اجتمع المجلس الوطني الأول لنواة القطب الديمقراطي يوم الأحد 24 مارس 2002 لطرح مشروع الورقة السياسية والتنظيمية.حيث أعلنت فعالياته أن بابه مفتوح في وجه كل الأطراف التي توافق على الوثائق التي أقرها المجلس الوطني التأسيسي ولا يستثنى من حق الانضمام إلى القطب الديمقراطي إلا الهيئات والأشخاص الموسومين بأفعال ومواقف تتنافى مع مبادئ الديمقراطية وحقوق الإنسان، وحسب مشروع الورقة السياسية فإن القطب الديمقراطي جاء كاقتراح "لبناء مشهد سياسي لا وجود فيه لعنصري العنف والاقصاء". ومن أجل تكريس فعل سياسي جديد يقدم نفسه كنواة لحركة ديمقراطية جديدة تحمل مشروعا سياسيا هو عصارة جهود القوى المنضوية في إطاره. ويعتبر الاصلاحات السياسية والدستورية على رأس القضايا الملحة من أجل إنجاز الانتقال الديمقراطي، لكن الملاحظ أن الورقة السياسية طغت عليها العمومية، بل الغموض والتكرار وعلى سبيل المثال فقد أدرجت الورقة الدين ضمن عناصر «كينونة المغرب بعد الوحدة الترابية، وطالبت بتحويله من آلية للضغط وتقوية نفوذ الدولة واجهاض مشاريع التفسير إلى عامل إنهاض وتوعية وتكوين سليم.. ويسمح بإعادة قراءة موروثنا من الفكر الديني على ضوء ضرورات المرحلة ومستجدات العصر. وكان «نداء الديمقراطية» الذي أصدرته «مجموعة الميدان» في فبراير 2001 قد اعتبر الإسلام مكونا من مكونات الهوية المغربية إلى جانب العروبة والأمازيغية. ويلاحظ على هذا الطرح، اختزاله للإسلام إلى عنصر من عناصر الهوية مع أنه وعاؤها الشامل، كما لم تحدد الورقة كيفية إعمال القراءة المطلوبة «لموروثنا من الفكر الديني» حتى يتلاءم مع مستجدات العصر، وهو ما يعطي الانطباع بأن الرغبة في تفادي الاختلاف حول تفاصيل هذا الموضوع دفعت إلى اعتماد هذه الصيغة المبهمة، إذ ستبقى المرجعية الإسلامية محل جدل وخلاف بين مختلف مكونات القطب. يذكر أن القطب الديمقراطية يتشكل من الفعاليات الديمقراطية اليسارية وحركة الاشتراكيين الديمقراطيين المغاربة وفعاليات من منظمة العمل الديمقراطي الشعبي والبديل الحضاري ومناضلين من الحركة الأمازيغية. وقد سبق لحركة الديمقراطيين المستقلين، وهي من مكونات «اليسار الاشتراكي الموحد» مع فصائل اليسار الراديكالي، أن أعلنت عن رفضها الدخول في القطب معتبرة أن بناء الحزب الموحد أهم من أي عمل آخر في هذه المرحلة. ويلاحظ غياب ممثلين للتيار الليبرالي ضمن فعاليات القطب، في الوقت الذي استقطبت أحزاب ليبرالية تأسست أخيرا، عددا من الناشطين والمثقفين المحسوبين على اليسار. محمد عيادي