في الوقت الذي كان يجتمع فيه وزراء الطفولة العرب بمدينة مراكش لمدارسة مشاكل الأطفال والحديث عن العنف الجنسي الممارس عليهم، كان في مكان ما من المدينة أجنبي ينتهك عرض طفل بعد التغرير به، وما يحكى من قصص في هذا المجال قد لا يصدقه العقل، لكن الصورة التي نسجت في مخيلة الكثير من السياح أو بعض الأجانب المقيمين بالمغرب، تجعلهم يقدمون على مثل هذه الخطوات دون تردد، ويجدون في أطفال الشوراع والمتخلى عنهم، وفي بعض الأحيان من أطفال المدارس في مناطق مهمشة فريسة لميولاتهم الجنسية المريضة. وقد كان مثيرا أن يلبس الممثل الأمريكي جون مالكوفيتش رئيس لجنة التحكيم لمهرجان السينما بمراكش قميصا لجمعية ما تقيش ولدي ويقول إنه ملتزم بفتح النار على مغتصبي الأطفال، صرخة ليس لها من الدلالة مما يوحي أن المدينة الحمراء تعج بهذا النوع من البشر. حالات كثيرة من اغتصاب الأطفال من قبل أجانب عرفتها مراكش الحمراء، ووصل صداها إلى أنحاء الوطن، الكثير منها مر دون عقاب، والآخر بعقاب مخفف ''يشجع'' على حالة العود في انتهاك، لقد خرج ''الائتلاف ضد الاعتداءات الجنسية على الأطفال'' إلى استنتاجات صادمة بحيث أشار أن الظاهرة أصبحت تتجاوز حدود المغرب. فالكثير من هذه الاعتداءات تحدث من طرف مغاربة وأجانب شرقيين وغربيين تحت غطاء السياحة. وقدم التقرير عدة نماذج لحالات الاعتداء الجنسي على الأطفال، مثل حالة الفرنسي المعتقل بمراكش الذي ضبطت في حاسوبه الشخصي 17000 صورة و140000 تسجيل عن طريق الفيديو كان يرسلها لمواقع إباحية. ومع ذلك فقد خفضت محكمة الاستئناف العقوبة من 4 سنوات حبسا نافذا إلى سنتين ثم حظي بالعفو. والجميع يتذكر قصة السرفاتي الصحافي الاقتصادي بيومية لوسوار البلجيكية الذي كان يتردد مرارا على أكادير، حيث كان يصطاد ضحاياه من الفتيات الفقيرات اللواتي يوهمهن بالزواج والهجرة إلى بلجيكا، حيث كان يقوم بالتقاط صور جنسية لضحاياه في كل مرة يزور فيها المغرب، وكان يعمل على نشر تلك الصور بإحدى منتديات الحوار الجنسية، ومن بين تلك الصور ضبطت مقاطع لفتيات قاصرات ولطفل صحبة أمه وهي تمارس الجنس مع الصحافي البلجيكي . تلك الصور سيتم تحميلها من الأنترنيت على قرص مدمج سيتم استنساخه على نطاق واسع داخل المدينة وكافة المدن المغربية، بعدما انفجرت القضية سيتم اعتقال الضحايا ومحاكمتهن كما سيتم إغلاق الموقع الذي نشرت فيه الصور الإباحية بينما ظل الصحافي البلجيكي حرا طليقا. والمثير أن السرفاتي قال في استجواب له مع قناة بلجيكية : ؛... وأعلم كذلك أن العديد من السياح يكترون الفيلات ، و أن بأكادير تقع أشياء أفظع بكثير مما عشته ومارسته مع أولئك النساء (...) ما أود أن أؤكد عليه أن الأمر يتعلق بسياح لديهم الكثير من المال ، ويستطيعون كراء فيلات و كذلك تأمين الحماية من طرف الشرطة حسب ما أتوقع من خلال تجربتي التي جعلتني أطلع على الكثير من كواليس السياحة الجنسية بأكادير. ليس السرفاتي وحده من أفلت من العقاب، فهناك مدير جاك هنري سومير مدير المسرح الباريسي موكادور، والذي وجهت له تهمة التغرير بقاصر لم يتجاوز بعد 16 سنة وممارسة الجنس عليه في شقته مقابل 300 درهم