أعلنت كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس مسئوليتها عن العملية البطولية في مدينة حيفا مما أسفر عن مصرع عشرة جنود صهاينة و إصابة خمسة و عشرين آخرين بجروح . فلم يفق الإرهابي شارون على ضربات المقاومة الفلسطينية في جنين و نابلس و مقتل أكثر من22 جنديا و إصابة العشرات ، حتى عاجلته ضربة قاصمة صباح اليوم الأربعاء 10/4/2002 عندما فجر استشهادي فلسطيني نفسه في حافلة مكتظة بالمستوطنين الصهاينة – و معظمهم من الجنود – عند تقاطع طرق شرق مدينة حيفا مما أوقع أكثر من عشرة قتلى و خمسة و عشرين جريحا معظمهم من الجنود . فقد وجهت المقاومة الفلسطينية ضربة مؤلمة إلى العدو الصهيوني في العمق رغم المجازر التي يرتكبها في كافة مدن و بلدات وقرى الضفة الغربية عندما فجر مجاهد نفسه في حافلة صهيونية كانت تقل عشرات الصهاينة جنوب مدينة حيفا المحتلة . و تفيد المعلومات الأولية أن العملية الفدائية وقعت حوالي الساعة ال 7:20 صباح اليوم الأربعاء عندما وقع انفجار في باص قرب مدينة حيفا شمال الكيان الصهيوني . و بحسب الأنباء الأولية فإن مجاهدا فلسطينيا تمكن من الوصول إلى العمق الصهيوني و الصعود إلى حافلة تابعة لشركة إيغد ، و عند السابعة و أربعين دقيقة حسب توقيت فلسطين فجر نفسه بالقرب من مفرق أليجور جنوب مدينة حيفا مما أسفر عن إصابة كل من كان في الحافلة إضافة إلى وقوع إصابات عديدة في محيط الحافلة . و بحسب شهود عيان فإن الانفجار الذي وقع داخل حافلة صهيونية تابعة لشرطة إيغد يعتقد أنها كانت تنقل جنودا صهاينة أسفر عن مصرع عشرة جنود على الأقل فيما قالت مصادر أخرى إن غالبية من كان في الحافلة قتل . و ذكرت مصادر في شرطة العدو الصهيوني أن العملية أدت إلى إصابة العديد من الركاب و ذلك لوجود اكتظاظات مرورية في ساعات الصباح في الطرق إلى مدينة حيفا . و قال شاهد عيان في المكان : "الباص تناثرت أجزاء منه بعيدا . كنت مسافرا و فجأة سمعت دوي انفجار ضخم و رأيت دخانا كثيفا . قوات كبيرة من الشرطة وصلت إلى المكان على الفور .المنظر رهيب و يصعب وصفه" . و مشاهد الحافلة تظهر أنه لم يبق منها شيء فيما تناثرت جثث القتلى الصهاينة داخل و خارج الباص . و بدّدت العملية الاستشهادية جميع أحلام شارون و موفاز و زمرتهم في الحفاظ على الأمن خاصة أن أقرب منطقة فلسطينية لمكان العملية هي مخيم البطولة و الصمود جنين القسام . و تعتبر هذه العملية الأولى من نوعها منذ بدء عملية ما يسمى ب "الجدار الواقي" للجيش الصهيوني في المناطق الفلسطينية قبل عدة أيام . و تقول مصادر استخباراتية إنه حتى التحذيرات من وقوع عمليات فلسطينية انخفض بصورة كبيرة بسبب عمليات الجيش . إلا أن المصادر تؤكد عزم المقاومة الفلسطينية على تنفيذ عمليات داخل الكيان الصهيوني لتبرهن للعدو الصهيوني بأن اجتياحها و احتلالها للمدن الفلسطينية من جديد "غير مجد". و تقوم في هذه الأثناء قوات الإنقاذ و الإسعاف بنقل الجرحى و المصابين . و كان قتل 16 صهيونيا في عملية نفذتها كتائب القسام في حيفا في 31 آذار/مارس الماضي . و توقع مراقبون فلسطينيون أن يقوم شارون بالانتحار جراء فشل عمليته في محاولة القضاء على المقاومة الفلسطينية .