بعد انتهاء الجولة السابقة من مفاوضات الوضع الداخلي الفلسطيني في القاهرة في الأول من الشهر الجاري وتأجيلها الى نهاية الشهر الحالي علق الفلسطينيين آمالهم على السادس والعشرين من ابريل علهم يحتفلون بالمصالحة وإنهاء الانقسام وباتت الآذان ترتقب التصريحات يوما بعد يوم في انتظار الحلم الأكبر بإعلان المصالحة وإنهاء الانقسام.وبعد غياب طويل عن وسائل الإعلام اطل الوزير عمر سليمان المكلف من الرئاسة المصرية بإنجاز ملف المصالحة الفلسطينية الداخلية وإنهاء الانقسام بتصريحاته عن مقترح تشكيل حكومة في الضفة ولجنة إعادة اعمار فصائلية في غزة , التي لاقت عدم تقبل من الفلسطينيين سواء على المستوى الرسمي والفصائلي و الشبعي . رفض وبشدة الفلسطينيين المقترحات المصرية بشأن حكومة في رام الله ولجنة فصائلية مهمتها إعادة الاعمار في غزة وعلل الشارع الفلسطيني رفضه للمقترحات , بفرض حلول جذرية لإنهاء الانقسام والاتفاق على برنامج حكومة تساهم في رفع الحصار والاتفاق على موعد للانتخابات التشريعية والرئاسية . أبو احمد رجل مسن يجلس على باب بيته في احد الأزقة وبجانبه المذياع يتنقل بين موجاته في انتظار خبر يشفي صدره , شرحت له آخر تطورات الموقف في قضية المصالحة بما فيها المقترحات المصرية ,فرد قائلا: المصالحة يجب ان تكون بتوافق الجميع والعمل المشترك , الضفة وغزة شعب واحد ,هذه المقترحات تزيد من نسبة الانقسام فوحدتنا تمتد من عزيمتنا لجعل المصلحة العليا فوق كل الاعتبارات وأضاف ان قضيتنا الأساسية هي تحرير القدس وعودة اللاجئين . سامي عليان أشار إلى ان هذه المقترحات تعمق الانقسام وتزيد من حدة التوتر بين الطرفين (حماس وفتح) فكنا نود من الجانب المصري ان يقدم مقترحات أفضل تحمل حلول جذرية تعالج الأزمة من جذورها , وانا شخصيا أفضل حكومة تكنوقراط دون برنامج سياسي هدفها هو رفع الحصار عن غزة والتحضير لانتخابات تشريعية ورئاسية متزامنة وهذا ما أتمنى ان يتفق عليه الجميع في أواخر الشهر الجاري . عمر سمير يقول : يجب على الجميع ان يضع المصلحة العليا بين عينيه فنحن الآن في أصعب مواجهة مع اليمين الإسرائيلي المتطرف الأمر الذي يتطلب منا ان نكون متوحدين أكثر مما سبق ويجب ان يكون القرار الوطني محل تنفيذ وبعيد كل البعد عن الانقسامات الداخلية وإنهاء الأزمات والشعب لا يحتمل حروب أخرى , الحكومة الإسرائيلية الحالية هي حكومة حرب وتهجير ويجب علينا ان نتوحد من اجل مواجهتها .أما بالنسبة للمقترحات المصرية فهي مرفوضة تماما كما أتمنى ان يقدم الجانب المصري مقترحات أفضل في جلسات الحوار المقبلة في القاهرة . وعلى الصعيد الرسمي أكدت فصائل منظمة التحرير التي اجتمعت في رام الله مساء أمس بما فيها حركة فتح رفضها للمقترح المصري مؤكدة على ان السبيل للخروج من المأزق الحالي هو استمرار الحوار الوطني الشامل للوصول الى حكومة توافق الى حكومة وطني تقوم بالاعمار وتوحيد الوطن وإجراء الانتخابات وإشراك الجميع في منظمة التحرير بلا استثناء . وقالت المصادر ان الفصائل المذكورة أكدت على ان السبيل الوحيد للوصل الى نتائج ايجابية وعملية على الأرض ستكون من خلال حوار القاهرة