بدأت وفود الفصائل الفلسطينية التي تستعد لاطلاق الجولة الثالثة من الحوار بالوصول الى العاصمة المصرية القاهرة، حيث وصل الثلاثاء وفدا فتح وحماس اللذان يستعدان لبدء محادثات ثنائية اليوم الاربعاء قبل بدء الحوار بشكل رسمي. ووصل وفدا الحركة من قطاع غزة والضفة الغربية والخارج، بهدف ترتيب الاجواء لانطلاق جولة الحوار الثالثة المقررة بداية الشهر الجاري. وضم وفد حركة فتح كلا من احمد قريع وعزام الاحمد وماجد فرج وسعدي الكرنز وسمير مشهراوي، وغادروا من الضفة الغربية، وسيلتحق بهم وفد آخر من الحركة من قطاع غزة. وقال مسؤول بارز في حركة فتح ل 'القدس العربي' ان هناك 'املا كبيرا' في الوصول الى اتفاق شامل ينهي الخلاف خلال الجولة الحالية للحوار. واشار الى انه خلال الفترة التي اعقبت الجولة الثانية التي انتهت يوم 20 من الشهر الماضي، جرت عدة اتصالات بين قادة حركتي فتح وحماس للتمهيد للجولة الحالية، لافتا ايضا الى قيام وسطاء من فصائل أخرى باجراء مناقشات لتقريب وجهات النظر. واكد ان 'الجميع ذاهبون هذه المرة وهو على يقين بأن هناك فرصة سانحة لإبرام اتفاق مصالحة داخلية'. وقال عزام الاحمد رئيس كتلة فتح البرلمانية في تصريحات صحافية ان وفدي حماس وفتح 'اجتمعا مساء الثلاثاء في لقاء ثنائي في القاهرة، وسيتم الاربعاء عقد لقاء ثلاثي بين الجانبين بمشاركة الجانب المصري الراعي للحوار'. واشار الى ان جلسات الحوار 'ستكون تمهيدا للجلسة الشاملة لجميع الفصائل التي ستتم بعد الخميس'، معربا عن امله في ان تكون هناك 'مواقف واضحة ومحددة للامور التي لم يتم الاتفاق عليها في جلسات الحوار الماضية'. واشار الى ان الجلسة القادمة للحوار ستكون بمشاركة الامناء العامين للفصائل او من ينوب عنهم، مؤكدا عدم تحديد سقف زمني لجلسات الحوار القادمة. وشدد الاحمد على ضرورة وجود حل شامل للقضايا، وقال 'نأمل ان نتفق على القضايا الخلافية في وقت قصير والا يأخذ الحوار وقتا اكثر من المطلوب'. وكانت وفود الفصائل الفلسطينية انهت الجولة الثالثة للحوار في القاهرة بخلاف عميق حول ثلاث قضايا اساسية، هي برنامج الحكومة الذي ترفض حماس ان تلتزم به الحكومة باتفاقيات منظمة التحرير، وهو امر ترفضه فتح، الى جانب خلافهم حول طريقة اجراء الانتخابات القادمة، وكذلك خلافهم على شكل القيادة الفلسطينية القادمة. ويدور خلاف عميق ايضا في لجنة الامن التي من الممكن ان تنهي خلافاتها في بداية الجولة الحالية. وكانت الفصائل انهت ملف المصالحة الوطنية بشكل كامل، غير ان التوقيع على اتفاق انهاء الخلاف سيتم بعد التوافق على كل الملفات الخلافية. من جهته قال ماجد فرج مدير جهاز الاستخبارات ان القادة المصريين 'سيجتمعون مع وفد فتح بشكل منفصل ثم مع وفد من حركة حماس، وستتركز اللقاءات خلال يومين بين القادة المصريين وحركتي فتح وحماس للتحضير للجولة الثالثة من الحوار الوطني'. وعبر فرج عن امله في ان تحقق جلسات الحوار، مصالحة ووحدة وطنية وتوحيد شقي الوطن. الى ذلك، اعلنت حركة حماس ان وفدها من الداخل والخارج للحوار سيغادر الثلاثاء الى القاهرة لاستكمال جولات الحوار الوطني. وقال فوزي برهوم المتحدث باسم حماس ان جولات الحوار ستبدأ الاربعاء كما هو مرتب لها من المصريين فيما يخص القضايا العالقة، وعلى رأسها برنامج الحكومة ونظام الانتخابات والمرجعية الوطنية، وقضايا تخص الملف الامني للبدء في جولة جديدة لاستكمال الحوار. واشار الى ان الجولة الثالثة للحوار 'ستناقش ما تم ترحيله من قضايا حساسة تمت مناقشتها في صنعاء ومكة ولم يتم التوصل لحلها، خاصة برنامج وشكل الحكومة، ونظام وقانون الانتخابات، واعادة بناء الاجهزة الامنية في قطاع غزة والضفة الغربية، والمطالبة الوطنية بتشكيل مجلس وطني'. وشدد على ان نجاح الجولة الثالثة 'مرهون بالتوافق الفلسطيني الفلسطيني وعدم ربطه بالاجندة الخارجية'. وفي السياق اعرب الرئيس الفلسطيني محمود عباس عن امله في نجاح جلسات الحوار الوطني في القاهرة، مشيرا الى 'وجود عقبات ما تزال تعترض انجاز التفاهم الداخلي الفلسطيني'. وقال عباس في تصريح لصحيفة 'الشرق' القطرية 