فرقت قوات الأمن بمراكش بالقوة متظاهرين اعتصموا بأحد الساحات الرئيسية للمدينة وسط الحي العصري بجيليز للمطالبة بعدم ترحيلهم من مساكنهم التي قطنوها لأكثر من 30 سنة بالحي العسكري. وتناقلت الساكنة أخبارا شبه مؤكدة عن اعتقال 8 أشخاص، وإصابة عدد آخر إصابات متفاوتة الخطورة في صفوف المتظاهرين نقلوا على إثرها إلى المستشفى. ولم تتأكد ''التجديد'' من خبر وفاة متظاهرين، حيث زارت مستودع الأموات، وأكد مسؤول به عدم استقبال أية حالة، في حين تم إلحاق خسائر ببعض السيارات حسب ما عاينته ''التجديد''. وعاشت المدينة حالة استنفار قصوى طيلة يوم السبت بعدما قرر سكان حي ''بين القشالي'' الذي ينتمون إلى ''أسرة الجنود المتقاعدين'' التوجه في مسيرة سلمية من حيهم إلى القصر الملكي'' عبر أهم شوارع المدينة، رافضين قرار ترحيلهم إلى منطقة بعيدة على مشارف المدينة تسمى العزوزية''. لكن قوات الأمن حاصرتهم ومنعتهم من التقدم. وبعدما شعر المسؤولون أن المظاهرة ربما تتطور إلى ما لا يحمد عقباه، سارعوا إلى إتمام محضر مستعجل موقع من والي المدينة ومسؤول عسكري يقرر عدم ترحيلهم، ويسمح بإعادة هيكلة حيهم حوالي الساعة الثانية زوالا، ورغم توصلهم بالقرار، فضل المحتجون الاستمرار في الاعتصام، مطالبين ب''قرار ملكي''، لعدم ثقتهم في الوعود التي يقدمها المسؤولون في عدة مناسبات. وظل المحتجون معتصمين بمدار شارع محمد الخامس وعبد الكريم الخطابي من الساعة التاسعة صباحا إلى حوالي الثامنة ليلا وقت تدخل قوات الأمن، فيما استمر بعض السكان في التجمهر في حيهم إلى ساعات متأخرة من الليل بعدما فرقتهم قوات الأمن، في حين سارع البعض الى الاحتفال كما عاينت ذلك ''التجديد'' حوالي الساعة الثانية صباحا بعد ذكرت القناة الثانية أن الساكنة لن يتم ترحيلهم، وهي المرة الأولى التي تتحرك السطلة المحلية لتطويق احتجاج من هذا النوع، والذهاب إلى طمأنة المحتجين عبر وسائل الإعلام العمومية، قبل أن تتطور الأمور في اتجاه سلبي.