الحالي واستمرارية بكثافة وبوساطة مصرية للوصل الى اتفاق . وكانت مصادر فلسطينية قالت أول أمس إن الرئيس محمود عباس (أبو مازن) تراجع عن تشكيل حكومة فلسطينية برئاسة سلام فياض كان ينوي تشكيلها عقب عودته إلى رام الله، وذلك استجابة لرغبة مصرية. وأشارت إلى أن المخرج الذي طرحته مصر على الحركتين وطلبت منهما درسته جيدا, يتلخص في أن يشكل عباس حكومة تترأسها شخصية مستقلة تكون منوطة بإعادة اعمار غزة ودمج مؤسسات السلطة والإعداد للانتخابات المقبلة «وبالتوازي يتم تشكيل لجنة من الفصائل تكون همزة وصل بين حكومة رام اللهالجديدة وبين حكومة هنية في غزة تمكن حكومة حماس من الإشراف غير المباشر على إعمار غزة من خلال هذه اللجنة» .وأوضح أمين سر اللجنة التنفيذية ياسر عبدربه أنه رغم أن الحوار لم يحقق لغاية هذه اللحظة نتائج ملموسة، إلا أن هناك إصرارا في اللجنة التنفيذية، ومن قبل الرئيس محمود عباس على اتخاذ موقف الحكمة والصبر والمتابعة الحثيثة من أجل الوصول إلى النتائج المطلوبة. وشدد، على أنه في مقدمة المواضيع المطلوبة من الحوار الوطني، هو تشكيل حكومة وفاق وطني، ولا بديل عنها، من أجل الإعداد للانتخابات، والإشراف على عملية إعادة الاعمار في قطاع غزة. وقال عبد ربه، لا بديل عن حكومة الوفاق الوطني، في موضوع الإعداد للانتخابات، والإشراف على عملية إعادة الأعمار، وإعادة بناء الأجهزة الأمنية، وإنهاء كل ما ترتب جراء الانقلاب الذي قامت به حركة حماس في قطاع غزة. وأضاف: نحن اشرنا أيضا إلى أهمية متابعة ملف الحوار مع الأشقاء المصريين خلال الأيام القادمة من أجل ضمان نجاحه، ومن أجل أن تلتئم لجنة الحوار الوطني بكامل أعضاءها، وأن لا يقتصر الأمر على اللقاءات الثنائية بين ممثلي حركتي فتح وحماس. ومن جهة أخرى نفت حركة حماس، مساء اليوم السبت، بأن تكون القاهرة قد تقدمت بمقترح يقضي بتشكيل لجنة تضم حركتي فتح وحماس تتولى إعادة اعمار قطاع غزة وذلك في مسعى منها لكسر الجمود في المفاوضات في ظل الحديث عن استحالة اتفاق الجانبين. وقال إسماعيل رضوان، الناطق باسم الحركة في مؤتمر صحافي مساء امس :" إن القاهرة تقدمت بالكثير من المقترحات والاجتهادات من أجل تقريب وجهات النظر ونحن على استعداد لدراسة أي مقترح يمكن أن يسهم في رأب الصدع والوصول إلى مصالحة شاملة". وتابع رضوان: "بأن مقترحا من هذا الشأن سيكرس الانقسام الداخلي ويعطي شرعية لحكومة د.سلام فياض غير الشرعية على حد قوله". وفي إشارة إلى المقترح المصري والذي بموجبه ستتولى لجنة حمساوية - فتحاوية تخضع لإمرة السلطة الفلسطينية إعادة الاعمار فيما توفر حماس في غزة الدعم اللوجيستي والمكان لتواجد اللجنة، أفاد رضوان إن هذا المقترح سيكرس الانقسام أكثر ولن يسهم في الوصول إلى حالة من التوافق. وفي نهاية حديثه أعرب رضوان عن أمله بوصول الحركتين لاتفاق في السادس والعشرين من الشهر الجاري الذي سيشهد استئناف جولات الحوار في القاهرة لحل عقدة برنامج الحكومة الانتقالية المقبلة وإعادة هيكلة الأجهزة الأمنية الذي تصر حماس على ان يشمل الضفة الغربية وقطاع غزة في حين تصر نظيرتها فتح على ان يقتصر فقط على قطاع غزة.