النية شرط لكل العبادات المسلم في جميع أمور دينه محتاج في توجيه سلوكه وحياته وفق شرع الله تعالى إلى التفقه في دينه ومعرفة ما يأخذ من الأمور وما يذر، وهو في طريقه هذا لا بد محتاج إلى زاد يتزود منه، إما بسؤال أهل الذكر من العلماء والفقهاء، وإما بالاطلاع على ما اشتملت عليه كتب علماء السلف، رحمهم الله جميعا، من فوائد ومعارف، وبناء على هذا، يقدم هذا الركن ومضات تيسر هذا المسلك. فكل أعمال المسلم يجب أن تكون لله في صحوه ويقظته، في حله وترحاله، في مأكله ومشربه...ويتوقف قبولها، كما يشترط ذلك علماءنا الأجلاء، على إخلاص النية لله تعالى والتقيد بما جاء به القرأن الكريم والسنة النبوية المطهرة، والذي سموه بالصواب. فالمقاصد والنيات هي محل نظر الله جل وعلا، وهي من الأعمال بمثابة الروح من الجسد، فكيف يكون حال الجسد إذا نزعت منه الروح، وكيف يكون حال شجرة اجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار، وكل عبادة لم تقم على نية صالحة ومقصد شرعي صحيح، فإنها في ميزان الله هباء تذروه الرياح، من أجل ذلك عني الشرع عناية عظيمة بإصلاح مقاصد العباد ونياتهم، وورد في ذلك الكثير من النصوص في الكتاب والسنة. ولم يختلف علماء الأمصار على اشتراط النية في العبادات لقوله تعالى:( وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين). ولقوله صلى الله عليه و سلم في الحديث الذي رواه عمر رضي الله عنه في الصحيحين بقوله: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله، فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها، فهجرته إلى ما هاجر إليه. وعليه فالنية مدار كل عبادة وشرط في قبولها، لأن مقاصد الناس تختلف في القيام بالأفعال، مما جعل الإسلام يحذر من الوجه المقابل للنية الذي هو الرياء أو الشرك ا