أشاد المشاركون في برنامج ''مباشرة معكم'' الذي بثته القناة الثانية ليلة الأربعاء 18 ماي 2011 على الأسلوب الحضاري الذي تعاملت به السلطات المعنية مع الأحداث الدامية الأليمة التي عرفتها مقهى أركانة بمراكش. وفي هذا الإطار، أكد مصطفى الرميد، رئيس منتدى الكرامة لحقوق الإنسان على أن المنتدى، وبسبب نوع من المهنية واكتساب التجربة وإدراك الحركة الإرهابية، لم يتوصل بأي شكاية تتعلق بالخروقات لحدود الآن سوى خرق قرينة البراءة بالرغم من أن قانون المسطرة الجنائية يمنع تصوير وتمثيل الجريمة علنا على اعتبار أنه بريء حتى تثبت إدانته بقوة القانون. وفي تعليق له، أوضح لحسن يحيى النائب الأول للوكيل العام للملك بمحكمة الاستئناف بالرباط، أن المعني بالأمر لم تفرض عليه مسألة إعادة الجريمة، وكان موافقا منذ البداية وأبان للجمهور الذي تتبع القضية أنه لم يكن مرغما على ذلك، مشيرا إلى أنه لم يكن مصفد اليدين أن يتحرك حسب الرواية التي قال عليها. وأضاف بنيوب أن المغرب تأخر لست سنوات عن نهج هذا الأسلوب، على اعتبار أنه في عهد بنزكري شدد المجلس على ضرورة التعامل بحكمة، وأنه بالإمكان التحقيق وصيانة الحقوق دون المساس بمحيط ومناخ حقوق الإنسان، ولايزال المغرب مند 2003 يؤدي ثمنا غاليا من رصيده التعاملي خلال احداث 16 ماي. وفي الوقت الذي يؤكد فيه لحسن يحيى أن أول ما أكد عليه قانون مكافحة الإرهاب، هو اعتبار الجريمة الإرهابية جريمة عادية لا تطبق عليها إجراءات خاصة بمعنى أن مسطرة الجنائية تطبق على هذا القانون وهناك استثناءان أولهما الحراسة النظرية 96 ساعة وتمدد لفترتين، وثانيهما أن الجهات المعنية تحترم المساطر القانونية في تعاملها مع كل الملفات. ونفى الرميد ذلك مؤكدا أن لديه العشرات من الملفات التي انتفت فيها قرينة البراءة ولم يتمتع أصحابها بالمحاكمة العادلة. وحذر الرميد من الحديث بلغة ليست لغة الواقع موضحا أن المنتدى يتوفر على عشرات الشهادات تفيد بأن جهاز المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني ألقى القبض عليهم وتم تعذيبهم وبقوا هناك لمدة معينة، وبالرغم من أن أهليهم يتوجهون للسؤال عنهم لدى الجهات المعنية فهذه الأخيرة لا تحرك آلية البحث. من جهة ثانية كشف المناضل والحقوقي ''أحمد ويحمان'' أن كتاب '' تازمارة ''234 هو أول كتاب يتحدث على معتقل تمارة السري، وسيكون في المكتبات خلال الأسبوع المقبل. وقال ويحمان الذي كتب مقدمة الكتاب أن هذا الكتاب الجديد هو لأول معتقل بالسجن السري تمارة، للكاتب الفلسطيني من أصل مغربي محمد مصدق الخضراء ( بنخضراء)، ويحمل الكتاب اسم ''تازمارة ''234 هو اسم مركب من '' تازمامرت '' و''تمارة''، و234 هو رقم بنخضراء داخل هذا المعتقل. وقال المصدر ذاته إن هذا الكتاب ''تازمارة'' 234 جاء ليحسم هذا النقاش ويرفع كل التباس يكتنفه بإجابات واضحة قاطعة. ومما يكسب الكتاب راهنية، ويزيد مضامينه أهمية، كون صاحبه أول نزيل يحل بالمعتقل، لا سنة 2002 كما راج في بعض الصحف أنه تاريخ دخول المعتقل السري الجديد ل '' الخدمة '' !، وإنما سبع عشرة (17 ) سنة قبل ذلك.. وقال ويحمان بأن بنخضراء يقدم رسما بيانيا عن المركب الرهيب.. يتحدث عن دهاليزه، عن زنازنه، عن مسؤوليه الكبار، عن ضباطه وجلاديه بأسماء بعضهم الحقيقية كما تمكن، عبر السنين من اكتشافها، وبأسماء ''حركية'' ل ''الحجاج'' من حراسه؛ البغيض منهم والطيب، مضيفا أن الكتاب يقدم للحقوقيين والصحافيين ولكل المراقبين والمهتمين ولمن يريد أن يؤرخ لهذه البناية. وأكد رؤساء فرق بمجلسي النواب والمستشارين، الأربعاء الماضي، أن الزيارة التي قاموا بها للمقر الإداري لمديرية مراقبة التراب الوطني أظهرت أن الأمر يتعلق بإدارة كباقي الإدارات وأنها لاتضم أي مركز للتعذيب. وأكد المجلس الوطني لحقوق الإنسان أنه لم تتم خلال الزيارة الاستطلاعية التي قام بها رئيسه وأمينه العام، الأربعاء الماضي، لمقر المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني بتمارة، ملاحظة وجود أي مؤشرات من شأنها أن تؤكد، في إبانه، أن هذا المكان مخصص للاعتقال خارج القانون.