تعرضت ناشطة أمريكية يهودية للضرب من جانب أعضاء في لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية (أيباك) قبل أن تعتقلها الشرطة لأنها قاطعت خطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في الكونغرس الثلاثاء الماضي. وقد نقلت الناشطة اليهودية رائي أبيليا، البالغة من العمر 28 عاما، إلى مستشفى جامعة جورج واشنطن في العاصمة الأمريكية وهي تعاني من إصابات بعد أن انهال عليها أعضاء من (أيباك) بالضرب وطرحوها أرضا ثم اقتادتها الشرطة إلى خارج القاعة. وبعد خروجها من المستشفى الذي تلقت فيه علاجا جراء إصابتها برضوض في عنقها وكتفها، جرى اعتقالها لعدة ساعات، حيث وجهت إليها تهمة تعطيل جلسة للكونغرس. وقالت «أبيليا» التي يحمل والدها الجنسية «الإسرائيلية»، لموقع «يديعوت أحرونوت» الإلكتروني، أول أمس، إنه عندما بدأ نتنياهو يتحدث عن «إسرائيل» والديمقراطية نهضت للحديث ضد ممارساتها غير الديمقراطية وصرخت "كفى احتلالا. أوقفوا جرائم الحرب الإسرائيلية" ودعت إلى منح الفلسطينيين حقوقا متساوية. واتهمت الناشطة الأمريكية اليهودية نتنياهو بالكذب وقتل الأطفال الأبرياء من الفلسطينيين. وأطلت»أبيليا» من شرفة الدور الثاني بمجلس النواب أثناء خطاب نتنياهو وواصلت تسديد عباراتها النابية للكيان الصهيوني في شخص نتنياهو، إلا أن أعضاء في المنظمة الصهيوني الأمريكية أسرعوا نحوها وانقضوا عليها وتعلقت بها أنظار أعضاء الكونغرس حتى تم إخراجها من القاعة، ثم عاودوا التصفيق لرئيس الوزراء الصهيوني. وعلق نتنياهو على اعتراضات الفتاة بقوله إنه يعتبر هذه الاعتراضات «وساما» على صدره و»تكريما له»، وأضاف «هذه الاعتراضات لا يمكن أن تحدث في طهران أو في بنغازي، وهذه هي الديمقراطية الحقيقية». وانتقدت أبيليا السياسة الصهيونية الإجرامية، وقالت إن بيبي (أي نتنياهو) قال إن حدود عام 1967 ليست قابلة للحماية وأنا أقول إن الاحتلال والجوع في غزة ليسا قابلين للحماية. وقالت إنها زارت غزة قبل سنة ونصف وشاهدت الدمار الهائل الناجم عن عدوان «الرصاص المصبوب» الصهيوني العسكري الذي تم شنه بمساعدة أسلحة أمريكية أعطيت هدية للكيان الصهيوني على حساب دافع الضرائب في الولاياتالمتحدة. وأضافت أنه بعد زيارتها لغزة قررت أن تكرس حياتها في أنشطة حركات الاحتجاج ضد جرائم الحرب «الإسرائيلية». وأكدت أبيليا أنها تنشط ضد (أيباك) أيضا لأنها لوبي يُسكت الرأي الآخر، وقالت إنه تجب ممارسة ضغط اقتصادي على «إسرائيل» وملاحقة زعمائها. وبعد دقائق من بدء كلمة «نتنياهو» عقب تعليقه على «أبيليا»، نهضت امرأة أخرى تجلس في صفوف الجمهور من مكانها وهي تصيح «لا للاحتلال»، حيث كانت تجلس على مسافة خمسة أمتار فقط من سارة زوجة نتنياهو. وحاولت المرأة رفع لافتة حمراء انتزعها منها على الفور أحد عناصر (إيباك). وعلى الأثر تم إخراجها من قاعة الكونغرس. ولم يستغرق الحادث سوى بضع ثوان. وردا على سؤال لوكالة الصحافة الفرنسية قالت شرطة الكابيتول إنها تدرس التهم التي يمكن توجيهها إلى المتظاهرة.