقوبات ضد إسرائيل إذا لم تف بشروط بلاده. وقال "إذا لم تتخذ خطوات ستستمر عملية العزلة". وفي السياق ، اعلن مسؤول في مكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو ان اسرائيل "لن تعتذر ابدا". وقال هذا المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن اسمه ان "اسرائيل لن تعتذر ابدا عن دفاعها عن سكانها. ان جنودنا الشبان لهم الحق في الدفاع عن انفسهم حين تكون حياتهم في مواجهة خطر من عصابة سوقيين كانوا يحاولون ضربهم حتى الموت". واضاف "لدينا الحق في منع نقل اسلحة من ايران الى غزة". وتابع "بالطبع نأسف للخسائر في الارواح البشرية ، ولكن ليست اسرائيل هي من تسبب باعمال العنف". من جانبه ، قال وزير الخارجية الاسرائيلي أفيجدور ليبرمان أمس ان بلاده لا تعتزم تلبية مطلب تركيا بالاعتذار. ورفض ليبرمان الخيارات التركية الثلاثة ، وقال للصحفيين بعد لقائه بوزير خارجية لاتفيا أثناء زيارة للبلاد "ليست لدينا أي نية للاعتذار. نعتقد أن العكس هو الصحيح". من جهته ، أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الاسرائيلية ايغال بالمور انه "عندما تطالب باعتذار لا تعمد الى تهديدات او مهل نهائية". واضاف "كل شيء يدعونا للاعتقاد ان تركيا ترمي الى هدف آخر في هذه القضية" ، من دون اعطاء تفاصيل اخرى. من جانبها ، ذكرت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية أمس أن وزارة الدفاع التركية أبلغت نظيرتها الإسرائيلية مطلع الأسبوع أنها قررت عدم المشاركة في مناورات بحرية كان مقرر لها الشهر المقبل. وبدأت القوات البحرية من كل من إسرائيل وتركيا والولايات المتحدة قبل عشرة أعوام تنفيذ هذه المناورات التي تحمل اسم "الحورية الواثقة" سنويا بهدف التدريب على عمليات البحث والإنقاذ وتحقيق تقارب بين القوات البحرية للشركاء الدوليين المتواجدين في البحر المتوسط. وأوضحت الصحيفة أن هذه المناورات أجريت الصيف الماضي رغم الخلاف الذي نشب بين تركيا وإسرائيل بعد العدوان على غزة ، إلا أن الأمر اختلف هذه المرة بعد مقتل تسعة أتراك. وقال مسؤولون عسكريون للصحيفة إن البحرية الإسرائيلية والأمريكية ستمضيان في إجراء المناورة.