دعا رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية، رئيس سلطة "فتح" المنتهية ولايته محمود عباس لزيارة غزة للشروع في حوارٍ وطني شامل، سواء كان في غزة أو في أي مكان، معلنًا استجابة حكومته لكافة مطالب الشباب بتحقيق المصالحة الوطنية على أسس وطنية. وقال هنية في كلمة وجهها للشباب اليوم الثلاثاء (15-3): "أدعو أبو مازن وفتح إلى اجتماع فوري وعاجل هنا في غزة، أو في أي مكان يتم الاتفاق عليه لنشرع في حوارٍ مباشر ووطني شامل ونبحث فيه كل الملفات، وما هي المعيقات لتحقيق المصالحة ولنترجم نداءات الجماهير وشعاراتها ورغبتنا لتحقيق المصالحة وإنهاء الانقسام". وأعلن هنية تأييد واستجابة حكومته الكامل، لمطالب الشباب، مؤكدًا التزامها بالتعاون مع كل أبناء شعبنا لتحقيق المصالحة الوطنية. وقال: "الحكومة تابعت هذا الحراك الجماهيري في الضفة وغزة، الذي استند إلى التوافق الوطني والحراك الشبابي وإلى الرغبة والدعم والإسناد من الحكومة بكافة وزاراتها وأذرعها العاملة"، موضحًا أن الحكومة أعطت الدعم والتعليمات لإنجاح هذه الفعاليات ولتوفير المناخ الميداني اللازم، حتى نعكس الصورة المشرقة لشعبنا، من أجل تحقيق المصالحة وإنهاء الانقسام واستعادة الوحدة للشعب والقضية". وأضاف رئيس الوزراء: "الانقسام الفلسطيني الذي وقع واستمر حتى اللحظة كان بسبب العديد من التدخلات والأسباب، منها التدخل الخارجي والإرادة الخارجية التي ركزت على استمرار هذا الانقسام لإضعاف الشعب الفلسطيني والقضية في سلم الاهتمامات العالمية". وأوضح هنية أن الانقسام استمر بسبب عدم توفر القرار السياسي لدي العديد من القيادات الفلسطينية في الضفة الغربية والتي ترى في المصالحة والشراكة السياسية وفي وحدة العمل المشترك الذي يقوم على الأسس الوطنية، تهديدًا مباشرًا للمصالحة الفئوية والخاصة. وأكد رئيس الوزراء الفلسطيني بالقول: "نحن كفلسطينيين نرى في الحكومة الفلسطينية صاحبة الثقة من المجلس التشريعي، مع حركات المقاومة والممانعة من كل الشخصيات الراغبة والوازنة لم نكن نرغب في استمرار الانقسام، ولم تكن لنا يد مباشرة فيه، وقدمنا في أكثر من مرحلة ما يثبت مصداقيتنا في إنهائه، سواء في التجاوب للمبادرات الوطنية، أو الجهود العربية وكذلك الجهود الدولية في بعض الأحيان". وعبر عن سعادته برؤية الجماهير الملتفة حول مطلب المصالحة، وهي مهتمة بذلك، "فإنها تؤكد أنها قائمة على حماية الثوابت الوطنية والإرادة الفلسطيني الحرة والقرار الفلسطيني المستقل". وقال هنية: "نعلن تأييدنا لكل المطالب الوطنية التي نادى بها الشعب بإنهاء الاحتلال وتحقيق المصالحة، و"الشعب يطالب بإنهاء الحصار"، و"الشعب يطالب بإعادة الإعمار"، بمرجعية وطنية لإعادة منظمة التحرير، برنامج وطني فلسطيني نابع من التوافق الوطني.. الشعب يطالب بحكومة وحدة وطنية، ومجلس وطني". وأضاف: "ندعو لحوار وطني شامل ، في غزة أو غيرها ويمكن أن يكون ذلك بابًا لتحقيق المصالحة وعقد مؤتمر وطني فلسطيني يبحث في مستقبل القضية الفلسطينية". واختتم هنية حديثه قائلاً: "الحكومة مع النظام والقانون وضد الفوضى، وأخذ المسائل بعيدًا عن أهدافها النبيلة".