حسب محضر الضابطة القضائية، وصرح أمام المحكمة بدون خجل أن القاصر هو من خدعه بتغيير سنه الحقيقي عندما جرى الاتصال الأول بينهما عبر الانترنيت، وقد أطلق سراحه (حكم بأربعة أشهر موقوف التنفيذ) بالرغم مما عرف عن جاك أنه استعمل الأنترنيت لاستقبال العشرات من الشواذ جنسيا لممارسة الجنس مقابل مبالغ مالية، إذ قال للمحكمة إن استقباله لهم تعلق بالفن وإبرام العقود. قصة أخرى أدين فيها السائح الألماني ''هينين فريدهيلم'' بثلاث سنوات حبسا نافذا وغرامة مالية قدرها 5 آلاف درهم، سنة ,2003 حيث توبع المتهم الألماني والمتورطون الثلاثة في هذه القضية، بتهم الشذوذ الجنسي وتحريض قاصرين على البغاء وتشجيع السياحة الجنسية وحيازة مواد إباحية وإعداد منزل للدعارة وحيازة صور خليعة والوساطة في البغاء. وتمكنت مصالح الأمن الولائي لأكادير من إلقاء القبض على المتهم متلبسا بالتعاطي للشذوذ الجنسي داخل سيارة مقطورة كارافان كان يتخذها مأوى، وذلك مقابل مبالغ مالية تتراوح ما بين 50 و70 درهما، كما كان يلتقط صورا للشبان الذين كان يستدرجهم للتعاطي للشذوذ الجنسي. وضبطت عناصر الشرطة بحوزة المتهم الألماني، البالغ من العمر67 سنة، العديد من الأدلة التي تثبت تورطه في السياحة الجنسية الشاذة مع ذكور تتراوح أعمارهم بين 15 و21 سنة، ومنها بالخصوص 32 قرصا مدمجا من بينها قرصين يتضمنان 190 صورة مخلة بالحياء لشبان وهم عراة، بالإضافة لجوازي سفر بأرقام مختلفة وآلتين رقميتين وجهاز حاسوب ومرهم دهني وملابس داخلية نسائية مختلفة الألوان. واعترف المتهم الألماني أثناء التحقيق معه، باستدراجه للعديد من الشبان الفقراء والعاطلين، الذين ينحدرون من ضاحية أكاديرومراكش والجديدة إلى سيارته المقطورة، خلال زياراته المتكررة للمغرب. إذ كان يلتقط لهم صورا مخلة بالحياء مقابل مبالغ تتراوح بين 50 و70 درهما، رغم أن التصريحات التي أدلى بها المتهمون لفرقة الآداب بأكادير، تفيد أن المبلغ تراوح ما بين 60 و100 درهم. ولم يقتصر الأمر على الحواضر، بل وصل الأمر إلى البوادي، وكاد مغتصب أطفال المسمى بارادا جون برنار إرنيست (56 سنة) أن يفلت لولا يقظة رجال الدرك، والقصة التي اكتشفها مفتش تعليم، بدأت بجماعة أيت فاسكا أيت أورير ضواحي المدينة الحمراء، واقتصر الأمر على إدانته بخمس سنوات سجنا نافدا، فيما أظهرت محاكمته فظاعة جريمته، حيث كان يستعين بكلابه المدربة ويتلذذ بمشاهدتها تمارس الجنس على ضحاياه الأطفال، مع توثيق هذه المشاهد بواسطة كاميرا تصوير بواسطة خليلته المسماة خديجة والتي غادرت إلى فرنسا. وهو ماجعل بلاغا لجمعية مهتمة يدعو الدولة الفرنسية لتحمل مسؤولياتها التاريخية والإنسانية، من خلال وضع قائمة بأسماء مواطنيها المتورطين في قضايا استغلال القاصرين، وتعميمها لمحاصرة سلوكاتهم خارج التراب الفرنسي، وتفعيل تعاونها مع الأجهزة الأمنية الوطنية لمحاربة هذه الظاهرة. كما ناشدت السلطات القضائية المغربية للتعامل بصرامة مع المتورطين في مثل هذه القضايا خصوصا الأجانب سواء السياح منهم أو المقيمين، حفاظا على سلامة أطفالنا وفلذات أكبادنا، ومنع وقوعهم ضحايا لكل أشكال الاستغلال الجنسي.