'انطلقت جلسات الحوار الوطني في القاهرة قبل فترة وكانت مفيدة جدا كونها تناولت جميع القضايا الخلافية، لكن بعض هذه القضايا الخلافية ما تزال عالقة نظرا لصعوبة تلك القضايا'. وفي حال فشل الجولة الثالثة من الحوار الوطني الفلسطيني في الاتفاق على تشكيل حكومة فلسطينية توافقية اوضحت مصادر فلسطينية الثلاثاء بأن عباس يعتزم اعادة تكليف الدكتور سلام فياض بتشكيل حكومة جديدة خلفا لحكومته التي استقالت منذ اسابيع وكان يوم امس الثلاثاء اخر ايام ولايتها. واوضحت المصادر بأن عباس غير المتفائل بنجاح الحوار يتجه لتكليف فياض بتشكيل حكومة من فصائل منظمة التحرير الفلسطينية والمستقلين، في حال فشل الحوار. واشارت المصادر الى ان حكومة منظمة التحرير التي سيكلف فياض بتشكيلها سيمتد عمرها لحين إجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية في شهر كانون الثاني (يناير) المقبل. واكد العديد من وزراء حكومة تسيير الاعمال الفلسطينية برئاسة فياض التي قدمت استقالتها قبل اسابيع لعباس وكان يوم امس الثلاثاء آخر ايام ولايتها القانونية بأنها ستواصل القيام بمهام الحكومة لحين تشكيل حكومة جديدة. وكان فياض اكد بان اخر يوم له في رئاسة الوزراء آخر يوم من الشهر الماضي الا ان مصادر فلسطينية اوضحت بأن عباس طالبه بالاستمرار في عمله لحين تشكيل حكومة جديدة. وقال مسؤولون فلسطينيون إن فياض الذي قدم استقالته الى الرئيس عباس سيبقى في منصبه لحين تشكيل حكومة جديدة. وكان فياض قدم استقالته في السابع من آذار (مارس) الماضي للرئيس عباس كي يساعد الفصائل الفلسطينية على التوصل الى اتفاق بشأن حكومة مؤقتة. واشاد نبيل ابو ردينة في تصريح نشرته وكالة الانباء الفلسطينية الرسمية (وفا) ب 'الدعم العربي المستمر لانجاح جهود المصالحة الوطنية التي تقودها جمهورية مصر العربية من اجل انهاء حالة الانقسام، وانهاء عزلة قطاع غزة وحصاره'. واوضح الناطق الرسمي باسم الرئاسة 'ان قمة الدوحة اكدت دعمها الكامل وتبنيها لما ورد في خطاب الرئيس في الجلسة الافتتاحية للقمة، وخلال لقاءاته مع القادة والزعماء العرب'. ومن جانبه اكد اسماعيل هنية رئيس الحكومة المقالة التي تديرها حركة حماس في غزة على ضرورة 'تجاوز الموقف الامريكي لانجاح الحوار الوطني الفلسطيني'، وجدد رفض حماس لاي اعتراف باسرائيل. وقال هنية في تصريحات صحافية ان حركة حماس تريد ان تؤسس ل 'مرحلة تاريخية جديدة قائمة على الثوابت وحق المقاومة واعادة بناء مؤسسة امنية فلسطينية قادرة على حماية الوطن تعمل على توفير عناصر الصمود والقوة للشعب الفلسطيني'. واشار الى ان حماس تريد من الحوار ان 'يضع حدا للانقسام وعدم الاستفراد في ادارة الوطن وتعزيز الشراكة الى جانب تامين مرجعية ناظمة للشعب الفلسطيني وهي منظمة التحرير الفلسطينية على اسس تضمن التمثيل لكل الفلسطينيين'. وقال 'قد لا نستطيع ان نصل الى لحظة اندماج البرامج ولكن نريد تاسيس مرحلة تعايش بما يخدم مرحلة التحرر ونحن ندرك اننا نمر في مرحلة تحرر من الاحتلال وهذه لها قوانينها واهمها ان لا تقوم على قاعدة الغاء الآخر'. من جهتها طالبت الجبهة الشعبية حركتي فتح وحماس بالقيام بكل ما من شأنه، لاستكمال ملفات الحوار والقيام باجتراح المصاعب لمصلحة شعبنا وحقوقه عشية اللقاء المزمع عقده بينهما في القاهرة، باعتبارهما من يقع على عاتقهما المسؤولية والعبء الاكبر في انهاء الانقسام الذي لن يتم الا من خلال حوار وطني شامل بمشاركة كافة القوى الوطنية والاسلامية. واكد ناطق باسم الجبهة في تصريح تلقت 'القدس العربي' نسخة منه على ان حماية الحقوق والثوابت الوطنية والدفاع عن الارض والمقدسات وتحرير الاسرى 'مهام وطنية لا يمكن ان تنجح في ظل حالة الانقسام والاقتتال وغياب الوحدة الوطنية'. واعتبر ان استمرار الوضع الراهن من الانقسام وانحسار المقاومة والحصار والعدوان والاستيطان وانتهاك المقدسات واحتجاز الآلاف من خيرة ابناء شعبنا خلف القضبان 'هي الهدف والامل الدائم للاحتلال، لمواصلة مخططاته في طمس الهوية الوطنية، وهضم الحقوق وتصفية القضية الوطنية والسيادة على المنطقة وشعوبها'.