قال مستشار الأمن القومي الأمريكي الأسبق "زبيجنو بريجنسكي": إن وزير الخارجية الأمريكي "كولن باول" سيسعى خلال زيارته للشرق الأوسط للحصول على إدانة عربية للعمليات الاستشهادية، وإقرار خطة سلام جديدة، والموافقة على نشر قوات أمريكية لحفظ السلام في الأراضي المحتلة. ووصل باول الإثنين 8أبريل إلى المغرب لمقابلة الملك "محمد السادس" في إطار جولة تشمل أيضا السعودية ومصر والأردن. وقال "بريجنسكي" في مقال له بصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية الأحد 7أبريل"إن الولاياتالمتحدة ستسعى لتطبيق خطة سلام محددة وضعتها بالفعل، وتكون نقطة انطلاقها قرارات مجلس الأمن ومفاوضات طابا في مصر 2001 والمبادرة السعودية الهادفة إلى تطبيع العلاقات بين الجانبين". وأشار مستشار الأمن الأمريكي الأسبق إلى أن إدارة الرئيس "جورج بوش" ستبدي رغبتها في نشر قوة لحفظ السلام في الأراضي المحتلة بموافقة كل من «إسرائيل» وفلسطين بهدف تحقيق الأمن في المنطقة، ملمحا إلى أن قوات حلف الناتو قد تشارك هي الأخرى في هذه القوات. وقال بريجنسكي: إن أيا من تلك الأهداف لن يحصل على الموافقة الفورية من جانب الفلسطينيين أو «الإسرائيليين»، إلا أننا لا يجب أن نغفل نفوذ الولاياتالمتحدة أو رغبة الطرفين في التوصل لحل. وأشار إلى أنه في حالة وجود إدانة عربية للعمليات الفلسطينية فلن يكون أمام الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات سوى إصدار بيان يدين فيه تلك العمليات دون أن يبدو وكأنه أذعن للإملاءات الأمريكية أو «الإسرائيلية». من جهة أخرى، انتقد بريجنسكي خطاب الرئيس بوش الخميس 4أبريل الماضي وقال: "تصريحات بوش -الخاصة بفشل التوصل لاتفاق حول وقف إطلاق النار بسبب عملية "نتانيا" في 27من الشهر المنصرم تضع اتفاق السلام رهينة بأي عملية إرهابية"، مضيفا أن ذلك يبرر رد «إسرائيل». وأشار إلى أن هذا الرد كان يجب أن يكون موجها للمرتكبين الحقيقيين وليس لبنية السلطة الفلسطينية. وقال بريجنسكي: إن إدانة بوش ل"عرفات" تمثل دعوة للفلسطينيين أن يختاروا قائدهم حسب ما يراه الأمريكان و»الإسرائليون». وكان الرئيس الأمريكي قد قال في خطاب له مساء الخميس الماضي: "إن عرفات خيّب آمال شعبه". من جهة أخرى، قال مستشار الرئيس الأمريكي الأسبق: إن واشنطن لن تستطيع تجاهل الرأي العام العالمي فقد أصبح الآن يوجد شبه إجماع دولي على أن سياسة بوش أصبحت منحازة وزائفة من الناحية الأخلاقية في الوقت الذي تسعى فيه للحصول على دعم دولي في حربها ضد الإرهاب، خاصة فيما يتعلق بإسقاط الرئيس العراقي صدام حسين. وأوضح بريجنسكي أن الأزمة الحالية تشكل تهديدا للمصالح الأمريكية، مشيرا إلى أن كلا من شارون، وعرفات لا يستطيعان التوصل للسلام، كما أنه لن يتمكن أيٌّ منهما من فرض خطته على الآخر. وأكد مستشار الرئيس الأمريكي الأسبق أن سيطرة إحدى القوى على منطقة الشرق الأوسط أو نشوب صراع فيها يمثل تحديا كبيرا لقدرة الولاياتالمتحدة على الحفاظ على التوازن العالمي. وأشار إلى أن التزام واشنطن ببقاء إسرائيل والعلاقات الوثيقة التي تربطهما والمبنية على التعاون العسكري والسياسي قد تتعارض مع رغبة الولاياتالمتحدة في الحفاظ على علاقاتها بالدول العربية. إيمان محمد - إسلام أون لاين.نت/ 7-4-2002